استطاع الشاب ممدوح أبو روزة البالغ من العمر 15 عامًا، الذي يعاني من شلل دماغي تعرض له أثناء الولادة، أن يتغلب على إعاقته التي أدت إلى عدم قدرته على تحريك أطرافه أن يمارس هواية الرسم التشكيلي باستخدام فرشاة تم تصميمها له خصيصًا يضعها فوق رأسه.
الفرشاة عبارة عن طوق تم صناعته من مادة البلاستيك بحيث يوضع على الرأس وبه الريشة التي يتم تثبيتها بواسطة لاصق، يستطيع من خلالها أن يحرك الريشة عندما يقوم بتحريك رأسه، والرسم وتلوين لوحاته التشكيلية دون أن يستخدم أطرافه.
العشق الذي يختزله هذا الشاب في نفسه عندما كان صغيرًا تجاه هذه الهواية هو ما دفعه لتعلمها عندما كبر، ليصبح فيما بعد مبدعًا بالرغم من أن إعاقته تعد من الإعاقات الشديدة التي لا يمكن لأي شخص يعاني منها من ممارسة أي نشاط، ولكن عندما هيئت له الظروف المناسبة داخل أروقة جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية «مجمع الأمير سلطان للتأهيل» تمكن من اكتساب المزيد من المهارات التي من خلالها استطاع أن يتعلم أساسيات هواية الرسم، بجانب الدعم والتشجيع الذي لاقاه من قبل المختصين في الجمعية، عندما وجدوا فيه الرغبة الكبيرة في تعلم وممارسة الرسم وممارستها بكل احترافية، بالإضافة إلى الفرشاة التي صممت خصيصًا له التي أثرت كثيرًا في نفسه، بأن جعله شخصًا قادرًا على الاعتماد على ذاته أثناء قيامه برسم أي لوحة تشكيلية.
معلم التربية الفنية في جمعية المعاقين عندما اكتشف أن هذا الشاب يملك القدرات العقلية التي تمكنه من اكتساب الكثير من مهارة الرسم أثناء الحصص الدراسية التي تعطى للمعاقين داخل الفصول الدراسية بالجمعية، بدأ بتدريبه بشكل مكثف من خلال كيفية استخدام الريشة بالرأس، وعندما تمكن من التحكم الجيد بالريشة انتقل معه إلى كيفية رسم لوحة تشكيلية باستخدام الألوان، وعندما أتقن تلك المتطلبات أصبح يعتمد على نفسه حين يطلب منه أن يرسم أثناء حصة التربية الفنية وغيرها، بل إنه أصبح حاليًا من الطلبة الذين يشاركون بلوحاتهم التشكيلية في المعارض الفنية التي تنظم داخل الجمعية وخارجها.