اكد أخصائي التوحد ومعلم ذوي صفات التوحد محمد المخرق، ان مرض التوحد يعد اسرع اعاقة منتشرة في العالم، اذ تتجاوز نسب الاصابة بالسرطان او الايذر.
ولفت الى الامر يتفاقم مع شح مراكز التشخيص والتأهيل فضلا عن العلاج والمتابعة، بالاضافة لذلك فان الحالات المصابعة تتفاقم بسبب عدم التشخيص المبكر، كذلك بسبب ندرة برامج التدريب والتأهيل فضلا عن التكلفة العالية لرعاية الطفل التوحدي البالغة 40 الف ريال سنويا.
وشدد خلال ندوة بعنوان «التوحد… تحديات وروئ» بمنتدى القطيف الثقافي يوم امس الاول على دور الأسرة في تطور مهارات الطفل التوحدي، وعلى تذليل الصعوبات التي تحول دون ذلك مثل ضعف المعرفة بالمرض والجهل بطرق التعامل الصحيح معه.
وبين المخرق، ان مرض التوحد عبارة عن إعاقة تطورية تظهر في الثلاث سنوات الأولى من العمر نتيجة اضطرابات عصبية تؤثر على وظائف المخ وأعراضه والتي تتخلص في ضعف التواصل البصري والنظر بزاوية أو التحديق والتحسس من الصوت العالي والتصرف كأنه لا يسمع النداء، وكره اللمس والحضن والاهتمام بتحسس الأشياء والأسطح، وتحمل الألم أو عكسه، والاهتمام بشم الأشياء، وتناول السوائل فقط، أو أطعمة محددة وحب الدوران واللف حول جسمه، وتم إيضاح هذه السلوكيات بصور توضيحية،
واشار الى أسباب الإصابة بالتوحد مرتبطة بعوامل جينية إذ أظهرت نتائج بعض الدراسات ارتباط الإعاقة الغامضة بالوراثة، وشذوذ الكروموسومات، وعوامل بيولوجية والتي تنحصر في الأسباب التي تؤدي للإصابة في الدماغ قبل الولادة أو أثنائها.
واشار الى إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية أو التعرض لنزيف حاد، أو تناول بعض العقاقير الطبية خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، أو التعرض أثناء الولادة لبعض المشكلات مثل نقص الأوكسجين، أو عوامل متعلقة بالجهاز العصبي.
وبين ان بعض الدراسات أوضحت ارتباطات الإعاقة الغامضة بالكهرباء الزائدة في المخ وموجات مضطربة في رسم الدماغ والأشعة المقطعية ونوبات الصرع وفشل في التجنب المخي والاستجابة السمعية المستثارة من فرع المخيخ لدى الأطفال،
وذكر ان الطرق العلاجية والإرشادية المستخدمة وتنقسم إلى عدة برامج وهي برامج العلاج بالتخاطب ويهدف إلى تحقيق النمو اللغوي، والقدرة على التواصل، وبرنامج العلاج النفسي والتربوي ويهدف إلى مواجهة ضعف الانتباه، والقصور في الذاكرة، والقصور في الإدراك والتخيل والتقليد، وبرنامج العلاج النفسي السلوكي ويهدف إلى مواجهة الآثار النفسية والسلوكية المترتبة على نواحي العجز والقصور لدى الطفل التوحدي وتنمية المهارات المتخلفة لديه.
واشار الى برنامج المساندة الأسرية ويهدف إلى تعليم وتدريب أفراد الأسرة للمشاركة في العملية العلاجية للطفل التوحدي، ووصف المحاضر اضطراب التوحد بالتحدي والغموض، نظرًا إلى أنه لم تتوصل البحوث العلمية إلى نتائج حاسمة حول السبب المباشر له أو طرق مباشرة لعلاجه بطريقة قطعية حيث لم يمض على اكتشاف المرض فترة طويلة.
وبين المخرق إلى دور اللجان المتخصصة في دعم ومساعدة الأطفال ذوي اضطراب التوحد وأهاليهم من خلال تقديم الدورات وورش العمل التي تساهم في تقديم الخبرات التي تساعد الأهالي على فهم هذا الاضطراب وطرق التعامل مع المشكلات التي يعاني منها المصابون به.
وأشاد بالتجربة الرائدة لخيرية القطيف ولجنة التوحد المنبثقة منها في تأسيس مركز تواصل للتوحد وهو أول مركز متخصص لذوي اضطراب التوحد في القطيف حيث يعني بتقديم خدمات لهم ولذويهم وفق أحدث البرامج التي توصل إليها الخبراء ويشرف عليها فريق من الأطباء وذوي الاختصاص والخبرة.
وعبر عن سعادته بهذه التجربة المتميزة في مركز تواصل والتي تخدم المنطقة وأطفالها بأفضل الوسائل المتاحة وعلى أيدي أخصائيات ذوات كفاءةٍ عالية.
وأشار إلى أن المركز يعمل بكامل طاقته وأن لديه العديد من الأطفال تحت الانتظار وذلك لوجود أعداد كبيرة ذوي اضطراب التوحد في القطيف، متمنياً أن يكون هنالك مراكز أكثر في المنطقة لخدمة هذه الفئة وذويها.
ودعا عضو مجلس إدارة جمعية القطيف السيد عدنان العوامي المجتمع إلى مساندة هذه المشروع والصرح الاجتماعي الذي يخدم شريحة مهمة من أبناء المجتمع.
وتوالت المداخلات من عبدا لواحد المسلم ، وعضو مجلس المنطقة الشرقية محمد الدعلوج، والشيخ حسن الصفار، وزكي أبو السعود، والفنان محمد المصلي، وعبدالله الجصاص، وفوز المبارك، ومعصومة أبو السعود، والدكتور عبدالعزيز الجامع.
وأكدت في مجملها على دعم مراكز رعاية اضطرابات التوحد بشتى السبل والعمل على توفير فرص الكشف المبكر والتدريب والرعاية المناسبة لهم ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، ليصبحوا أفراد صالحين في المجتمع.