إيمان الرويلي، حالة نسائية خاصة جدا ومتميزة، فهي أول امرأة خليجية تحصل على لقب «المرأة المثالية لعام 2005» ولقب «امرأة السلام» وإسهاماتها في الدعوة للمحبة والإنسانية والسلام، تتشعب اهتماماتها ولكنها جميعها تتمحور حول كل ما يخص المرأة، كما تهتم بالبيئة وبذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أبرز أمنياتها إقامة مستشفى خاص لهم.
اكتسبت خبرات متنوعة في مجالات مختلفة كالديكور والأزياء وتنسيق الزهور والرسم والتصوير الفوتوغرافي وكتابة القصص وهواية اقتناء التحف القديمة واضافت أنها تهوى القراءة لاكتساب العلم والمعرفة من الثقافات المختلفة.
لديها 87 شهادة متنوعة من خلال دورات خاصة لكل مجال على حدة.
من هواياتها المحببة الوقوف بالمطبخ حيث انها ترى ان ما تصنعه المرأة في بيتها أفضل طعاما مما تقدمه بعض المطاعم فتعلمت كيف تصنع أطباقا شهية بنفسها.
وايضا لا يغيب الديكور عن هوايتها فهي مبدعة في مجاله، حيث ترى أن جمال المكان من ابداعات الانسان الذي لديه القدرة على أن يمنح الجمال بلمساته وذوقه للمكان.
إيمان الرويلي ضيفتنا حالة استثنائية خاضت أكثر من مجال وتميزت بعطاء فيه وأبدعت واستطاعت ان تحقق أحلامها عبر العمل الجاد المتواصل، وهذا نص اللقاء:
نساء الكويت دائما ما ينطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، وكم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزير بلا حقيبة! رغبة في إلقاء الضوء على مثل هذه التجارب الناجحة والبناءة، ومن أجل وضع نموذج يحتذى امام فتيات كويت اليوم حتى يقتدين بهن في حياتهن فيما يتعلق بالتعليم والعمل وسائر دروب النجاح، كانت هذه الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة متخصصة نتعرف من خلالها على رائدات ومختلفات ومميزات، كل في مجالها، قامت كل واحدة منهن مقام وزير دون ان تحمل حقيبة، وساهمت بعملها، بعلمها، بتميزها، أو بنشاطها في خدمة بلدها الكويت، بل ساهمت في تغيير المجتمع إلى الافضل.
نستعرض خلال هذه الصفحة أحاديث سيدات مميزات يروين تجاربهن الخاصة، على شكل تاريخ مختصر لقصة تميز بطلتها امرأة مميزة جدا.
كرمت كأول امرأة خليجية في سويسرا، وحصلت على لقب «امرأة السلام» في إيطاليا، وفزت بلقب المرأة المثالية عام 2005، كيف حققت ووصلت إلى كل هذه المجالات التي أهلتك للحصول على تلك الألقاب والتكريمات المستحقة؟
٭ لدي علاقات دولية متعددة والبرلمان الدولي للأمن والسلام يدرك ما أقوم به في مجال الانسانية من خلال زيارتي لأي بلد سواء عربي أو أوروبي، ودائما أقوم بأعمال إنسانية فيها من خلال زياراتي الى دار المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، وأحاول أن تكون لي دائما بصمة إنسانية في كل بلد وكل مجال، كما أن الإنسانية كمجال ليست بجديدة على حياتي بل هي بالفطرة وولدت معي وترافقني أينما كنت سواء في منزلي مع الخدم او مع صديقاتي او الجيران او الأطفال، لأنها أهم ما لدي في حياتي، كما أن الجميع يعلم ما الذي قدمته وفعلته إعلاميا أيام الغزو الغاشم دفاعا عن وطني الكويت فكانت لي نشاطات كثيرة.
في طفولتك وسنوات الدراسة الأولى هل كنت تخططين للوصول الى هذا المستوى من التكريمات والألقاب؟
٭ لا بالطبع لم أخطط، ولكن في طفولتي كانت لدي طموحات كثيرة مختلفة ورغبة في مساعدة الآخرين وحب الخير للجميع.
تهتمين في عملك بكل شيء يخص المرأة من الأزياء الى الديكور الى تنسيق الزهور الى الرسم والكتابة وفن الطبخ، أيها اقرب الى نفسك من تلك المجالات؟
٭ جميعها بلا تميز، فكلها تسيطر علي ولا أفضل هواية على اخرى ولكن للكتابة دورا مؤثرا في حياتي، ودائما أكتب القصص القصيرة والتي توحي بالحكمة والموعظة الحسنة، وكثيرا ما أحتفظ بها لنفسي، وقد أنشر بعضها في بعض المنتديات دون ذكر اسمي، وكل انسان عليه ان يستثمر عقله الذي اكرمنا الله به فيما ينفع نفسه والآخرين.
هل هناك علاقة بين تخصصك الأكاديمي والمجالات التي قمت بخوضها؟
٭ درست بأميركا دبلوم ادارة اعمال واكملت دراستي بالقاهرة، بكالوريوس إدارة أعمال صناعية تكنولوجيا ومعلومات، عملت في ناقلات النفط الكويتية في قسم الشؤون الادارية، كما انني أول امرأة كويتية تعمل مشرف قسم شؤون افراد وخدمات في مصنع تعبئة الغاز.
وحاليا متقاعدة ومتفرغة فقط للأمور الإنسانية في الدول العربية والاوروبية، كما انني عضو في جمعية حقوق الإنسان في لجنة المرأة والطفل وحماية البيئة.
مجال السياسة
امرأة مثلك وتحمل هذا النتاج الجميل، ألم تفكري في خوض غمار السياسية يوما؟
٭ لا أبدا.. لأن السياسة ليست من اهتماماتي، ورأيي الشخصي أن مجال السياسة يناسب الرجل أكثر من المرأة.
إذن أنت مع مقولة ان السياسة لا تليق بالمرأة؟
٭ مع احترامي لجميع الأخوات اللاتي يشتغلن بالسياسة، وأحترم وجهات نظرهن كما يكون هذا مجالهن الدراسي ولا أنكر نجاحات بعضهن في هذا المجال، لاني أرى أن ميدان السياسة بحر عميق لا يليق بالمرأة أن تتعمق فيه، هذا رأيي الشخصي.
من أبرز اهتماماتك التي عرفت بها هي الاهتمام بالأزياء الكويتية التراثية، هل قمت بتوثيقه ام فقط تدعين للمحافظة عليه؟
٭ أقوم بتوثيقها من خلال تصويرها، ولدي كتيب أضع به كل الصور، الأزياء العربية القديمة والحديثة، ومن الاعمال التي وثقتها في الماضي وهي تصميم أول زي نسائي وطني للمملكة العربية السعودية الشقيقة من 12 سنة وبدأت في تصاميم الأزياء من سنة 1982، كما أنني أحب توثيق أي عمل أنجزه.
الأزياء التراثية
من خلال اهتمامك بجانب الأزياء التراثية، هل تعتقدين انه سيأتي يوم تختفي فيه الدشداشة والغترة والعقال بالنسبة للرجال، والعباية والدراعة بالنسبة للنساء، كما حصل في كثير من الدول العربية التي اختفت ازياؤها التراثية منذ زمن؟
٭ لا أبدا.. لن يختفي ولا أتمنى ذلك، واليوم نرى الكثير من الشباب من لديهم التوعية والحماس الوطني واهتماماتهم بتراثهم، فهذا هو من تقاليدنا وعاداتنا وتربيتنا التي لا نتخلى عنها أبدا مهما طال الزمن، ودائما كنت احرص على الاهتمام بالازياء التراثية وأجعل البصمة العربية في أي بلد أزوره سواء في الحديث عن عاداتنا او تقاليدنا لانني اعتز بها، وللعلم في كل مرة يزورني ضيف أجنبي مع زوجته أقدم لهما هدية تذكارية وهي دشداشة وغترة وعقال ولزوجته الدراعة والعباية، وحتى عندما أسافر لدول أوروبية أحاول ان أقدم لهم هدية ترمز للاصالة العربية والتراث، وذلك لتوثيق تراثنا العربي الاصيل الذي نعتز ونفتخر به، ولكي نجعل بصمتنا في كل مكان.
ولو عدنا الى الماضي ايضا لوجدنا ان المرأة سواء العربية او الاوروبية كانت تلتزم بالمحافظة على اللباس المحتشم والطويل لانه فعلا هو جزء من جمال المرأة باحتشامها وحيائها.
الحقيبة الوزارية
مرة أخرى، نعود إلى السياسة، ماذا لو عرضت عليك الحقيبة الوزارية فأي وزارة ستختارين؟
٭ هناك اختياران أو بالمعنى الأصح مجالان وهما أولا: سأختار وزارة الشؤون الاجتماعية لأهتم بدور رعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والأرامل والأسر المتعففة لأن كل هؤلاء مهمون جدا بالنسبة لي، كما أنني أعتني بجميع ما ذكرت داخل الكويت ودوليا من دون حقيبة ومن تطوع ذاتي على قدر طاقتي أتوجه لبلدان عديدة دون توجيه من أحد لرفع اسم الكويت عاليا بمجهود شخصي لأضع بصمة إنسانية في كل بلد في العالم أزوره.
وأما المجال الثاني فهو العلاقات الدولية الخارجية بمعنى أن أكون سفيرة لبلدي وتمثيلها في العلاقات الدولية والانسانية لأن فلسفتي في الحياة أننا جميعا تربطنا صلة رحم بشرية واحدة، وليست هناك عنصرية في الجنسية أو في الدين او اللون ولا فرق بين حضري أو بدوي أو سني أو شيعي فجميعنا بشر وإخوة وتجمعنا روح الإنسانية.
وما أول قرار ستتخذينه؟
٭ أول قرار أقوم بتنفيذه هو بناء مستشفى خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة للإهتمام بهم ولكي أؤمن لهم جميع احتياجاتهم وأولوياتهم في الحياة.
والاهتمام بتوفير كل احتياجات الارامل والايتام والاسر المتعففة.
ثم لن أنسى العمالة الوافدة لأقر قانون حماية حقوقهم وعدم المتاجرة بهم من خلال كتابة تعهد مع انصاف جميع الوافدين من اي ظلم يقع عليهم ونعطي كل صاحب حق حقه من الطرفين، وأنظم برامج توعية سواء إعلامية أو على الأرض وحملات ودورات لنوصل فكرة لناس بالمعاملة الحسنة لهؤلاء العمالة الوافدة، لكي نحد من العنف والجرائم التي يتم ارتكابها من قبل العمالة التي تجعلهم مجرمين بسبب المعاملة السيئة لهم، وهنا بالطبع «لا أتكلم عن الجميع بل البعض»، ويجب أن يكون هناك تعاون دائم بين الجميع، الفقير والغني والصغير والكبير، فديننا يحثنا والإنسانية تحتم علينا معاملة الناس سواسية ودون عنصرية بعدم ضرب والعنف لأي وافد من العمالة والحفاظ على حقوقهم المالية والمعاملة الحسنة.
للتوعية دور مهم بالطريقة المثلى لمعاملة كل الوافدين لإعطاء الصورة المثالية عن الكويت.
الوصول للبرلمان
ماذا لو تمكنت من الوصول الى البرلمان، فما أبرز نقاط برنامجك الذي ستنفذينه كممثلة للشعب؟
٭ أقوم بزيارات خاصة لجميع المناطق التي أمثلها لكي أتعرف على جميع احتياجتهم فلا أنتظرهم أن يأتوا لي ويطلبوا بل أبحث عنهم لأكون المعبرة عن طموحاتهم باعتبارى ناطقة بأسمائهم لأقوم بدوري بمساعدتهم وتأمين طلباتهم.
تاريخ حافل بالعطاء المتميز في مسيرتك المهنية والإنسانية، ألم تفكري في كتابة مذكراتك لتكون مسارا لضربات الجيل الحالي؟
٭ هناك قصص إنسانية كثيرة مرت بحياتي وبالفعل كتبتها كقصص صغيرة ولكنني لم أنشرها بل محتفظة بها لنفسي، وبعضها كما ذكرت سابقا أكتبها ونشرتها في المنتديات منذ 21 عاما دون ذكر اسمي، لأن الظهور الإعلامي ليس الهدف الرئيسي بالنسبة لي لأن العمل الإنساني يعمل دائما لله عز وجل وليس للناس والشهرة، كما أن لدي نشاطات عديدة لا أذكرها ولا أحب أن أتكلم عنها.
كلمة أخيرة تقولها امرأة السلام والإنسانية في ختام هذا اللقاء.
٭ ان يتفهم كل إنسان رسالته في الحياة فيكون عنصر خير وعطاء ومحبة وإخاء، وأن يبدأ بالإنسانية والسلام من خلال ذاته، بعيدا عن نوازع الشر والفتن والإشاعات والعنصرية والنزاعات والاضرار بالآخرين، فنجعل الدعوة من ذاتنا للجميع بالمحبة والإنسانية والسلام، لنلقى الله بسجل مليء بالخير والعمل الصالح لكي نلقى حسن الجزاء من الله سبحانه في الدنيا والآخرة.
في العام الماضي قمت بحفل تحت شعار «دعوة للمحبة والإنسانية والسلام» وكان الحضور أكثر من 500 شخص، وضمن الحفل قام أطفال السلام بتوزيع 500 وردة مرفق بها بطاقة كتب عليها «لا للعنف لا للنزاعات لا للكره لا للإشاعات .. نعم للمحبة للإنسانية وللسلام»، ومن خلال هذا اللقاء أحب أن أوجه التحية والشكر للإخوة ذوي الاحتاجات الخاصة «الفنان والرسام التشكيلي ناجي الحاي، وسفير المعاقين عبد الكريم العنزي، وعلي الخليفة في نادي الرماية، والكفيفة شمايل الملا»، هؤلاء أطلقت عليهم «أبطال الإرادة القوية» لأنهم كسروا حاجز الإعاقة من خلال إرادتهم وقد أنجزوا أشياء عديدة لم ينجزها الإنسان السليم، ودائما ما أقول إن الإعاقة ليست بجسدية بل الإعاقة هي فكرية.