يحتاج الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة إلى احترافية فى التعامل الصحيح، سواء من حيث المجزاة، أو حتى العقاب.
تقول الدكتورة مى مدحت رمزى أخصائية العلاج النفسى والسلوكى للأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة للطب النفسى، إن العقاب ليس فقط مجرد رد فعل سلبى تجاه سلوك سيئ قام به طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، بل هو علم كامل له بعض الفنيات التى يجب اتباعها لتصحيح سلوك الطفل فيما بعد.
وأضافت مى أن هناك فنيات يجب اتباعها عند عقاب الطفل من هذه الفئة، فإذا اتبعنا أسلوب التصحيح البسيط والتصحيح الزائدCorrection and over Correction، ويستخدم هذا العقاب لتقليل السلوك غير المرغوب فيه من خلال توضيح أن السلوك الذى قام به الطفل هو تصرف خاطئ، وغير مقبول، وإن بإمكان الطفل القيام بتصرف أفضل.
وتابعت “مى” على سبيل المثال الطفل الذى يبكى قبل أن يطلب أى شىء مـن والديه أو يبكى عند عدم تنفيذ طلب له نقول له “عندما تريد شيئا فإنك تبكى عند طلبه وهذا سلوك خاطئ، وبإمكانك تعديله، مضيفة أنه يجب أن توضح للطفل عن مشاعرك السيئة وضيقك بهذا الأسلوب قائلا “أشعر برغبة” فى ترك الغرفة عندما تفعل ذلك أى البكاء فى المثال السابق”.
وأضافت “مى” يجب على المسئول عن الطفل أن يطرح بديلا مقبولا عن السلوك السيئ، مثلاً: يقول للطفل “عندما تحدثنى بدون بكاء فسوف أصغى إليك”، مشيرة إلى أنه يجب خلال التصحيح البسيط الابتعاد عـن التوبيخ والتعنيف والتهديد.
وأوضحت “مى” أما عند استخدام التصحيح الزائد فيعتمد على بيان خطأ الفرد وتوبيخه، ثم يطلب منه القيام بإزالة الأضرار الناتجة عن هذا السلوك، أو تأدية سلوكيات إيجابية نقيضة للسلوك المستهدف تعديله وتكرار ذلك لفترة محدودة.
وتابعت “مى” وهناك نوع آخر من العقاب ويسمى فى علم النفس تكلفة الاستجابةResponse cost، وهو إجراء عقابى يستخدم عادة للتقليل من السلوكيات غير المرغوبة، ويقوم على افتراض أن قيام الطفل بسلوك غير مرغوب سيكلفه خسارة شىء معين مادى، أو معنوى، فمثلا البكاء قبل طلب شىء معين يعنى عدم تلبية الطلب الذى يطلبه، ويستدم هذا الأسلوب إذا لم تنجح الطريقة السابقة فى التعامل مع الطفل.