أكدت أستاذة علم الحركة والإعاقة بكلية التربية الأساسية د. مريم عرب، وهي أول متخصصة في الكويت وفي الخليج في مجال التربية البدنية والرياضة لذوي الإعاقة، عدم وجود دمج تعليمي مدروس علمياً لذوي الإعاقة في مدارس الكويت، وأن الدمج المطبق مجرد تجارب فقط على فئات بطيئي التعلم، وليس دمجاً حقيقياً، مشددة على ضرورة دمج هذه الفئة ضمن خطة التنمية الوطنية.
دمج تجريبي
وزادت بالقول «ان ما يحدث فعلا هو دمج للمعاقين بدون توفير البيئة التعليمية والتربوية المناسبة المتكاملة والمهيأة لظروفهم الصحية، مثنية على عملية الدمج في الولايات المتحدة الأميركية التي تتم في مرحلة رياض الأطفال بخلاف الأمر في الكويت التي تفتقر لهذه الخطوة في هذه المرحلة العمرية، كما أن الدمج في المرحلة الإبتدائية مجرد تجربة».
ودعت عرب إلى ضرورة تهيئة البيئة التربوية عند التجربة من حيث الهيكلة المعمارية (المباني) فضلاً عن تهيئة افراد الهيئة التدريسية الذين يفتقرون إلى طرق التدريس والدورات التدريبية حول كيفية التعامل مع هذه الفئة، بالإضافة إلى أهمية تهيئة الطلبة الأصحاء الذين يتم دمجهم مع أقرانهم من ذوي الإعاقة وذلك تجنباً لردود الفعل السلبية.
خبرات متخصصة
وانتقدت عرب عدم الاستفادة من خبرات وخدمات المتخصصين في شؤون ذوي الإعاقة وتسخيرها في خدمة هذه الفئة رغم توفير الدعم المادي لهم من قبل الدولة، متسائلة لماذا لا تتم الاستفادة من خبراتنا في وزارة التربية أو الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة أو أي من الأجهزة المعنية بحقوق هذه الفئة؟
وفي السياق ذاته،أشارت عرب إلى محاولاتها الحثيثة في تغيير مناهج التربية البدنية في مدارس التربية الخاصة من منطلق خبرتها في هذا المجال غير أنها غير مثمرة.
وتحدثت عرب عن ماهية تخصصها النادر المتعلق برياضة ذوي الإعاقة وتأهيلهم بدنياً ورياضياً لرفع كفاءة الأجهزة الفسيولوجية المختلفة لديهم في الجسم،لافتةً إلى دورها الأكاديمي في تأهيل مدرسات المستقبل في تخصص التربية البدنية حول كيفية التعامل مع تلاميذهم من ذوي الإعاقة.
وأشارت إلى ندرة المتخصصين في مجال التربية البدنية لذوي الإعاقة، لافتة إلى عدم تناسب مناهج التربية البدنية وعدم كفاءة وتخصص أعضاء الهيئة التدريسية العاملين في مدارس التربية الخاصة في تدريسها، حيث أنها تناسب الطلبة الأسوياء وهو خطأ كبير على حد ما اعتبرته لعدم مراعاة الفروق الفردية.
مركز خدمات أكاديمي
وأشارت عرب إلى معاناة ذوي الإعاقة فيما بعد التخرج، حيث لا توجد خطة التحول من الدراسة الثانوية والأكاديمية إلى سوق العمل، كما لا يوجد مركز خدمات أكاديمية تكنولوجية في كل جامعة متخصص في خدمة ومساعدة الطلبة من ذوي الإعاقة ويوفر معينات مساعدة لهم.
وتطرقت عرب بالحديث عن تجربتها الوظيفية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت تواصل مسيرتها التعليمية في الدراسات العليا هناك، حيث قامت بتدريس طلبة ذوي الإعاقة تطوعاً في المدارس الحكومية بولاية كاليفورنيا، ولمست مدى الاهتمام برياضة ذوي الإعاقة في أميركا، حيث الحرص على وجود معلم رياضة عام وآخر متخصص لذوي الإعاقة في كل مدرسة.
ثقافة قانونية
انتقدت عرب عدم تفعيل القوانين ونقص الثقافة والوعي لدى بعض أولياء أمور ذوي الإعاقة بالقوانين الخاصة بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يوجد من يلجأ للقضاء في حال عدم تطبيق القانون وعدم توفير بيئة تربوية ووظيفية مناسبة.
انتهاك الحقوق
فيما اعتبرت د. مريم عرب أن الكويت من الدول السباقة في مجال الاهتمام بذوي الإعاقة ومنحهم كل حقوقهم، أقرت بعدم احترام أبسط حقوقهم مثل التسابق على انتهاك المواقف الخاصة بهم، كما أن المباني غير مؤهلة إلى جانب عدم توفير الوظائف التي تتناسب وظروفهم إلى جانب عدم منحهم الأولوية في إنجاز معاملاتهم.
تغيير ثقافة المجتمع
دعت عرب إلى ضرورة تغيير ثقافة المجتمع ونظرته السلبية القائمة على محدودية سقف التوقعات فيما يتعلق بإنجازات ذوي الإعاقة وقدرته على العطاء في شتى المجالات.
الدفاع عن ذوي الإعاقة
طالبت عرب بوجود ناشطين من ذوي الإعاقة ليدافعوا عن حقوقهم المدنية، وليكونوا لسان حال هذه الفئة، وليتبنوا قضاياهم كونهم الأقدر على توصيل همومهم ومعاناتهم للمسؤولين.
غصة
اشتكى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم من عدم وجود صعدات للكراسي المتحركة في بعض جهات الدولة، مما يعرض المعاقين حركياً لصعوبة التحرك والتنقل من أجل إنجاز المعاملات.
وأكدوا ان سوء التخطيط وراء هذه المشكلة التي تضاعف معاناتهم.
[IMG]http://im36.gulfup.com/2yeck.gif[/IMG]
مريم عرب
[IMG]http://im36.gulfup.com/BPxg5.gif[/IMG]
إحدى الفعاليات الرياضية