افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة معرض «الجمال في عيوننا» للفنانات الإيرانيات الكفيفات إحياء لذكرى اليوم العالمي للمكفوفين (العصا البيضاء) في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم وذلك بالتعاون مع المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الكويت وهو المعرض الذي يستمر حتى 6 الجاري على فترتين صباحية ومسائية.
وقال اليوحة إن المعرض يحكي قصة إرادة وبصيرة ذواقة لأربع فنانات إيرانيات كفيفات من خلال منسوجات ومصوغات يدوية من إعدادهن تميزت بدقة الحرفة وجمال الصنعة وأعطت رسالة جلية عن قوة الارادة والروح.
وأشار إلى أن المعرض يبرهن على عمق ما تعنيه قوة الارادة لدى الفنانات الاربع وقدرة الانسان على الابداع والانتاج ببصيرة خلاقة تشكل في المجمل رسالة سامية المعاني، ولم يخف م. اليوحة اعرابه عن فخر المجلس الوطني للثقافة الذي ينظم المعرض بالتعاون مع السفارة الايرانية لدى البلاد وسعادته باستضافة الفنانات وتنظيم مثل هذا المعرض لما تشكله هذه الرسائل من عبرة عن القدوة في المجتمع.
أما من ناحية المنسوجات، فقال اليوحة انها صنعت بفن دقيق ومتميز وجمال راق باستخدام لغة «برايل» حتى أصبحت لوحات بتفاصيل وألوان كاملة، بدليل الاقبال الكبير على اقتنائها من قبل الجمهور والفنانين والمهتمين.
وهذه التجارب لم تقتصر على ذلك فحسب انما امتدت الى رسالة أخرى حفلت بها مشاركة خاصة من قبل الاعلامي الايراني الكفيف أمير سلامي رئيس تحرير نشرة «العلم والثقافة» اليومية باستخدام لغة «برايل» في مختلف أنحاء ايران تقريبا.
في موازاة ذلك أفاد م. اليوحة بأن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يسعى الى إصدار عدد أكبر من نشراته الدورية مثل مجلة «ابداعات عالمية» بلغة «برايل» وما تترجمه جمعية المكفوفين الكويتية من اصدارات وأهمها «عالم المعرفة».
من جانبه، قال المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية لدى البلاد د. عباس خامه يار ان المبدعات الاربع استطعن بمساهماتهن الجادة في الانشطة الابداعية اثبات قدرتهن على تذليل الصعوبات وتجاوز العقبات التي تعترضهن في شتى ميادين الحياة.
وروى د.خامه يار قصة مشاركة أخرى متميزة لإحدى الامهات الكفيفات التي واصلت دراستها الجامعية واتقنت المهارات والفنون والاعمال اليدوية وتمارس حتى الآن مهنة التدريس لنقل خبراتها وتجاربها الى تلاميذها المكفوفين الموهوبين، مشيرا الى أن جميع المشاركات حاصلات على شهادات علمية ويعملن مدرسات في مجالات مختلفة في بلادهن.
بدوره، قال الامين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون بالمجلس الوطني د.بدر الدويش ان المجتمع الكويتي جبل على الكثير من القيم النبيلة ذات الطابع الإنساني، مشيرا الى ان المجلس الوطني يحرص على تعزيز هذه القيم الرائعة وغرسها في الاجيال القادمة الجديدة وبالذات التي يتحلى بها اخواننا المكفوفون الايرانيون الذين تميزوا باعمالهم النوعية ومواهبهم الخاصة التي يتحلون بها، ومشاركتهم اليوم ماهي الا دليل على عمق العلاقة التي تربطنا بأشقائنا في الجمهورية الاسلامية الايرانية ومشاركتهم ليست بالغريبة وإنما سبقتها الكثير من الأعمال النوعية بالمشاركة مع الكويت.
وأضاف ان المجلس الوطني لا يألو جهدا في الدعم والمشاركة بتلك الاعمال النوعية التي يتحلى بها المكفوفون وهم اشقاء لنا حرمهم الله سبحانه وتعالى من نعمة البصر ولكن وهبهم نعمة الابداع والفنون النوعية التي لا يتقنها احد سواهم، ومن هذا المنطلق فقد جاءت مشاركتنا اليوم مع الأشقاء في جمهورية ايران الإسلامية في مشروع منسوجات يدوية الذي يحكي ارادة لفنانات كفيفات من ايران احياء لذكرى اليوم العالمي للمكفوفين ما هي الا خطوة بسيطة ستتبعها خطوات كبيرة في دعم مثل تلك المعارض والاعمال، لافتا الى ان هذه المناسبات من شأنها ان توطد اواصر المحبة والمودة بين الشعوب الإسلامية.