أكد مدير إدارة الحضانة العائلية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ناصر العمار أنّ الادارة عانت بشكل كبير في الفترة الماضية من تأخير تسكين الشواغر في الوزارة وقرارات النقل والتدوير التي تم إلغاؤها مؤخراً، لافتا الى ان هذا الوضع جاء بسبب الضغوط النيابية على الوزارة.
واعتبر العمار ان وزارة الشؤون وما تضمه من ادارات انسانية تتواصل بشكل مباشر مع المجتمع بحاجة الى شخص صاحب قرار، موكداً ان فكرة نقل الموظفين والمديرين غير المرغوب فيهم الى مجمع دور الرعاية موجودة بالفعل ويجب تصحيحها. وعن رأيه في المرحلة الحالية بوجود الوزيرة الجديدة هند الصبيح، قال: في ظل ما نسمعه عنها انها مرحلة ايجابية، واعتقد ان الشخص الذي يخاف الله سبحانه وتعالى «ما ينخاف منه».
وفي ما يلي التفاصيل:
● البعض يلقي باللوم على وزارة الشؤون بسبب ظواهر سلبية تنتشر بين الابناء نتيجة التراخي في تطبيق اللوائح وضعف الرقابة؟
ـــ في جميع البيوت في المجتمع عندما يزداد عدد الابناء ويصل عددهم الى 7 او 8 ابناء تكون هناك صعوبة في السيطرة عليهم، لانه سيكون بينهم تباين في السلوك والثقافة والفكر وحتى في سماتهم الشخصية، فهناك المنطوي والحركي والمتمرد، ونحن لدينا في الادارة اكثر من 500 نزيل موزعين على 6 دور، وبالتالي هؤلاء النزلاء لا يمرون بالظروف الاجتماعية الطبيعية.
وعندما نجد ان هناك ظواهر سلبية بين الابناء في الحضانة، فهناك في الوقت نفسه ظواهر ايجابية، ولدينا من الابناء من تبوأوا مناصب عليا في البلد، ومنهم من وصلوا الى رتب كبيرة في السلك العسكري، كما لدينا اطباء ومحامون وموظفون ناجحون في المجتمع.
ظواهر سلبية
● كيف تتعامل الإدارة مع الظواهر السلبية المنتشرة بين الأبناء؟
ـــ تبقى الظواهر السلبية امراً طبيعياً لانهم يعيشون ظروفا نفسية سيئة ونحن نواجه هذا الامر من خلال توجيه الموظفين في الادارة بالشكل الذين يستطيعون من خلاله مواجهة المتغيرات في سلوك الابناء.
واصدقك القول إن هناك مزاجية لا متناهية لدى الابناء، منهم من ينصاع الى القوانين والضوابط ومنهم من يتمرد عليها. وبالتالي لو قارنا المواصفات السلوكية التي تصدر من الابناء في الادارة مع الابناء في المجتمع، ستكون النتيجة طبيعية وليس هناك اختلاف كبير، ونحن نرى في المجتمع ان هناك سلوكيات منحرفة تصدر من الابناء.
● الأبناء يعتمدون على الوزارة بشكل كلي، وهذا يناقض فكرة دمجهم في المجتمع، ما تعليقك؟
ــــ الابناء يعتبرون الوزارة والعاملين فيها بمختلف مستوياتهم عائلتهم الكبيرة، فقد يحسب أحد الاختصاصيين اباه والآخر عمه، وكذلك بالنسبة لاخوانه، وبالتالي فانها ادارة بشكلها ولكنها في المضمون هي أسرته.
فغالبية الأبناء الموجودين في الإدارة انتهت علاقتنا القانونية بهم بعد سن الـ21، ولكن تبقى المسؤولية الأخلاقية هي التي تحتم استمرارية الإدارة بالتعامل مع الأبناء من خلال الالتزام المبدئي والقيمي، فعلى سبيل المثال نح ن نقف معهم في مناسباتهم الاجتماعية في الأفراح والاحزان.
تدخل
● سمعنا عن تدخل البعض من خارج الوزارة في شؤون الأبناء، ومساعدتهم على مخالفة اللوائح، ما تعليقك؟
ــــ كانت هناك تدخلات من قبل شخصيات معروفة، كان لها أبعاد كثيرة، ولكن منذ استلامي للادارة استفدت من هذه التدخلات من خلال استثمارها وليس طردها، أولاً هي العلاقة الجيدة معهم وتحويلها لمصلحة الأبناء، وهي جهود تطوعية قد تكون ضد اللوائح والقوانين في الوزارة.
حيث منع وكيل الوزارة التدخل في شؤون الأبناء من قبل أشخاص خارج الوزارة خاصة التي تأتي في غير مصلحتهم، لانها غالبا ما تساعد الابناء على التمرد على اللوائح، وسمح باستثمارها لما يعود بالفائدة على الأبناء بالدرجة الأولى، واستطعنا استثمار هذه العلاقة بشكل كبير وحتى الآن توقفت جميع الشكاوى في هذا الصدد.
● مرت الوزارة في الفترة الماضية بمرحلة تخبط في عهد الوزيرة السابقة، ما بين تعيين ونقل وسد شواغر، وتم الغاؤها مؤخراً، ما تعليقك؟
ــــ بالفعل تأثرنا نحن في الادارة بهذا الوضع في الفترة الماضية بشكل كبير، خاصة ان مؤسسات العمل الاجتماعي بحاجة الى الاستقرار على مستوى كبير حتى في موضوع نقل الموظفين، لأن الأبناء في كثير من الحالات يعتبرونهم آباءهم واخوانهم.
وقد تكون الضغوط النيابية التي تواجهها الوزارة هي التي جعلتها تكون بهذا الوضع، ونتمنى منهم ان يختاروا الأشخاص وفق معايير محددة وواضحة تستند الى اداء الموظفين، والوزارة بها رجال ونساء كفؤ لسد الشواغر الموجودة، وهناك قيادات موجودة، ولكنها لم تعط الفرصة حتى الان.
بشائر خير
● أصبح مجمع الرعاية الاجتماعية مكاناً للمديرين والموظفين غير المرغوب فيهم، والنقل الى احدى اداراته اصبح بمنزلة العقوبة التأديبية، ما تعليقك؟
– اذا كنت تقصدني شخصيا فلا تعليق، اما الحديث بشكل عام فقد سعدت اليوم بسماع خبر عودة احد المديرين الذين نقلوا الى المجمع بعودته مرة اخرى الى مكانه، وهذا الخبر يعتبر من بشائر الخير، مع العلم ان قطاع الرعاية الاجتماعية يحتاج الى «اسباع» واشخاص لديهم ايمان راسخ بأهمية البشر الموجودين في المجتمع، الذي يصل عددهم الى 1200 نزيل واحقيتهم في الحياة.
ومجمع دور الرعاية يجب ان لا يكون مكانا للموظفين غير المرغوب فيهم، وهي فكرة متداولة بالفعل في الوزارة، لكن نحن نعلم ماذا يعني قطاع الرعاية ونتمنى من الجميع ان يصحح افكاره في هذا الصدد، وهذا التفكير لا يقتصر على قطاع الرعاية الاجتماعية، بل يشمل قطاعات كثيرة في البلد.
ومن يعتقد ان النقل الى مجمع الرعاية، هو عقوبة فعليه ان يعلم ان الله سبحانه اعمى بصيرته في اتخاذ هذا القرار، لانه لا يعلم ماذا يعني العمل في المجال الانساني والاجر الكبير الذي سيحصل عليه الانسان من خلاله.
مرحلة إيجابية
● ما رأيك في المرحلة الحالية بوجود الوزيرة هند الصبيح؟
– اعتقد انها مرحلة ايجابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما نسمعه عن الوزيرة من خلال عملها وقراراتها انها تعمل على تصحيح المسار في الوزارة، وفي ظل ما نسمعه عن الوزيرة اعتقد ان الشخص الذي يخاف الله سبحانه وتعالى «ما ينخاف منه».
لجنة التحقيق.. لا نتيجة
رد العمار على سؤال عن نتيجة التحقيق في وفاة بنت وابن من ابناء الحضانة بالقول: لا اعلم، واسأل الوزارة عنها لانه حتى الان لم تصلنا اي نتيجة، خاصة ان اللجنة بالفعل قامت بالتحقيق معنا في الموضوع، ولكن لا نعلم اين وصل بهم الامر، وما سمعناه انه تم التمديد للجنة لمدة شهرين لاستكمال التحقيق.
996 نزيلا
أوضح ناصر العمار ان الادارة تقدم خدماتها لــ996 نزيلاً، منهم 569 محتضنون لدى اسر خارج اسوار المجمع، والبقية موزعون على أقسام ودور ادارة الحضانة العائلية، منهم 488 ذكرا و508 إناث.