قال الدكتور مدحت عبد الحميد أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية ـ إن الطفل التوحدى يعانى من عجز مستمر ومتكرر فى التواصل والتفاعل الاجتماعى عبر المواقف المختلفة ويتجلى ذلك من خلال الأعراض التالية: فشل التبادل الانفعالى والاجتماعى وعدم مشاركة الاهتمامات، وعجز شديد فى سلوكيات التواصل اللفظية وغير اللفظية كالتواصل البصرى أو عبر الإيماءات المختلفة للجسم وتعبيرات الوجه، كما يعانى من عجز فى تنمية وتطوير والاحتفاظ بالعلاقات ويتراوح ذلك من صعوبة تطويع السلوك وفقًا للسياق الاجتماعى وصولاً إلى صعوبات فى مشاركة اللعب التخيلى أو تكوين صداقات وعدم الاهتمام بالأقران.
ورغم قدرته على تعلم مهام بسيطة إلا أنه ينساها بسهولة ولا يتبع أبسط الأوامر مثل ” الجلوس، تعالى إلى هنا، قف” من مرة واحدة.
ويتسم الطفل التوحدى بمحدودية وتكرار الأنماط السلوكية والاهتمامات أو الأنشطة؛ حيث يكرر حركات نمطية مثل: اللف لفترات زمنية طويلة، ويلوح أو يرفرف بيديه أو يصفق (أو أى سلوكيات تحفيزية أخرى)، ويمشى على أصابع قدميه، ويكرر عبارات غريبة مرارًا وتكرارًا، ويحدق فى الفضاء لفترات طويلة من الوقت، بالإضافة إلى أنه يصر على الالتزام غير المرن بالروتين والنظام اليومى المعتاد ويشعر بالكرب الشديد، عند حدوث أى تغيير حتى وأن كان بسيطًا فى عاداته؛ فطقوس يومه لا تتغير وعادات الأكل ثابتة لديه فيأكل نفس الطعام كل يوم، ويعانى من فرط الحساسية للشم واللمس، ويصف الألعاب فى صفوف أو يقلبها ولا يحب مشاركة أحد فيها.
وعند تشخيص الاضطراب يجب أن يحدد ما إذا كان مصحوبًا أو غير مصحوب بإعاقة عقلية أو إعاقة لغوية. وغالبًا ما يبدأ التعرف إلى هذه الأعراض عبر السنة الثانية من العمر (12: 24) شهرًا، ويمكن معرفة ذلك مبكرًا فى عمر (12) شهرًا إذا كانت الأعراض أكثر حدة.
وتتعدد عوامل الخطر المنبئة بحدوث اضطراب طيف التوحد؛ فمنها عوامل بيئية كانخفاض وزن الطفل عند الولادة وكبر عمر الوالدين. وتتراوح نسبة العوامل الوراثية فيما بين (37%: 90%) كما يرجع حدوث الاضطراب لدى (15%) من الحالات إلى طفرة جينية. ويحدث هذا الاضطراب بنسبة (4) مرات لدى الذكور مقارنة بالإناث.