رئيسة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي حالة خاصة جدا، تجمع بين النشاطين السياسي والاجتماعي بذات الدرجة وترى انهما لا يتعارضان وأن كل منهما مكمل للآخر، خبرتها في العمل الحكومي تمتد إلى ربع قرن.
عن الجمعية الشابة تقول: أشهرت الجمعية في سنة 2005 تحت شروط مجحفة وبتحديات كبيرة، وبإمكانيات مادية قليلة ومتواضعة اقتصرت على أهل الخير والأيادي البيضاء.
وتمتلك بورسلي رؤية سياسية خاصة لكثير من المجالات ويحكمها حب الوطن والأهم التنمية البشرية وأن تكون الكويت في الطليعة وفي مصاف الدول المتقدمة، حيث لا ينقصها أي من الامكانيات البشرية أو المالية كما انها تتمتع بخبرات وعقول نيرة ومؤسسات اقتصادية رائدة.
وقالت إنها لو خيرت بين الحقائب الوزارية لتولي مسؤوليتها لاختارت وزارة المواصلات لأنها ترى أنها على ذات الدرجة من الأهمية كالصحة والتعليم والاسكان، وان اول قرار ستتخذه هو إنشاء مطار حديث يكون واجهة حضارية للبلد وكذلك تجهيز المنافذ الحدودية المختلفة البرية والبحرية بأحدث الوسائل التكنولوجية في إنهاء وتخليص إجراءات المغادرة والدخول والاستيراد والتصدير ومراقبة حركة النقل وتطوير جميع الخدمات في تلك المرافق.
والى تفاصيل الحوار:
ناشطة اجتماعية وسياسية اي المجالين الأقرب اليك كونك خضت المجالين، الأول رئيسة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين وثانيا كونك خضت الانتخابات البرلمانية في مجلس فبراير 2012؟
٭ الاثنان وبالتوازي، كما أنه لا يطغى احدهما على الاخر ولا يتعارضان، ومن منطلق حبي لبلدي وأن أرى وطني الكويت يصل لأعلى المراكز يجعلني أضع السياسة بنفس ميزان النشاط الاجتماعي، وربما هذا الشيء غير ظاهر للآخرين حيث ان مجالي الاجتماعي بارز أكثر وذلك بسبب الدور الإعلامي لتغطية فعاليات وأنشطة ذوي الإعاقة، إلا أن تخصصي الأكاديمي هو العلوم السياسية والاقتصاد.
ماذا قدمت لك تجربة خوضك الانتخابات وكيف وجدت عالم السياسة؟
٭ كأي تجربة في حياتنا لا بد أن تكون هناك اضافات اما بالسلب أو بالايجاب او بالاثنين معا من حيث الإدراك والثقافة، وفي هذه التجربة والتي كانت الأولى بالنسبة لخوض الانتخابات ولكنها ليست الأولى في مجال المشاركات والمتابعات للأحداث السياسية، وأصبحت قريبة أكثر من فكر وآمال وتطلعات المواطن الكويتي فكان لزياراتي للديوانيات النسائية والرجالية ومقابلة شخصيات عديدة وحضور تجمعات الحراك الشبابي أبلغ الأثر في تكوين وصقل قناعاتي، وبهذا تعرفت وبصورة أقرب على هموم المواطن الكويتي وواقعه، كما أن المرحلة التي خضت بها تجربتي كانت مرحلة تأزيم سياسي على مستوى الكويت، وحينها كان الدافع الكبير لتلك التجربة، امنيتنا جميعا أن نخرج الكويت من عنق الزجاجة، لذلك كان شعار حملتي الانتخابية لننهض بالكويت، وللأسف في هذه الفترة لم تتمكن أي امرأة من الوصول للبرلمان.
هناك مقولة تقول ان السياسة لا تصلح للمرأة.. إلى أي مدى ترينها مطابقة لواقعنا السياسي في الكويت؟
٭ مقولة غير واقعية ولا منطقية.. فإن لم تكن السياسة للمرأة فلمن تكون إذن؟ فالسياسة والاقتصاد لكل فرد في المجتمع وليست حكرا على الرجل دون المرأة، وليس هناك مجتمع يفصل المرأة والرجل بعضهما عن البعض، والدستور الكويتي أكد على تساوي الجنسين بالحقوق والواجبات.
كل قضايا الحياة تدخل فيها المرأة من اقتصاد وتنمية وتربية وتعليم وصحة وغيره، والقول ان السياسة لا تصلح للمرأة مقولة يتبناها البعض من ذوي القناعات المحدودة والمتعصبة لرأي دون آخر ويعملون على تعزيزها لتكون ثقافة عامة في مجتمعاتنا الشرقية، وقد نجحوا فيها في الماضي ولكنها بدأت تتغير بمرور الزمن وزيادة الوعي الفكري والثقافي للمجتمع.
لماذا لم تكرري تجربة خوض الانتخابات مرة أخرى؟
٭ بصراحة أكرر تجربتي وبدون تردد في حالة توافر البيئة الأفضل وتهيئة جميع الظروف، وأقصد الوعي بأهمية دور المرأة والتوعية به، وكيف أن هذا الدور هو أحد أساسات التنمية الوطنية الشاملة وليس مقصورا على المنزل فقط، فالمرأة عنصر فعال ورئيسي في التربية والتعليم والصحة والاسكان والاقتصاد ولا نستطيع إغفال دورها أو التقليل من شأن مشاركتها في الحياة السياسية.
ما الذي قدمته الجمعية للمعاقين حتى الآن؟ وماذا تطمحون اليه؟
٭ حلم الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين أن تصل لجميع فئات وشرائح المجتمع لتربطهم بمجتمع الإعاقة وتوعيهم بكيفية التعامل مع المعاقين وقضاياهم، فالأشخاص من ذوي الإعاقة مواطنين ومقيمين لهم حقوق وعليهم واجبات ويفترض أن يتعاملوا بنفس المسطرة وهذا ما كفله لهم الدستور، وذوو الإعاقة هم جزء من ذوى الاحتياجات الخاصة حيث إن مظلة الاحتياجات الخاصة تحوي شرائح عدة مثل المسنين ومجهولي الوالدين والأيتام والمطلقات والأرامل وغيرهم.
وبتواجد الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين وبالتعاون مع جمعيات النفع العامة الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني نعمل على نشر ثقافة الإعاقة في المجتمع، وان الاختلاف بين الناس هو حق مادامت هي إرادة المولى سبحانه، وايضا ننشر ثقافة ومفهوم الآخر المختلف بمعنى أنه على الأسر التي ليس لديها أي إعاقة ألا تكون غير مبالية بالموضوع، بل يجب عليها توعية أبنائها بأن هناك أشخاصا خارج سور المنزل يختلفون عنهم ولكن لا يقلون عنهم في القدرات، فكل أم تستطيع أن تحدث أبناءها عن الإعاقة ومفهومها لتثقفهم وتعرفهم معنى الإعاقة، وعلى كل رب أسرة أن يكون مصدرا لتوعية أسرته ليوصل الرسالة بأن المجتمع مختلف، والأمر ليس مقصورا على الأسر بل هناك جهات عليها عبء المشاركة في هذا الدور كالمدارس والمساجد لنشر التوعية اللازمة لهذه الشرائح، وبهذا المستوى من الوعي الاجتماعي بالآخرين واختلافاتهم واحتياجاتهم نكون ضمن الشعوب المتحضرة والمتقدمة في الرعاية الاجتماعية لمواطنيها.
وبالعودة للسؤال وما قدمته الجمعية، فإنها عملت على هذا المفهوم بالدرجة الأولى وعلى خدمة أولياء الأمور وتوعيتهم بأهمية التدخل المبكر في مواجهة الإعاقة وكيفية التعامل معها، وهذه التوعية تقلل من الاعاقة وتحد من تطورها أو تفاديها نهائيا.
كما طالبت الجمعية وبالتعاون مع جمعيات النفع العام الأخرى بإقرار قانون الفحص قبل الزواج ومفاهيم أخرى كالدمج المجتمعي والتعليمي ونشر ثقافة العمل التطوعي الخيري، وكلها مفاهيم تعمل عليها جمعيات النفع العام وخاصة من يهتم ويعمل في مجال الإعاقة.
كما أن الجمعية تقوم على وضع برامج ودورات تدريبية لأولياء الأمور والمختصين، وتأهيل ذوي الإعاقة لممارسة جميع أنشطة حياتهم بصورة طبيعية من خلال البرامج والمشاريع المختلفة، كبرنامج التدريب الصيفي والربيعي بالتعاون مع القطاعين الأهلي والخاص، وتعمل على تفعيل حضورهم في المؤتمرات والملتقيات وتزيد فعالية الأبناء من ذوي الإعاقات الذهنية بالمشاركة في المجتمع، وكان لها ذلك من خلال الرابطة التي أنشأتها وأشهرتها رسميا تحت مظلتها بمسمى «رابطة الدعم الذاتي» لدعم الأبناء من ذوي الإعاقات الذهنية ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم والاعتماد الذاتي في المطالبة بالحقوق، فالرابطة عبارة عن تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة للقيام بدورهم الصحيح في المجتمع دون خجل او خوف، وينتسب للرابطة الأبناء من ذوي الاعاقة الذهنية ممن يبلغون سن الـ 16 عاما، ومفهومها بأن يشكل الأبناء المعاقون ذهنيا فيما بينهم مجلس إدارة الأمر ويجلسون على طاولة اجتماعات ويكونون على علم وتأهيل بمعرفة ما هو المناسب طرحه من قضايا وفي الوقت المناسب لمناقشتها، وليميزوا من خلال نبرة الصوت المواضيع المطروحة وأهميتها، ودور الجمعية هنا هو إعدادهم وتأهيلهم تحت مظلة هذه الرابطة ليصلوا لهذا المستوى الذي يستحق أن يمثلوا فيه الكويت.
وجمعية أولياء أمور المعاقين بجهودها وإمكانياتها المتواضعة هي أول جمعية تشارك بالأبناء من ذوي الإعاقات الذهنية في المؤتمرات الدولية لتمثيل الكويت خارجيا في المحافل المختلفة فقد شاركوا في ملتقيات ومؤتمرات في دول الخليج وألمانيا والقاهرة وكوريا وليبيا وتونس ولبنان.
كذلك تتبنى الجمعية في سياستها توفير خدمة الدعم النفسي لأولياء الأمور من خلال اللقاءات الشهرية والمواسم الثقافية حيث يتم تناول القضايا المهمة التي قد تواجههم مع أبنائهم في ظل ظروف الإعاقة، واستكمالا لدورها في خدمة المجتمع تنظم الجمعية للأبناء وأولياء أمورهم الأنشطة الترفيهية المختلفة في المناسبات الدينية والوطنية وتعمل على تعزيز أهمية الرياضة والفنون المتنوعة في تأهيل المعاق وتنمية قدراته.
وهناك مشاريع تقدم فيها الجمعية الخدمات الفنية المتعلقة بالإعاقة كوحدة التقييم والتشخيص بالجمعية والتي يتم فيها تقييم حالات الاعاقة المختلفة وتشخيص ظروفها وحدتها ومن ثم وضع الخطط المناسبة لمواجهتها.
وفي القريب العاجل بإذن الله تنوي الجمعية فتح وحدة للتخاطب لمن يواجهون صعوبات في النطق والكلام.
وإلى جانب ذلك تتعاون الجمعية مع مؤسسات الدولة في تذليل الصعوبات التي يواجهها ذوو الإعاقة في قضاياهم المختلفة كالتوظيف وكفالة حق العمل لهم بحسب قدراتهم.
ماذا تقصدين عندما قلت ان إمكانيات الجمعية متواضعة.. وماذا ينقص الجمعية من دعم؟
٭ الجمعية أشهرت في سنة 2005 تحت ظروف مجحفة وبتحديات كبيرة، وبإمكانيات مادية قليلة، وبالرغم من كل العقبات الا انها استطاعت ان تفرض نفسها على ساحة العمل التطوعي في الكويت بل وأن تتخطى ذلك حتى في الخارج وهذا بفضل من الله تعالى ثم من أهل الخير والأيادي البيضاء والنية الخالصة لوجهه سبحانه.
فقد كان التحدي عند الاشهار ناتجا عن ضوابط وشروط اشهار جمعيات النفع العام الجديدة بعدم مطالبة الحكومة بأي دعم لا بميزانية ولا بمقر، وتم التوقيع على هذا الإقرار لأننا اصحاب قضية انسانية بالدرجة الأولى، وفي النهاية من يريد أن يصل وينجز لا تقف في طريقه أي ظروف أو عقبات سواء كانت مادية أو معنوية فبالتحدي يصل المرء إلى كل ما يريد، الإعاقة والتحدي وجهان لعملة واحدة كما الإعاقة والأمل، فنحن لدينا الأمل في قدراتنا وقدرات أبنائنا وأولياء أمورهم بأن نرتقي في مجتمعنا.
ولا شك اننا نحتاج إلى الدعم المادي في توفير الخدمات وإقامة الفعاليات وتجهيز مقر الجمعية، كما ان الدعم ايضا ليس مقصورا على المادة فقط بل نحتاج للدعم المعنوي والايمان بأهمية الدور الذي تقوم به الجمعية لخدمة المجتمع والأشخاص ذوي الإعاقة.
خبرتك الممتدة على مدار 25 عاما مع العمل الحكومي.. وتحديدا حتى وصلت الى منصب كبير استشاريين في بلدية الكويت، ماذا أعطتك هذه التجربة؟
٭ أثرت شخصيتي وثقافتي وعلمتني الكثير.. وخلال عملي انتدبت في أكثر من موقع عمل حكومي منها الديوان الأميري والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وانتدبت للعمل في سلك التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بكلية الدراسات التجارية، وهذه الانتدابات مع حصيلة العمل في البلدية أضافت الكثير لي من الإلمام بكثير من الامور، فبلدية الكويت مركز إشعاع لكل المعاملات والأمور المهمة التي تتم إدارتها في الكويت، فهي أول مؤسسة حكومية نظامية أسست في عام 1930 منذ أكثر من 84 سنة وكان ينطبق عليها القول «من المهد إلى اللحد» مما كانت تقدمه من خدمات شاملة، فاختصاصاتها متنوعة ومتباينة من هندسة وزراعة ووفيات والاعلانات والأغذية والمخطط الهيكلي للدولة.. إلى آخره، أي ان أغلب المواضيع تمر عبر بوابة البلدية، ولكن مع التطور السياسي ووضع الدستور نشأت مؤسسات الدولة المختلفة وبدأ يكون هناك نوع من فك التداخل والتشابك في الاختصاصات.
ماذا لو عرضت عليك الحقيبة الوزارية، فأي وزارة ستختارين؟
٭ أختار وزارة المواصلات.. لأن هناك أمور كثيرة في وزارة المواصلات مهمة ومهملة ويعتقد معظم الناس أن المشكلات تنحصر فقط في وزارة الصحة أو الشؤون أو التربية والاسكان.. الا ان هناك خدمات توازيها في الأهمية، وأنا لا انكر أن جميع هذه المتطلبات مهمة ولكن لا ننسى أن التنمية ما هي الا منظومة متكاملة من الخدمات والحاجات الأساسية للفرد والمجتمع.
فوزارة المواصلات تلعب دورا حيويا في حياة المواطنين والمقيمين في الكويت، بدءا من واجهة البلد الأولى متمثلة في مطار الكويت الدولي والمنافذ الحدودية البرية والبحرية، وكذلك تنظيم الاتصالات السلكية واللاسلكية وشبكة الانترنت.
وما اول قرار ستتخذينه؟
٭ أول قرار سأتخذه هو إنشاء مطار حديث يكون واجهة حضارية للبلد، وكذلك تجهيز المنافذ الحدودية المختلفة البرية والبحرية بأحدث الوسائل التكنولوجية في إنهاء وتخليص اجراءات المغادرة والدخول والاستيراد والتصدير ومراقبة حركة النقل وتطوير جميع الخدمات في تلك المرافق، كما سأقوم بتحسين مستوى خدمة النقل الجماعي والنهوض بها بشكل يشجع الجميع على استخدامها مواطنين ومقيمين، كما أن موضوع المترو يلعب دورا مهما جدا في النقل الجماعي للحد من الازدحام الذي يعاني منه الجميع في هذه الأيام.
لو عاد بك الزمن إلى الوراء.. فأي شيء هو الذي ستغيرينه في مسار حياتك؟
٭ أعتقد أنني سأقوم بتغيير دراستي من علوم سياسية الى هندسة صناعية، وذلك لأنني عندما درست الماجستير احتككت عن قرب بقسم الهندسة الصناعية وأحببته جدا، ولأنه يربط إدارة المشاريع بالأساليب الهندسية، كونه تخصصا يجمع بين إدارة الأعمال والهندسة.
وحبي للسياسة او العمل السياسي لن يتغير، فكثيرة هي المشاهد اليومية لشخصيات مختلفة على الساحة لسياسيين واقتصاديين أو حتى فنانين لم تكن الدراسة الاكاديمية سبب في دخولهم المجال الذي هم فيه.
سياسيا كيف تقيمين التجربة البرلمانية للمرأة؟
٭ الفترة كانت قصيرة جدا، ومع الأسف الشديد في مجتمعنا يتم التعامل مع المرأة في تقييم أدائها من خلال ثقافة المجتمع التي تدعم الرجل أكثر من المرأة في معظم المواقف، ومنها الترشيح للانتخابات، وكون النظرة الشاملة للمرأة انها تتعامل بعواطفها، والمرأة في تجربتها السياسية لم يتم إعطاؤها الفرصة الكافية لتلعب دورها الصحيح، ولأن المرأة عدوة المرأة تشن عليها حرب من المرأة قبل الرجل، وبالعودة للسؤال فتجربة المرأة على الرغم من قصرها إلا انها ناجحة، ولكنها تسير بخطى بطيئة، مع العلم بأنني ضد تقييم الأداء على مستوى الجنس، بل يجب أن تكون الكفاءة هي المعيار الأول.
وقد أثبتت المرأة العضوة في البرلمان الكويتي أنها أكثر التزاما بحضور لجان المجلس منشأ جميع القرارات والخطط والقوانين.
سياسيا ايضا كيف تقيمين تجربة المرأة الوزيرة رغم حداثة التجربة نسبيا؟
٭ تجربة المرأة كوزيرة ممتازة، ونجحت إلى أبعد مدى، وإن كان هناك بعض التحفظات على أداء البعض منهن.
والسؤال هنا لماذا المجتمع والحكومة يتعاملان مع المرأة بخجل في منحها حقوقها وتقييم أدائها؟ فعلى سبيل المثال عندما بدأت الحكومة بتعيين 3 عضوات في المجلس البلدي لتأتي المرة التي تليها ولا يتم تعيين أي امرأة ونعود لنقطة الصفر، وبعد وصول أكثر من امرأة الى الوزارة، نرى اليوم أن هناك وزيرة واحدة، والخوف أن يستبعدوها في الحكومات القادمة أيضا، وهذا الشيء غير صحيح.
وأتمنى من الحكومة التركيز على الدماء الشابة الجديدة بغض النظر عن الرجل أو المرأة ولا نغفل هنا دور الخبرة والاستفادة منها طبعا، والجانب الاستشاري مهم أيضا على جميع المستويات الوزارية.
نساء الكويت دائما ما ينطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، وكم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزير بلا حقيبة! رغبة في إلقاء الضوء على مثل هذه التجارب الناجحة والبناءة، ومن أجل وضع نموذج يحتذى امام فتيات كويت اليوم حتى يقتدين بهن في حياتهن فيما يتعلق بالتعليم والعمل وسائر دروب النجاح، كانت هذه الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة متخصصة نتعرف من خلالها على رائدات ومختلفات ومميزات، كل في مجالها، قامت كل واحدة منهن مقام وزير دون ان تحمل حقيبة، وساهمت بعملها، بعلمها، بتميزها، أو بنشاطها في خدمة بلدها الكويت، بل ساهمت في تغيير المجتمع إلى الافضل.
نستعرض خلال هذه الصفحة أحاديث سيدات مميزات يروين تجاربهن الخاصة، على شكل تاريخ مختصر لقصة تميز بطلتها امرأة مميزة جدا.