استطاع الشاب السعودي الكفيف محمد الشمراني أن يجبر حضور وضيوف المعرض والمنتدى الدولي للتعليم على التصفيق له، ليس تعاطفاً مع إعاقته، وإنما لإرادته القوية؛ فأبهرهم بالتقاطه صورا فوتوغرافية احترافية، وإجادته التعامل مع الأجهزة الإلكترونية الذكية.
نال محمد إشادة من عدد من الخبراء الألمان الذين كانوا من بين المستمعين لحديثه خلال تقديمه ورقة عمل عن تجربته مع الإعاقة في المنتدى، حيث أبهرتهم قوة إرادته، ودخوله منافساً لأقرانه المبصرين في المجال التقني المعقد وذلك حسبما ذكرت صحيفة الاقتصادية
ويرى الشمراني ابن الـ 20 ربيعاً أن إعاقته لم تقف حاجزاً أمام ميوله وتعلقه بالتقنية والتصوير، وأنه لم يستسلم لإعاقته، ولم يسمح لشيء بأن يحد من طموحه حتى بصره، مؤكداً أن مفردة اليأس والمستحيل” ليس لها مكان عنده.
وقال الشمراني استثمرت ما وهبني الله من قوة السمع ووظفتها في التعامل مع التقنية وكنت في بداياتي حينما ألتقط صورا لأصدقائي بالكاميرا أطلب منهم أن يتحدثوا، وعن طريق أصواتهم، أستطيع أن أميز أماكنهم، وألتقط الصورة.
وأضاف أن نظرة العطف والشفقة التي يُعامَل بها ذوو الإعاقات أكثر ما يضايقه، مبيناً افتخاره بأنه يُعرَف بين أوساط التواصل الاجتماعي بسفير ذوي الاحتياجات الخاصة، منتقداً بعض القنوات التلفزيونية التي تبث مسلسلات درامية لقصص عن المكفوفين ويتم تصويرهم على أنهم ضعفاء وعاجزون، مشيراً إلى أن نظرة المجتمع للمكفوفين يجب أن تتغير.
ويمارس الشمراني حياته بشكل طبيعي ويعد وجباته الغذائية بنفسه لزرع الثقة في المكفوفين بأنفسهم، مشدداً على أن المجتمع مطالَب بتغيير النظرة السوداوية عن ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبه، يرى عبد الملك الزعبي إخصائي اجتماعي، أن المعوقين يستطيعون التغلب على إعاقاتهم، متى ما وجدوا بيئة تشجعهم على ذلك، مبيناً أن الإعاقة ليست عائقاً في الإبداع والتميز، وأن تأهيل وتعليم وتدريب هذه الفئات الخاصة له ارتباط وثيق بموضوع التنمية.
وقال الزعبي إن الموهبة موجودة لدى الفرد حتى مع وجود الإعاقة، وقد يكون أحد الأشخاص معوقاً ولديه مواهب متعددة وتظهر في مجالات مختلفة سواء كانت فنية أو رياضية أو اجتماعية أو سياسية.. وغيرها، فهي التي تفرض نفسها على هذا الشخص للاتجاه نحو هدف معين، داعياً الآباء إلى تشجيع أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة.