كشفت حلقة نقاشية لجمعية متلازمة الداون أنه لا توجد كوادر متخصصة في المستشفيات قادرة على استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة وعلاجهم.
وطالب المشاركون في الورشة بإنشاء مستشفى خاص وناد رياضي ومركز أبحاث في أمراض الإعاقة، ومنح المعاقين أولوية في العلاج بالخارج.
أشاد عدد من الناشطين في مجال ذوي الإعاقة بريادة الكويت في اهتمام ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، مطالبين بضرورة وجود كادر طبي متخصص في تشخيص وعلاج هذه الفئة.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي عقدت في مقر الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون بالخالدية تحت عنوان «مستشفى ذوي الإعاقة ضرورة أم عزل» وذلك وسط حضور عدد من الناشطين في مجال الإعاقة بالإضافة إلى مشاركة أفراد ذوي الإعاقة بمختلف الشرائح وأولياء أمورهم.
اختلاف
وقد تباينت آراء المتحدثين حول فكرة قبول إنشاء مستشفى خاص لذوي الإعاقة ما بين مؤيد ومعارض، حيث وجد المؤيدون أن هذا المقترح ضرورة لخدمة هذه الشريحة، فيما اعتبر المعارضون أنه يساهم في عزلهم ويتعارض مع مبدأ الدمج المجتمعي المطلوب.
في البداية، أكد عضو المجلس البلدي المحامي عبدالله الكندري اهتمام المجلس بقضايا واحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، معلناً عن عزمه لتبني إنشاء 3 مشاريع خاصة بذوي الإعاقة وهي مستشفى وناد رياضي ومعاهد صحية خاصة لـتأهيل ورعاية هذه الفئة ودمجهم في المجتمع. وفي ما يخص المستشفى الخاص بذوي الإعاقة، قال الكندري ان الفكرة تولدت من خلال إحدى الصحف المحلية التي أثارت خبرا حول تذمر أولياء أمور ذوي الإعاقة من عدم وجود مستشفى خاص لرعاية أبنائهم، كما اقترحت إحدى الحملات التطوعية في البلاد فكرة تبني المجلس لهذا المشروع وقد تم ذلك بالفعل، مشيرا إلى أن قانون المعاقين 2010/8 يخدمنا وفقاً للمادتين 5 و6 والخاصة بالخدمات العلاجية ومراكز التأهيل.
متواضعة
ووصف الكندري مراكز التأهيل في الكويت بـ «المتواضعة» بخلاف دول الخليج التي سبقتنا، حيث الممرات طويلة وغير مهيأة للظروف الصحية لذوي الإعاقة، مشدداً على ضرورة النظر جدياً لهذه الفئة المنسية من قبل المسؤولين على حد تعبيره ولاسيما في ظل نمو تعدادهم والذي بلغ 40 ألف معاق.
وتحدث الكندري عن تبني المجلس لفكرة إنشاء المعاهد الصحية الخاصة لتأهيلهم وتدريبهم وانخراطهم في المجتمع فهم يحتاجون إلى رعاية خاصة ومتدربين متخصصين. وأضاف الكندري «نلاحظ أن بعض الدول الخليجية بدأت السير في هذا الدرب ولم تعتبر أن المستشفى الخاص بهذه الفئة عزلة لهم وإنما خدمة إضافية والدول كلها تقدمت في هذا الشأن».
أهمية الدمج
وشدد الناشط في حقوق ذوي الإعاقة علي الثويني على أهمية الدمج، لافتا إلى أن القانون يحتم على وزارة الصحة تخصيص قسم لذوي الإعاقة في كل مستشفى لذا على الجمعيات والوزارات المعنية أن تنفذ هذه المادة المعطلة على حد قوله. وأشار الثويني إلى معاناة أولياء أمور ذوي الإعاقة في المستشفيات العادية نظراً لعدم خبرة الكادر الطبي في تشخيص حالة أبنائهم وعدم قدرتهم على التعاطي معهم، قائلا «نعاني من اللجان الطبية التي تُشخص الإعاقة لعدم تخصصهم في مجال الإعاقة»، مطالباً بوجود مركز متخصص للدراسات والبحوث لبعض الأمراض الخاصة بالإعاقة.
كادر متخصص
وأيدت نائبة الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول مقترح إنشاء المستشفى الخاص بذوي الإعاقة، مشددة على ضرورة التفكير بالكادر الطبي المتخصص واختلاف احتياجات ذوي الإعاقة.
فيما رفضت ولية أمر طفل من متلازمة الداون تدعى أم علي هذا المقترح إيماناً منها بأهمية الدمج المجتمعي لهذه الفئة، مطالبة بتشييد عيادات متخصصة لذوي الإعاقة داخل المستشفيات الخاصة بحيث يضم كادرا فنيا متخصصا في الأسنان والعلاج الطبيعي في الفترتين الصباحية والمسائية لتحقيق الدمج المطلوب بعيداً عن العزلة.
العلاج في الخارج
أيدت إلهام الفارس وهي ولية أمر طفلين من ذوي الإعاقة فكرة إنشاء مستشفى متخصص لجميع الإعاقات، منتقدة عدم تخصص الأطباء في علاج ذوي الإعاقة. وطالبت الفارس بمنح ذوي الإعاقة الأولوية في العلاج بالخارج.
شماعة الدمج
اعتبرت الناشطة خلود العلي وهي ولية أمر طفلين من ذوي الإعاقة، أن وجود مستشفى خاص للمعاقين ذهنياً لا يمنعهم من الدمج، فلا نضع الدمج كشماعة يتم هدم الأمور بها، لافتة إلى صعوبة دمج بعض الحالات الشديدة التي تحتاج إلى عناية خاصة بالإضافة إلى وجود حالات سريرية.
نادٍ للإعاقات الذهنية
أثنى عضو مجلس أمناء رحلة الأمل وولي أمر داون جاسم الرشيد على اهتمام الدولة بذوي الاحتياجات الخاصة والنظر إلى قضاياهم وهمومهم، مبدياً تأييده لإنشاء المستشفى الخاص بذوي الإعاقة بحيث يضم خبراء ويسمح بعلاج جزء من الأصحاء لتحقيق الدمج امتثالا بفكرة المستشفى العسكري حيث ان المعاق ذهنيا، ولاسيما فئة الداون، يحتاج للدمج بشكل أكبر.
وتناول الرشيد الحديث عن النادي الرياضي للإعاقات الذهنية، حيث وافقت الدولة على الفكرة مبدئياً بجهود جماعية وسوف يتم إشهاره قريباً.