في مثل هذا اليوم، وتحديدا في 13 يناير 1991 قامت القوات العراقية الغازية بعملية إعدام المواطنة الكويتية أسرار القبندي ثم قامت بإلقاء جثتها أمام منزلها، في عملية تنم عن خسة ودناءة القوات الغازية.
وكانت الشهيدة أسرار القبندي وقعت في الأسر لدى القوات العراقية الغازية في 4 نوفمبر 1990 بالغزو العراقي، حتى استشهدت في 13 يناير 1991، وتكريما لها سميت مدرسة بإسمها في منطقة الدسمة في عام 1997 وحديقة باسمها .
ابنة الكويت البارة، وبطلتها الفذة وشهيدة الحق، بإذن الله، أسرار محمد القبندي ( 1991/1959 )، تلك الفتاة النجيبة التي تفوقت في دراستها، فحازت شهادات عليا في الاقتصاد والتربية وتأهيل المعاقين والكمبيوتر، وتميزت في عملها في زمن كويت السلام والمحبة، فهي صاحبة أول حضانة كويتية لرعاية المعاقين، فلما جاء الغزو العراقي توجت أسرار حياتها بالنضال والصمود والمقاومة الشرسة للغزاة حتى أرهقتهم وترصدوا لها في كل موقع، وكانت من أوائل المطلوبين على قائمة المقاومة الكويتية الباسلة، ولما قبض عليها العراقيون بعث لها الرئيس العراقي الهالك مبعوثاً خاصاً يستجوبها، وقيل إنه قابلها بنفسه فأسمعته كلاماً أغاظه عن الكويت وأهلها.
ومن بطولات الشهيدة أسرار القبندي، فهي من أوائل من التحق بالمجموعات المقاومة للاحتلال من أيامه الأولى، وتواصلت مع الحكومة الكويتية في الخارج مرات ومرات، وخرجت من الكويت إلى الخفجي، وعادت أكثر من مرة عن طريق البر تحت أرتال الدبابات والآليات العراقية الغازية، نقلت مستندات وبيانات فائقة الأهمية من البلد للخارج، تنكرت في هويات آسيوية لتخترق مواقع مهمة أثناء الغزو، وشاركت في توزيع الأموال على الصامدين المرابطين، نقلت أسلحة ومعدات للمقاومة بكل شجاعة وإقدام، قامت بتزوير هويات الشخصيات المهمة داخل الكويت من شيوخ وقيادات لحمايتهم من خطف وأسر العراقيين، شاركت في إيواء الأجانب وإبعادهم عن الجيش العراقي، وهي أول من اخترق الحصار الإعلامي العراقي لكويت الداخل عندما أجرت أول مكالمة هاتفية عبر الأقمار الاصطناعية مع المذيعة الأميركية الشهيرة باربرا والتزر من قناة الـ «سي إن إن» وحدثتها على الهواء مباشرة عن معاناة الكويتيين تحت الغزو والبطش الذي يمارسه الغزاة وأوضاع الصامدين تلك الأيام، وكان معها د. هاشم بهبهاني.