« قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا…» صدق الله العظيم (مريم: 4).
وهن العظام هو هشاشة العظام، حيث يرق العظم وتكثر فيه الفراغات، مما يجعله قابلا للكسر عند اي سقطة.
كان لتقدم الصحة في البلاد والوقاية من الأمراض والنظافة والغذاء الجيد أثر كبير في ازدياد معدلات العمر، حيث أصبح كبار السن يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع. تقول الاحصائيات إن ما يقرب من 120 الفاً من المواطنين قد جاوزوا سن الخامسة والخمسين، اي ما يعادل %10 تقريبا، واصبحوا في منطقة الخطر من الكسور. والتقدم بالعمر ليس مرضا، وإنما عملية بيولوجية لا يمكن إيقافها أو تجنبها، لذلك فهم يحتاجون إلى رعاية شاملة اجتماعيا وصحيا واقتصاديا، كما حضنا ديننا الكريم.
هشاشة العظام وكسورها قد تدمر الحياة وتسرق من الإنسان استقلاله وحركته، وتجعله ملازما للبيت ومعزولا عن الناس، حيث يداهمه الاكتئاب المؤدي الى كره الحياة، كما أن كسور الحوض قد تؤدي الى الوفاة المبكرة اذا لم يلاق المريض العناية الكافية والعلاج السريع لحالته.
السيد الوزير.. لو زرت مستشفى الرازي لرأيت بأم عينك كيف يعاني كبار السن من الازدحام والتوهان والمعاناة، ليس لقصور في الخدمة أو الإدارة فهي متميزة، ولكن لهذا الطوفان من البشر والمرضى والمكسرين، فالأطباء بشر أيضا لهم طاقة معينة، لذلك يجب أن نشجع الاتجاه الذي يدعو الآن الى فتح عيادات عظام لمعالجة كبار السن في مستوصفات المناطق الصحية. باعتقادي أنه يجب أن تهتم الوزارة بالتوعية الصحية، فهي كفيلة بتقليل نسبة الكسور للمسنين إلى النصف. هناك أيضا عوامل بيئية تساعد على عدم السقوط والتسبب في الكسور، كالإضاءة الكافية في البيت، وان تكون الأرضية غير قابلة للتزحلق، وعدم وضع اشياء في طريق المسن، وان يكون هناك درابزين للسلم، ويكون الحمام والبانيو مزودين بمقابض، أما غرفة النوم فيجب أن يكون السرير بارتفاع معقول، والسجادة في مكانها الصحيح، كما يجب تشجيع المسن على الرياضة والمشي حتى لا يصاب بتصلب المفاصل، ويجب تشجيعه على الخروج الى الديوانية، حتى لا يصاب بالاكتئاب، وان تحيطه الاسرة بالعناية والعطف وتشجيع الجانب الايماني «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ». أما من الناحية الصحية، فيجب قياس كثافة العظام لمن بلغ خمسين سنة، وعلاج نقص فيتامين دي.
لقد نما إلى علمي أن هناك فريقاً من الأطباء يقومون بعمل جليل لفتح عيادات في المناطق الصحية، ونحن بدورنا نطالب وزير الصحة بأن يشجّعهم ويساعدهم على ذلك، وستحسب هذه الخطوة في ميزان حسناته إن شاء الله.