أعلنت رئيس قسم الأمراض الباطنية والغدد في المستشفى الأميري د.نادية العلي عن اطلاق البرنامج العلمي ليوم التوعية الصحي لعظام المسنين وحمايتها من الكسور، والذي سينطلق برعاية وحضور وزير الصحة د.علي العبيدي في التاسع من مارس المقبل، وذلك في اطار المبادرة التي أطلقها وزير الصحة د.علي العبيدي قبل عامين والخاصة برعاية كبار السن والحرص على أن يكون هناك اهتمام ورعاية خاصة بهم من كل الجوانب. وكشفت د.العلي خلال مؤتمر عقد بفندق هوليداي ان السالمية عن أن الكسور الناتجة عن هشاشة العظام تصيب امرأة بين كل 3 نساء، وأن هناك رجلا بين كل 5 رجال فوق سن الخمسين يصاب بالكسر نتيجة لهشاشة العظام. وقالت د.العلي في تصريح لها إن عواقب الكسور قد تكون شديدة مثل كسور الحوض، وقد تؤدي للوفاة، كذلك عدم القدرة على المشي أو القيام بنشاطات طبيعية، مبينة أهمية نشر الوعي بين الأطباء وإدخال طرق التشخيص وفحص هشاشة العظام في برنامج الرعاية الصحية الأولية، لافتة الى أنه يجري حاليا إدخالها للملف الإلكتروني لأطباء الرعاية الأولية بحيث يشمل المريض الذي تفوق سنه 60 عاما، بحيث انه عند مراجعته أيا من مراكز الرعاية الأولية لأي سبب يكون بمنزلة إنذار من قبل الملف الإلكتروني للمريض لإجراء فحص لهشاشة العظام.
وأضافت «انها خطوة كبيرة تم تطبيقها في منطقة العاصمة الصحية ورصدنا الكثير من حالات هشاشة العظام التي لم ينتبه لها الأطباء»، مبينة أن دور أطباء الغدد الصماء إدخال مرض هشاشة العظام في الدرجة الأولى تحت رعايتهم وكذلك أطباء الروماتيزم، كون كثير من أمراض الروماتيزم تتسبب بهشاشة العظام، كما أن لأطباء العظام دورا كبيرا نظرا لأن الحالات الشديدة تصل لهم بعد الإصابة. ولفتت د.العلي الى أن هناك بعض الأمور التي تؤدي إلى الإصابة بالهشاشة، ومنها أمراض السكر، حيث يدرك أغلب الأطباء أن مريض السكر أكثر عرضة للإصابة بالكسور من غيره. وهناك إحصائيات تشير إلى أن بالكويت والمناطق المحيطة بها تصاب 40% من النساء بعد سن الخمسين بهشاشة العظام فيما يصاب بها من الرجال 20% فوق سن الخمسين، وكذلك في المملكة العربية السعودية، مشيرة الى نسبة كسور الحوض في الكويت أعلى من مثيلاتها، والفحص يأتي تماشيا مع الخطط العالمية التي تضع سن 65 لفحص النساء بينما الرجال 70 عاما، وقد شكلنا لجنة لمرض الهشاشة، فوجدنا أن الإصابة والكسور تحدث في سن مبكرة بالنسبة للنساء، ولهذا قدمنا عمر الفحص ليكون 60 للنساء، ما يجعله مختلفا عن الاحصائيات العالمية. وعن الوقاية، قالت: من الصعب أن نقوم بعمل فحص كثافة العظام لكل شخص ولكن الأفضل معرفة الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة والقيام بفحوصات مبدئية لهم، وهناك أمور منتشرة في الكويت مثل نقص فيتامين «د»، وقد قمنا بحملات توعية سابقا، ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة الوعي، لافتة الى ان هناك ايضا مشكلة عدم تناول الكالسيوم بشكل ملائم، وقد يلجأ الكثيرون لتناول مكملات والتي أثبتت مضارها لدى الكثيرين. كما بينت د.العلي أن اكتشاف المرض في البداية يعتبر أمرا مهما، وهو يتعلق بأطباء الرعاية الصحية الأولية بحيث يراجع المريض قبل ظهور المشاكل، ولهذا فقد تم توفير دواء للهشاشة.
بدوره، أكد استشاري الغدد الصماء ورئيس جمعية هشاشة العظام د.عبدالناصر العثمان أن هذا اليوم خاص لكبار السن حتى نكمل رسالتنا التوعوية لشريحة من المجتمع بالكويت، لافتا الى اهمية تناول الكمية الكافية من فيتامين «د» في طعامنا أو تعويضها الدوائي، قبل الوصول إلى مرحلة الخطر والكسر، وكذلك اهمية الرياضة التي تدعم العظام وتقويه.
من جانبه، اعرب رئيس كلية جراحة العظام في معهد الكويت للاختصاصات الطبية د.عبدالرزاق العبيد عن أمله في تفعيل برنامج لحماية عظام المسنين من الكسور، وذلك وفق تطلعات الوزير وإطلاقه البرنامج الوطني لرعاية كبار السن من خلال الكرت الصحي الأخضر، والذي يخصص الرعاية والخدمة الصحية المتميزة لهذه الشريحة.