0 تعليق
727 المشاهدات

مؤسسة أردنية تحوّل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى فنانين



يستضيف محترف الرسم والرياضة الذي أسسته مؤسسة «رواد التنمية» التابعة لشركة أرامكس في العاصمة الأردنية، مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة من سكان حي جبل النظيف شرق عمّان، ويشرف عليه الفنان هاني علقم الذي يعلم المشاركين أصول الرسم، في محاولة من المؤسسة لدعم هذه الفئة من الشباب وعدم تهميشها في المجتمع.

وتساعد أيضاً في هذا المجال مدربة الصلصال لبنى عبدالله التي تتعاون مع طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ سبع سنوات، ما ساعدها على أن تكون مشرفة على المشروع، خصوصاً أنها من سكان جبل النظيف. وتقول: «أنشأت مشغل «صلصال» بالتعاون مع مؤسسة صلصال للفنانة رولا عطاالله، وأشرف عليه حيث أصنع مع مجموعة من الشبان المستفيدين وذوي الاحتياجات الخاصة، قطعاً فخارية فنية تُستخدم لتشكيل لوحات فنية فخارية، ويستهدف المشروع طلاباً من الجنسين، أعمارهم من 18 حتى 36 سنة».

وتوضح لبنى أن السنوات السبع التي أمضتها مع المتدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ساعدتهم في الاندماج في شكل أكبر في المجتمع، ما خفف الضغوط عن أهاليهم. وتشير إلى أنه في البداية لم يكن هناك مركز في المنطقة لتدريب هؤلاء الشباب، إلى أن أمنت المؤسسة المركز، وسعت إلى إعادة تأهيلهم عبر مشاريع تنموية عبر برامج تطاول كل الإعاقات ومن كلا الجنسين. وبدأ التدريب يأخذ منحى إيجابياً في السنوات الثلاث الأخيرة، وبدأ عرض أعمالهم الفنية ضمن معارض تهدف إلى دعم المشروع واستمراره.

واختيرت منطقة جبل النظيف الواقعة في وسط عمّان ويقيم فيها حوالى 100 ألف نسمة، نقطة بداية لمشروع المؤسسة، فالجبل يحتاج إلى كثير من الأساسيات غير المتوافرة. وتشير لبنى عبدالله إلى أن عدد المستفيدين من برنامج الفنون لذوي الاحتياجات الخاصة 14 طالباً وطالبة. وقد «أثر المركز فيهم اجتماعياً وإنسانياً ويصرف لهم رواتب شهرية رمزية لتشجيعهم، كما أن أهالي المستفيدين ازداد إيمانهم بدور المؤسسة وبضرورة دعمها بشتى الطرق».

واعتمدت مؤسسة «رواد التنمية» منذ البدايات خطاباً ثنائيَّ الجانب مع مجتمع جبل النظيف، وقام فريقها بزيارات عدة للسكان، لبناء جسور التواصل والثقة والصداقة، والعمل معهم من قرب، وهو دافع لأن يكون موقع المؤسسة في الجبل ذاته. وترى مدربة الرياضة ميسون فؤاد أن تفعيل النشاط البدني كان له أثر كبير على الطلاب المستفيدين في البرنامج. كما لعب الفنان التشكيلي هاني علقم دوراً إيجابياً في تغيير حياة الطلاب من خلال توجيههم واكتشاف مواهبهم.

ويقول عن تجربته معهم: «من خلال الحوار والتعليم، ساهمت في الارتقاء بمستوى الطلاب، وصبرت عليهم لأن بعضهم لم يكن يعرف شيئاً عن الرسم، لكنهم حالياً مختلفون كلياً، وباتوا أكثر وضوحاً في التعبير عن أفكارهم وترجمتها بالألوان. واللافت تنامي حسهم العاطفي من خلال تعلمهم الفنون، ما انعكس في شكل إيجابي على حياتهم وعائلاتهم بالارتياح».

برنامج حيوي آخر نفذته «رواد»، هو تنمية ثقافة الطفل، تمخَّض عن إنشاء «مكتبة شمس الجبل»، بناء على طلب الأهالي الذين كانوا يشكون من عدم وجود أيّ مركز ثقافي في جبل النظيف.

وأنشئت المكتبة بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى التي وفرت الكتب، ونُظم فيها الكثير من ورش الفنون الإبداعية، وعملت على المساهمة في اكتشاف مواهب واهتمامات الأطفال وتطويرها. ويرتاد المكتبة يومياً أكثر من 60 طفلاً.

وأُسست «رواد للتنمية» كمؤسسة غير ربحية عام 2005، ليتسع نطاق المساهمين في دعمها وتمويلها، شاملاً مجموعة من رجال الأعمال منهم خالد المصري، سمير مراد، مروان عطاالله، مجدي ياسين وفادي غندور، وتدير المؤسسة إقليمياً الفنانة سمر دودين.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0