0 تعليق
950 المشاهدات

لبنى مصطفى … تحدّت الإعاقة الذهنية وحصدت البطولات



لبنى مصطفى… بطلة سباحة صححت مفهوما خاطئا سائدا في مجتمعنا عن الإعاقة الذهنية التي يعتبرها كثيرون عبئا ثقيلا يجب إخفاؤه عن أعين الناس، ولكن في مسيرتها حكاية ومشوار مضيء بالإنجازات والبطولات.
تبلغ لبنى من العمر 20 عاما، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها استطاعت رغم إعاقتها أن تصبح بطلة في لعبة السباحة، وتمكنت من حصد كثير من الميداليات والبطولات المحلية والعربية والدولية، فحصلت على لقب بطلة العالم في السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة العام 2007 في الصين واليونان، كما كسرت أرقام من سبقوها إلى اللقب وتمكنت من تسجيل رقم خاص بها بالبطولة لم يستطع أحد تخطيه حتى الآن.
وتـــقول عن حبها للسباحة والتمــــرين: «منذ صغري وأنا أحب الســــــباحة جـــدا، وكــــنت أتعب في البداية من التمرين، لكن عندما حقــقت بطولات زاد حماسي لكي أحصد المزيد من البطولات، فكنت أزيد عدد ساعات التمرين، والآن وصلت لساعة متواصلة كل يوم من التمرين، ومدربي يشجعني كثيرا، وفي كل بطولة يحفـــزني ويقول لي لا بُد أن تَــصلي للمركز الأول، وتفوزي بميدالية ذهب».
وعن مشاركتها في بطولات الفترة المقبلة أضافت: «سأشارك في بطولة إقليمية في شهر مايو المقبل، وفي بطولة العالم 2015».
أما والدة لبنى فقالت: «إن أي أم عندما ترزق بطفل معاق تصاب بصدمة شديدة جدا، لأن طفلها سيكون منبوذا من المجتمع المحيط به نظرا لمعتقداتنا ومفاهيمنا الخاطئة، حيث يعتبره كثيرون طفلا مشوها».
وتابعت: «كنت واحدة من هؤلاء؛ في البداية أصبت بصدمة شديدة ودخلت في مرحلة اكتئاب، الى درجة أنني فكرت في الانتحار لرفض من حولي للطفلة، ولكن كما رزقني الله بها، رزقني أيضا الصبر وأنزل في قلبي الرضا والطمأنينة».
وأشارت لـ«الراي»، أنها ورغم حصولها على ليسانس آداب – قسم تاريخ، فإنها تسعى للحصول على كورسات وورش خاصة بالمعاقين وكيفية التعامل معهم وفهم مجتمعهم، كما توجهت أيضا لتحضير دراسات في التربية الخاصة بالمعاقين، وحينها استوعبت أن هؤلاء الأطفال هم أكثر فئة قابلة لتلقي الإرشادات والتكيف مع المجتمع، وأن كل ما يفرقهم عن الأشخاص الأسوياء هو التحصيل العلمي لأنهم أقل قدرة في تلقي المعلومات عن الآخرين».
وتابعت والدة لبنى: «بعد ذلك وجهت لبنى لمدارس خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وكان من ضمن الأنشطة ممارسة السباحة، ولكنها كانت سباحة علاجية لأنهم يصابون بمشكلات كثيرة في الرئة، ومع الوقت اكتشفت أن لبنى أصبحت تحب السباحة جدا، وتتعلق بها فاشتغلت على هذا الأمر، وكنت أتوجه للنوادي لأساعدها على ممارسة السباحة، ومن هنا بدأت تشارك في البطولات، فكانت أول بطولة لها وهي في سن سبع سنوات، حيث شاركت في بطولة الجمهورية وتمكنت من حصد المركز الأول وبعدها بطولة كأس مصر، وأيضا حققت المركز الأول».
وذكرت أنها شاركت بعد ذلك في الكثير من بطولات الجمهورية وكأس مصر، وبعدما حققت الكثير من بطولات اشتركت لها في نادٍ لتخوض المسابقات باسمه، وهو نادي اتحاد الشرطة، بعدها سمعت عن «الأولمبياد الخاص المصري»، وهي هيئة خاصة بممارسة الرياضة والبطولات الدولية والعالمية للإعاقات الذهنية، وفي هذا الوقت كانوا ينظمون مسابقة، فشاركت لبنى فيها وسجلت المركز الأول، ولذلك اختاروها للانضمام إلى البعثة المتوجهة للمشاركة في بطولة أبوظبي العربية، وكانت أصغر مشتركة في البعثة عن سن عشر سنوات وحصدت المركز الأول.
وأضافت: «بعد ذلك شاركت لبنى في بطولة العالم العام 2007، وهي في سن 14 سنة، وكانت أول فتاة مصرية في المنتخب المصري تحصد ميدالية ذهبية في البطولة، وسجلت رقما خاصا بها لم يتخطاه أحد حتى الآن. وبعد هذا الإنجاز بفترة قصيرة شاركت في 4 بطولات عربية، وحصدت المركز الأول، وفي الأخيرة حصلت على لقب بطولة الباراليمبيا «الأولمبياد الخاصة لعام 2013»، وفي كل البطولات التي شاركت فيها كانت دائما تسجل مركزا أول ما عدا بطولة واحدة فقط، سجلت فيها المركز الثاني وكان بسبب مرضها الشديد في هذا اليوم».
وعن الحقوق المهدورة لذوي الاحتياجات الخاصة، قالت والدة لبنى إن «هذه الفئة غير معترف بها في المجتمع، حتى الرياضة التي يمارسونها ويحققون فيها بطولات غير معترف بها من قبل وزارة الرياضة، التي لا تسعى لتكريمهم معنويا أو حتى ماديا، أنا لا أطلب لابنتي سوى المساواة، خصوصا أنها بطلة ترفع علم مصر بين دول العالم».

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3773 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4150 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0