اكد مساعد المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لشؤون التعليم تيان تانغ هنا اليوم ان انشاء مركز دولي متخصص لتعليم ذوي الاعاقة في دولة الكويت يمثل “قفزة نوعية” في تحقيق اهداف اليونسكو ويصب في اتجاه شعار “التعليم أولا”.
جاء ذلك في تصريح عقب اجتماعه مع المندوب الدائم لدولة الكويت لدى (يونسكو) السفير الدكتور علي الطراح مؤكدا ان هذا المركز سيكرس مبدأ المساواة من حيث اتاحة الفرص المتكافئة للتعليم لذوي الاعاقة.
وقال تانغ ان اللجنة المسؤولة عن اختيار فريق دراسة الجدوى لتأسيس المركز الدولي انهت أعمالها باختيار اربعة خبراء من ذوي الاختصاص والكفاءة العالية مشيرا الى ان هذا الفريق سيباشر عمله في زيارة ميدانية حدد لها في تاريخ التاسع من الشهر المقبل بناء على الموافقة الأولية لدولة الكويت لاستضافة المركز الدولي.
واضاف ان الفريق سيلتقي خلال زيارته الكويت وزير التربية ووزير التعليم العالي أحمد المليفي لاطلاعه على الخطوات والاجراءات المتبعة ومن ثم سيقوم بزيارة الهيئة العامة للمعاقين واللقاء مع المنظمات المدنية والجمعيات المختصة في مجال ذوي الاعاقة.
واشاد بمقترح دولة الكويت لاستضافة المركز الدولي لتعليم ذوي الاعاقة مؤكدا ان تأسيس هذا المركز ما هو إلا استكمال لجائزة الأمير جابر الاحمد الدولية لذوي الاعاقة التي تعتبر الجائزة الوحيدة في هذا المجال وتحظى باهتمام واعتزاز من قبل المنظمة الدولية.
وعبر المسؤول الدولي عن تقديره للحكومة الكويتية وللمنحة الاميرية التي خصص جزء منها لدعم مهمة الخبراء لتقديم المشورة في تأسيس المركز ومتطلباته المهنية .
من جانبه أكد الطراح في تصريح مماثل أن الكويت وبرعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تحرص على إبراز الجوانب الانسانية لافتا الى ان “حرصنا في الكويت على تكافؤ الفرص يشكل أحد أهم الركائز الدستورية”.
وقال ان الكويت تحرص على دعم المشاريع الإنسانية التي تخفف من حدة النزاعات في العالم موضحا انه عندما تنتهي لجنة دراسة الجدوى سترفع تقريرها للأمانة العامة ويتم احالته للمجلس التنفيذي الذي بدوره عليه ان يوافق على تأسيس هذا المركز.
واضاف انه باستضافة دولة الكويت لهذا المركز ستصبح الدولة الاولى في العالم العربي التي تستضيف مركزا دوليا تحت برنامج الشراكة مع منظمة اليونسكو. كما تناول اجتماع المندوب الدائم لدولة الكويت لدى (يونسكو) مع مساعد المديرة العامة لمنظمة الامم لشؤون التعليم تيان تانغ موضوع جائزة المغفور له الأمير جابر الأحمد التي أنهت اللجنة الدولية من فحص اوراق المتقدمين لنيلها وحددت الفائزين بها في عام 2014 وهم من كندا وجمهورية ارمينا.
وقال الطراح ان موعد تسليم الجائزة للفائزين تحت رعاية سمو امير البلاد سيحدد قريبا معربا عن سعادته لاستضافة دولة الكويت الاحتفالية المرتقبة بالجائزة الدولية.
كما التقى المندوب الدائم فريق الخبراء من مركز التراث العالمي الذي زار الكويت الاسبوع الماضي واجتمع مع الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والشباب علي اليوحة ومساعده شهاب شهاب.
واوضح الطراح ان الفريق قام بزيارة ميدانية لجزيرة فيلكا للاطلاع على المواقع التي يعد ملفها للتسجيل في قائمة التراث العالمي بعد تقديم الملف المبدئي الذي أقر في لقاء مركز التراث العالمي في كمبوديا في يونيو الماضي.
واضاف انه ووفق الخطوات الإجرائية فإن عملية التسجيل تتطلب خطوات فنية ومهنية وإن الفريق الدولي أبدى استعداده لتدريب عناصر وطنية في مجال إعداد الملفات الخاصة علما بأن الكويت خصصت مبلغ 500 الف دولار لدعم فريق الخبراء الدولي.
واكد “اننا نعمل بالتنسيق مع المجلس الوطني لتشكيل لجنة تتولى وضع السجل الوطني للتراث غير المادي ووضع السياسة العامة الخاصة بتسجيل التراث بأنواعه المختلفة” معربا عن امله بان يتم تشكيل اللجنة الكويتية لكي تبدأ أعمالها بالتنسيق مع مركز التراث العالمي.
كما شدد المندوب الدائم لدولة الكويت على ضرورة الاسراع بالتصديق على الاتفاقية الدولية للتراث غير المادي حتى يتسنى لدولة الكويت تسجيل موروثاتها الثقافية مثل الفنون والتراث غير المادي في اللائحة الدولية لليونسكو.
وأكد ان مثل هذه الاتفاقيات تعزز مكانة الكويت الدولية وتحفظ ارثها الثقافي وهويتها الوطنية مضيفا ان “علينا جميعا أن ننسق الجهود بين مختلف الجهات لكي ننجز هذا المشروع الوطني الكبير”.
كما شدد المندوب الدائم على أهمية تشجيع المنظمات المدنية في الكويت على الانضمام الى برنامج الشراكة مع اليونسكو خصوصا أن العمل المدني في الكويت حقق الكثير من التطور موضحا انه ناقش في لقاءات سابقة مع المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا أهمية تطعيم المنظمة الدولية بكفاءات كويتية قادرة على المنافسة وراغبة باكتساب الخبرة وأبدت بوكوفا بدورها رغبتها في دعم الكفاءات الكويتية طالما أنها تحمل المؤهلات المطلوبة. وختم المندوب الدائم بأن المنحة الأميرية المقدمة لليونسكو بمبلغ مليون دينار تم التنسيق مع الامانة العامة على الاستفادة منها في مشروعات وطنية تدعم برامج الشباب وتسجيل المواقع التاريخية والتراث الثقافي.
وقال “اننا نرفع التقدير الكبير لسمو أمير البلاد وولي عهده وسمو رئيس مجلس الوزراء وللنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير التربية والتعليم العالي للاهتمام الكبير بمثل هذه القضايا الحيوية التي ترفع وتعزز من مكانة الكويت الدولية”.