بعد الجدل الذي أثارته عملية استئصال أرحام الفتيات اللائي يعانين من اي نوع من الاضطرابات العصبية أو الاعاقة الجسدية، حذر أخصائيون وناشطون من “إبرة” تعطى للشباب الذين يعانون من اعاقة او اضطرابات عصبية تمنعهم من الانجاب نهائياً.
وقال أخصائي التوحد والاعاقات العصبية والاكاديمي المتخصص في الدفاع عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة الدكتور جاك سركيس إن “الخوف الآن بات اكبر فكما صُدّر استئصال الارحام للفتيات الى الاردن من دول اخرى، ظهر مؤخرا اعطاء الشباب الذين يعانون من الاعاقة او الاضطرابات العصبية او في حال وجود وراثة عائلية للاعاقة ابرة تمنعهم من الانجاب نهائيا، وهذا اختراق لحقوق الانسان والاخلاق والشرع والاديان السماوية كلها، نخاف من تصديرها الينا”.
كما أكد سركيس في تصريح لـ عمون ان أي عملية استئصال لرحم اي فتاة تعاني من اي نوع من الاضطرابات العصبية او الاعاقة الجسدية هو جريمة اخلاقية، احدثت ثورات عالمياً، مطالباً الجهات المعنية بتجريم الطبيب الذي يقوم بهذا العمليات بعقوبة رادعة تهدد مستقبله المهني لانه يقوم باختراق القانون والاخلاق والانسانية، فالاضطراب العصبي او النفسي او الاعاقة لا يؤدي الى تهديد حياة الفتاة وبالتالي جواز استئصال رحمها.
إلى ذلك، أكدت الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة العين أسمى خضر ان استئصال اي جزء من جسد الانسان من غير ضرورة طبية هو حرام شرعاً وقانوناً وانسانياً، فهو ليس اجراء وقائيا، فالاعتداء من الممكن ان يحصل على الفتاة ذات الاعاقة سواء كانت مستئصلة رحمها ام لا، لكن الفرق هو حدوث الحمل وعدمه.
واضافت لـ عمون أن استئصال الرحم يكون وكأننا نحمي المعتدي من ان تكون هناك نتائج لاعتدائه، الاهم هو ان نعالج مخاطر الاعتداء على الفتيات تحديدا ذوات الاعاقة ابتداءً من الاسرة، الى جانب ايجاد اجراءات تحميها ومؤسسات رقابية خاصة بهن، وهناك اجماع من الاطباء ورجال الدين ورجال القانون والخبراء، وطالبت بايجاد نصوص قانونية اكثر وضوحا تقوم بحماية هذه الفئة من المواطنين.
واكد مدير مستشفى البشير الدكتور عصام الشريدة ان حالات ازالة الارحام خلال عشرين عاما مضت لم تتجاوز العشر حالات وقال “انا واثق من كلامي وان الارقام الكبيرة التي تصدر هي كذب، ونحن لا نزيل الارحام الا لفتاة شديدة الاعاقة ولا تستطيع ان تخضع للتعليم وضمن تقارير طبية ونفسية دقيقة من اخصائيين”.
وكانت دائرة الافتاء قد اصدرت فتوى شرعية تحرم استئصال اي جزء من الانسان الا لاسباب طبية وما دون ذلك حرّم بالكامل، وجاء نص الفتوى كالاتي: مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية في جلسته الحادية عشرة المنعقدة يوم الخميس (7/ربيع الأول/1435هـ) الموافق (9/1/2014م) قد نظر في مسألة حكم إزالة رحم الفتيات ذوات الإعاقة العقلية، بدعوى أضرارها الصحية ونظافتها الشخصية، وقد اطلع على آراء المختصين من التربويين والأطباء، وتعرف المجلس على الآثار السلبية المترتبة على تلك العمليات، وبعد الدراسة ومداولة الرأي قرر ما يأتي:
لا يجوز الإقدام على استئصال عضو خلقه الله تعالى في الإنسان إلا في الحالات المرضية التي يكون علاجها بهذه العملية، أما أصحاب الإعاقة أو المرض العقلي فلا نرى عذرًا يُجيز مثل هذا النوع من العمليات لهم، لما فيها من تعدٍّ على خلق الله، ومخاطرة صحية بالقطع والجراحة، وآثار سلبية تسهل الاعتداء وإلحاق الأذى والضرر بتلك الفتيات.
والواجب على الوالدين والأولياء صيانة بناتهم ذوات الإعاقة، وتجنيبهن ما يؤذيهن، كما الواجب على المجتمعات توفير الحماية لهن من كل استغلال سيء، وسن التدابير اللازمة التي تكفل ذلك؛ فحق الضعيف صيانته، كي لا يتضاعف الإثم بالاعتداء عليه. وذلك ما يقتضي من الجميع الصبر على ذوي الإعاقة، واحتساب الأجر عند الله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه. والله أعلم
وذكرت دائرة الافتاء ان تعقيم الرجال ايضا غير جائز شرعا.