مع إعلان حكم كرة “الهدف” أو “الجرس” الشعبية للمكفوفين بداية المباراة يسود الهدوء والصمت على غير العادة في ملعب سعد صايل في قطاع غزة، من أجل اتاحة الفرصة للاعبين على اللعب، حيث يعتبر الهدوء عاملاً رئيسياً لهذه الرياضة التي بدأت تنشط في القطاع.
المكفوفون يعتمدون على هذا النوع من الرياضة على الصوت واللمس في تسديد أهدافهم وصد الكرات وهم ملزمون بارتداء أقنعة لتكون عادلة بين من يشكون ضعف البصر أو العمى الكلي.
ويستمتع وجدي أبو جربوع في هذه اللعبة أكثر من لعبة كرم القدم التي كان يجيدها قبل فقدانه لبصره منذ سنوات عديدة.
ويقول أبو جربوع لـ “أنباء موسكو” :” كنت شخصا طبيعيا وخلال أحداث انتفاضة الأقصى أصبت وفقدت البصر استطعت التأقلم وأمارس حياتي وتعلمت على اللعبة”، مشيراً إلى أنه كان يعلب كرم القدم قبل فقدانه لبصره.
وحقق أبو جربوع عدة بطولات في كرة الهدف، وحاول ممارسة وتعلم المزيد من الرياضات كونه رياضياً منذ الطفولة، وشارك في عدة فرق في السعودية وفي غزة وحصل على بطولتين بغزة معتبراً أن هذه الرياضة ليست صعبة.
ويأمل الكفيف أبو جربوع أن يتم تطوير اللعبة فنياً وإدارياً وإتاحة الفرص لمزيد من الألعاب الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
أما محمد مصلح، لاعب كرم الهدف للمكفوفين، ولديه إعاقة جزئية فقال: “نحن نلعب بإراداتنا وعزيمتنا من أجل تنمية قدراتنا ومواهبنا والتي نحن بحاجة إليها في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها وفي ظل عدم وجود من يهتم بهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وملعب هذه اللعبة يبلغ 18 متراً وبعرض 9 أمتار واللعبة تكون من شوطين وكل شوط عشر دقائق كما لا تختلف طريقة التحكيم عن غيرها باحتساب النقاط والمخالفات حيث لا يجوز للاعب الاستحواذ على الكرة أكثر من 10 ثوان ولمرتين فقط وإلا ستحتسب مخالفة.
وأشار مصطفي العربي مسؤول لعبة كرة الهدف للمكفوفين في نادي السلامة إن أول بطولة أقيمت عام 2004 وبعدها تم تهميش هذه اللعبة لغاية 2012 وتم إنشاء الاتحاد من جديد في القطاع.
وقال : “أنشأنا هذه اللعبة كتجديد لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة وكل فترة نحاول أن ننشئ لعبة جديدة ونحاول إيجاد اللعب أو استقطابها من الخارج وتفعيلها بالقطاع.
ويضيف أن “هذه اللعبة تكون والمكفوفون جالسون على الأرض وكرة بداخلها جرس وأثناء اللعبة ممنوع أن يكون أي صوت غير صوت الحكم والكرة لأنها تعتمد على السمع، مشيرا إلى أنه في الخارج تحتاج هذه اللعبة إلى ناد متخصص ولا يوجد سوى ثلاثة ملاعب فقط بالخارج .
ويتابع :” نحاول إنشاء ملعب حسب المواصفات الدولية لأن اللعبة تحتاج ملعبا مغلقا من زجاج لمنع الصوت من الداخل والخارج لكن هذا مكلف جداً.
ويوضح أن النادي يعمل على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع المجتمع ككل في محاولة إعطاء فكرة للمجتمع أنهم أشخاص طبيعيون .
محمد دهمان، مدرب منتخب فلسطين، يقول: “لدينا سبعة اتحادات في القطاع وجميعها تعمل على المستوى العربي والدولي”.
ويعترف المدرب بصعوبة هذه المباراة لأي كفيف إلا إذا حصل على التدريبات الخاصة باللعبة التي تحتاج لـ 6 لاعبين في الملعب .
وقال: “في غزة نعمل بإمكانيات بسيطة لكن شاركنا في بطولات عربية ودولية وحصلنا على الجوائز البرونزية والفضية “.
وتعود أصول هذه اللعبة للعام 1946 بواسطة النمساوى هانز والألمانى سب ريترل فى مسعى للمساعدة في إعادة تأهيل المكفوفين من قدامى المحاربين وقد تم إدخال اللعبة عالمياً في العام 1976 في دورة ألعاب المعوقين بكندا.