0 تعليق
433 المشاهدات

ظلامهم وظلامنا بقلم الكاتبه اقبال الاحمد



انطلقت حملة لدعم المكفوفين في الكويت برعاية شركة إيكويت في إطار دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا المكفوفين، ودعت لحضور معرض حملة «نرسم الابتسامة 2» المقام من 5 الى 8 الجاري في مجمع 360 تحت عنوان «لأننا نهتم».

وكانت مطالب جمعية المكفوفين، من خلال رئيسها في هذه الحملة، غاية في الانسانية التي تتوه منا في غالب الأحيان بقصد أو بغير قصد.. وهي تحقيق مبدأ الدمج الاجتماعي الذي قال إنه يشكل ركيزة مهمة للكثير من فعاليات الجمعية.

ولأننا شعب عاطفي، فذلك ينعكس، بالنظر بعاطفة مُبالَغ فيها لكل فئات المعاقين، الأمر الذي نعتقد أنه شيء حسن، في حين أن هذا يرتد سلبيا على هؤلاء الأشخاص، الذين يودون ألا تفصل العاطفة بينهم وبين أي إنسان عادي.. فالأعمى مثلا قد لا يرى بعينيه، ولكنه يمتلك من الدقة والإحساس والإدراك لما حوله، أضعاف ما يحس به كل من لا يعاني اي اعاقة.

خضت تجربة الشعور بالظلام الدامس وأنا أتناول وجبة العشاء في مطعم بالكويت، فريد من نوعه.. ساوى بيننا وبين المكفوفين فترة نصف ساعة، أكثر أو أقل.. وأدركت لحظة محاولة العثور على مكان الشوكة أو السكين.. ولحظة التعرف على ما آكله، والذي سبق أن اخترته بالاسم فقط، الا انني حُرمت من التعرف على شكله.. إضافة لدخولي وخروجي من المكان وانا اضع يدي على كتف ابني، الذي وضع هو كفيه على كتف الجرسون ليساعدنا في الوصول إلى الطاولة لنجلس على كراسينا ونحن نتلمس ما أمامنا وسط ظلام حالك، لا نرى من أمامنا على بُعد شبرين.

لا أستطيع القول إنني استمتعت، لأنها تجربها جميلة، قدر ما أقول إنني استمتعت لأني شعرت وعشت الجو الذي يأكل وينام ويصحو ويسير ويعمل فيه الكفيف.. فأيقنت أنهم (المكفوفون) أفضل منا ألف مرة، لأنهم يعتمدون على جوهر ذاتهم في تصريف أمور حياتهم.. أما نحن فنتوه ونصبح آلات تضرب كل شيء أمامها إذا ما اختل شيء فيها، وأيقنت اكثر ان ظلامنا اصعب واقسى بكثير من ظلامهم.

كانت تجربة مميزة لم تضاهها اي تجربة سابقة، تعلمت منها الكثير في هذا المطعم، وأهم ما تعلمته اننا نتعامل مع نعم الله التي خصّنا بعضنا عن غيرهم، بكثير من اللامبالاة، وكان عشائي في ذلك المطعم الكف الذي تلقيته لأحمد ربي ليل نهار على كل النعم التي منَّ بها علي، مهما انشغلت، ومهما زادت همومي، فأبكي وأزعل وأتحسر على شيء تافه جدا مقارنة بما أرفل به من صحة ونعمة الحواس.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0