أكد الامين المساعد لشؤون القطاعات فهد الشامري ان الكويت هي الحاضن البارز في مجال تكوين المؤسسات الخيرية التي اصبحت المرآة التي تعكس الوجه الحضاري والانساني للدولة بدعم شعبي ورسمي كبير في مختلف المحافل والانشطة المحلية والاقليمية والدولية.
واشار الى ان احدى نوافذ العمل الانساني الذي تقدمه «الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي وبمناسبة اكمال الرحمة العالمية عامها الثلاثين، اصبحت الرحمة صاحبة الريادة في العالم العربي والاسلامي في مجال العمل الانساني، ولفت الى ان تميزها جعل في 42 دولة في العالم حول انجازات الرحمة في مجالاتها المتعددة يحدثنا الشامري، والى نص الحوار:
سر التميز
بعد ان اكملت الرحمة العالمية عامها الثلاثين، ما سر تميزها الواضح؟
٭ الرحمة العالمية التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي احد المؤسسات الخيرية الكويتية، واصبحت صاحبة الريادة في العمل العربي والاسلامي في مجال العمل الانساني، وتميز الرحمة مستمد من تراكم خبرتها وتعدد وجهات عملها الى اكثر من 42 دولة في العالم.
دعم كبير
برزت الكويت بين الدول العربية والخليجية في العمل الخيري، فما سبب هذا التقدم فيه؟
٭ الكويت هي الحاضن المهم والبارز في مجال تكوين المؤسسات الخيرية والتي اصبحت تعكس الوجه الحضاري والانساني للدولة بدعم شعبي ورسمي كبير في مختلف المحافل والانشطة المحلية والاقليمية والدولية، كما ان تراكم الخيرات عبر سنوات من العمل لها دور فاعل في صياغة رسالة المؤسسات ووضوح رؤيتها في مجال عملها، واصبح العمل الخيري الكويتي في تكوينه ومهنيته لا يختلف كثيرا عن المؤسسات ذات المجالات الاخرى، وبالتالي فقواعد العمل المؤسسي تطبق عليه، واصبحت ضرورة لاستمرار العمل واكتساب الداعمين، كما ان العمل الخيري هو من صميم مقاصد الشرع، لذا اصبحت المؤسسات الخيرية الاسلامية التي تقوم على العمل الخيري ركيزة اساسية في عصب التنمية المجتمعية في كل دول العالم التي تقدم فيها خدمة الخير، وقد تجاوز نطاق تأثيرها حدود المكونات الاسلامية الى غيرها من غير المسلمين، فيما سمح به الشرع الحنيف وبما تقدم من خدمات جليلة.
هل يوجد تنافس بين مؤسسات العمل الخيري الكويتي؟
٭ نعم بكل ثقة اقول ان العمل الخيري اصبح سوقا تنافسيا ودخلت مكوناته في مصاف التسابق المؤسسي، وقد فرضت التحولات التي شهدها العالم منذ بداية القرن الواحد والعشرين على العاملين في العمل الخيري ان يتسلحوا بالتقدم والتطور وان يحسنوا من جودة المنتج والخدمة المقدمة حتى يكون لهم شأن في ظل التنافسية القائمة.
اليتيم
ماذا تقدم الرحمة لرعاية الأيتام؟
٭ تحظى هذه الفئة برعاية وعناية من قبل الشرع الحنيف، ومن دلالات ذلك كثرة ورود اليتيم في القرآن في اثنتين وعشرين آية ذكرت فيها كلمة «يتيم» بالافراد ثماني مرات وبالتثنية مرة واحدة وبالجمع اربع عشرة مرة، لذا تقوم الرحمة العالمية بدعم المتبرعين للمشروعات التي تخدم الايتام، حيث بلغ عدد الايتام الذين تمت كفالتهم منذ التأسيس حتى الآن 11504 ايتام ويتيمات، وهذه الاهمية تنبع من تأثير ومخاطر عدم توفير الرعاية للايتام على المجتمعات التي يتواجدون فيها، فإن لم يتم حسن استثمارهم فسيتسببون في كوارث مجتمعية عديدة، حيث تقدم الرحمة الرعاية الشاملة التي تضمن لهم بيئة صحية لتتم تنشئتهم نشأة سليمة لتعويضهم فقدان الأب، لذا نعمل على تأسيسهم ليكونوا قادرين على مواجهة الحياة بأنفسهم وتكون الأولوية للتعليم الفني والصناعي لهم والتعليم العام وغرس القيم والأسس التربوية السليمة لديهم.
البناء
ما انجازات الرحمة العالمية في قطاع آسيا؟
٭ قطاع آسيا حظي التعليم فيه بالنصيب الوافر من الاهتمام واصبح جزءا اساسيا من عمل الخير في دول القارة، حيث تكفل الرحمة في آسيا ما يقارب 25 ألف طالب ضمنهم أيتام منهم دراسات عليا وجامعية وطلاب مدارس، كما لدينا 13 ألف طالب وطالبة يدرسون بمجمعاتنا ومدارسنا الخيرية، ونحن لا نرتكز على المال والغذاء فقط بل استراتيجية الخير التي تنتهجها الرحمة هي البناء وتحقيق تنمية حقيقية لافراد هذه المجتمعات التي نعمل بها.
قرغيزيا
وما أكثر التجارب نجاحا في آسيا؟
٭ هناك كثير من التجارب والشواهد على انجازات الرحمة ومنها تجربة جامعة محمود كشغري للدراسات الشرقية والتي يدرس بها الان 475 طالبا جامعيا وهي الجامعة التي انشأتها الرحمة العالمية في قرغيزيا ولا تزال تقوم بدورها الرائد في تعليم وتخريج الطلاب، اضافة الى اعتمادها الجامعة الوحيدة التي لها حق منح شهادة الماجستير في اللغة العربية في قرغيزيا.
الفقر
تعاني عدة دول في آسيا من الفقر الشديد فما رؤيتكم لهذه الاشكالية؟ وهل هناك حلول تقوم بها المؤسسات الخيرية في هذا المجال؟
٭ الرحمة العالمية بالفعل استطاعت ان تكون رائدة في هذا الاتجاه، حيث سعت لاكساب الايتام الذين تقوم على رعايتهم في اغلب دول قارة آسيا بمهارة حياتية يتكسبون منها وذلك لهدفين الاول ان يكون الشاب او الفتاة المشمول بالرعاية قادرا على الكسب من عمل يده وليس فقط انتظار الدعم والعون والثاني ان ذلك يجعل من الايتام عناصر فاعلة في مجتمعاتهم لا عالة عليه، وتقوم الرحمة بعمل دراسات للواقع والبيئة القائمة لحصر الاحتياجات والظروف العامة وعلى أساسها يتم وضع خطة للعمل والتدريب سواء بانشاء ورش حرفية او معاهد فنية او حتى ارسال الطلاب للعمل.