شمس شابة عشرينية متميزة، لم يمنعها عوقها من تطريز حروف اسمها على قطع القماش، فرغم عدم دخولها المدارس الا انها استطاعت تعلم القراءة والكتابة بفضل دعم عائلتها، التي ساعدتها على تعلم التطريز والخياطة، وتطورت فيها حتى وصلت الى فن الاحتراف في هذا المجال واقامة معرض خاص بها.
تحلم شمس الان باقامة معرض معرض كبير لمنتوجاتها، الا أنه بحاجة الى “الدعم والمال الكافي” لاقامته، كما تؤكد صاحبة “شمس الروح”، وهو الاسم الذي اختارته لجناحها في احد المعارض.
وتقول شمس محسن، في حديث الى (المدى برس)، “ولدت بإعاقة جعلتني جليسة البيت ولم أدخل المدرسة يوما لكني رغم ذلك تعلمت القراءة والكتابة في منزلي بمساعدة عائلتي ووالدتي معلمة ووالدي استاذ جامعي”.
وتضيف شمس “لقد تعلمت فن الكروشيه والتطريز والحياكة والتصميم والخياطة لأحطم قيود الحياة واستغلال الوقت الطويل الذي أعيشه بمساعدة والدتي التي كان لها الفضل الكبير فقد علمتني الحياكة والخياطة وهو ماساعد على قضاء وقت فراغي فضلا عن دعم والدي الذي لم يبخل علي بشيء وخالي الذي يمولني بالخيوط التي أحتاجها للخياطة والحياكة والتطريز”.
وتبين شمس “كانت بداياتي بهذا الفن مقتصرة على الحياكة بالسنارة فقط لكن وبمرور الوقت وبمزاولة هذا الفن تعلمت الحياكة وقمت بحياكة أعمال تراثية مستمدة من واقعنا العراقي الاصيل بكل انواعها فضلا عن الخياطة”.
وتوضح الشابة شمس أن “عمل أية قطعة لا يستغرق الا أياما قليلة مهما كانت صعوبتها لاني اعمل عليها ليلا ونهارا من اجل انجازها سيما اذا كانت مطلوبة من الاصدقاء والاقرباء وهناك العشرات من الطلبات ترد لي اضافة لطلبات عائلتي”.
وتشير الفتاة العشرينية “لقد أقمت معرضا بسيطا في مركز تأهيل الجرحى وسط مدينة الحلة عرضت به عدداً من أعمالي برعاية منظمتي بابل لحقوق الانسان وبرلمان الشباب من أجل تعريف المواطنين بأعمالي والنهوض والاستمرار والابداع والتواصل وأمنيتي الكبيرة إقامة معرض كبير وشامل للحياكة الشعبية وأطرز على كل قطعة حياكة صورا من بلادي الا انه بحاجة للوقت والدعم المادي لعمل القطع الكافية”.
من جانبها قالت الناشطة في حقوق المرأة في بابل زينب يحيى في حديث الى (المدى برس)، تعرفت على شمس عبر موقع التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك )، وتواصلت معها حتى إلتقيتها بشكل مباشر ومن يراها يظن إنها طفلة وفي الحقيقة هي شابة من (ذوي المواهب الخاصة)، تمتلك من القوة والإصرار ما لايمتلكه الإنسان الطبيعي لتقول للعالم اجمع إن الإعاقة إعاقة الروح وليست اعاقة الجسد”.
وتضيف يحيى “حين رأيتها اخذت على عاتقي تحقيق ولو جزء بسيط من آمالها وهو اقامة معرض لها وتجربة هذه الشابة تمثل انموذجا حيا لاصرار الفرد على محاربة وتحدي كل المعوقات التي تقف بوجه الانسان وتمنعه من ممارسة الحياة الطبيعية بكل مباهجها”.
وتدعو يحيى الحكومات والمؤسسات الى “تبني مثل هكذا اشخاص ومساعدتهم في الاستمرار من خلال توفير كافة السبل اللازمة لانتاج مايمكن انتاجه من اعمال هكذا شباب والعمل على اعطائهم فرصة جادة في تناسي عوقهم من خلال جعلهم اشخاصا منتجين في مجتمع يعامل الاصحاء ويقابلهم بالبطالة والعطل الدائم”.