0 تعليق
1526 المشاهدات

قياديون ناجحون.. رغم الإعاقة



سلط قياديون من ذوي الاحتياجات الخاصة في الجهات الحكومية الضوء على أبرز مشاكلهم، واختصروها بالمحسوبية التي تؤخر ترقياتهم.
وأكدوا أنهم انتصروا على الإعاقة، لكنهم هُزموا أمام الروتين وكسر القانون.

هزموا الإعاقة وأحرزوا تفوقا ملموساً في مجالهم الوظيفي، وأثبتوا أن الإعاقة في الروح لا الجسد وأن المرء إذا منحه الله عقلا متوهجا ونفسا متحفزة للنجاح بجانب الوعي والثقافة فإنه لا شك سيحرز المزيد من التفوق إذا أتيحت له الفرصة.
إنهم فتية آمنوا بالوطن وساروا على طريق الكفاح وتفوقوا علميا وعمليا فأثمرت رحلة كفاحهم بأن وصولوا إلى مناصب قيادية في عدد من جهات الدولة رغم الإعاقة، بل بالعكس فإن ظروفهم الجسدية كانت دافعا لهم لتعزيز الثقة بالنفس وإثبات انهم ليسوا أقل كفاءة من غيرهم.
ومما لاشك فيه ان إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في صنع القرار وتوطينهم في المناصب القيادية في المجتمع الذين ينتمون إليه أسوة بنظرائهم الأصحاء حق مشروع وواجب وطني يسهم في تعزيز مشاركتهم الإجتماعية وإعطائهم مكتسباتهم القانونية والدستورية.
القبس التقت بعدد من النماذج القيادية من ذوي الإعاقة وسلطت الضوء على واقعهم الوظيفي واستعرضت تجاربهم في خوض العمل القيادي فضلا عن أبرز التحديات التي وقفت حائلاً أمام مسيرتهم العملية، حيث أجمعوا على أن ذوي الإعاقة قادرون على تقلد هذه المناصب القيادية وإدارتها، منتقدين عدم منحهم الأولوية في تولي مثل هذه المناصب.
كما تساءل القياديون: هل باتت المناصب العليا حكراً على الأصحاء؟

أول مديرة مساعدة في مدارس التربية الخاصة عواطف العنزي:
إعاقتي البصرية لم تضعف ثقتي بنفسي وكنت الأولى على دفعتي
أكدت عواطف العنزي وهي أول مديرة مساعدة من ذوي الإعاقة في مدارس النور مشتركة – بنات التابعة لإدارة مدارس التربية الخاصة ( من فئة المكفوفين) أن قانون المعاقين الجديد يكفل لذوي الاحتياجات الخاصة الحق للترشيح في المناصب القيادية أسوة بالمبصرين، منتقدة محدودية مدارس المكفوفين الأمر الذي يجعل المعلم الكفيف ينتظر دوره مقابل ترقية نظيره المبصر أو نقله إلى مدرسة أخرى مما يسبب لنا التأخير في الترقية للوظائف الإشرافية.
وطالبت العنزي بمنح المعلمين من فئة ذوي الإعاقة الأولوية في تولي المناصب القيادية في مدارس التربية الخاصة، مشيرة إلى أن المعلم المبصر يستطيع أن يعمل في مدارس التعليم العام.

صعوبات
وعن الصعوبات التي وقفت حائلاً في طريقها أمام وصولها لهذا المنصب، بينت العنزي أن تسلحها بالإرادة القوية والثقة بالنفس دفعها للترشح لهذا المنصب، حيث حصلت على المركز الأول على الدفعة المكونة من 60 فردا من المبصرين، مشيرة إلى مبدأ المعاملة بالمثل فيما يتعلق بالترقيات والكوادر والامتيازات المالية أسوة بنظرائهم الأصحاء.
وأشارت العنزي إلى محدودية المناصب القيادية لذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة إلى أنها لم تترشح لمنصبها الحالي (مديرة مساعدة) إلا بعد مرور ست سنوات بحجة عدم وجود شواغر.
وطالبت العنزي بتكريم المعلم المتميز في مدارس التربية الخاصة أسوة بمدارس التعليم العالي، حيث يتم تهميش المعلمين في مدارس الأولى من نيل شرف تكريم المعلم المتميز رغم وجود المتميزين منهم، مضيفة أنه «ما يقارب 8 سنوات ونحن لم نر أي معلم معاق متميز حاصل على هذا التكريم».

د. زكي السليمي أول وكيل مساعد من ذوي الاحتياجات الخاصة:
المحسوبيات أخّرت ترقيتي في الشؤون طويلاً
د. زكي السليمي (من فئة المكفوفين) نموذج يحتذى به في الطموح والتفوق، فهو أحرز نجاحا علميا وعمليا، وقد تم تعيينه وكيلاً مساعداً للشؤون القانونية في وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل العام المنصرم بقرار وزاري في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الكويت.
وانتقد لـ القبس محدودية المناصب القيادية التي يشغلها ذوو الإعاقة في الجهات الحكومية مقارنة إلى عددهم في المجتمع الكويتي، لافتاً إلى أنه لا توجد نسبة وتناسب بين تعدادهم وتوطينهم في هذه المناصب، رغم أن العديد منهم يحملون مؤهلات عليا، أما على صعيد مؤسسات المجتمع المدني فنجد أن عدداً لا بأس منهم يتولون إدارة جمعيات النفع العام المعنية بذوي الإعاقة.
وعن حقهم في مسألة الترقيات والإمتيازات المالية، اعتبر السليمي أن القانون لا يميز بين ذوي الإعاقة ونظرائهم الأصحاء فيما يتعلق بالجوانب المالية من حيث البدلات والكوادر المالية، أما فيما يتعلق بالترقيات سواء في الوظائف الإشرافية او تلك التي تمت بالإختيار فنجد أنه لا يتم منح هذه الفئة الأولوية في الترقيات، في حين أن القانون يكفل لهم هذا الحق عن غيرهم من الموظفين الأصحاء لكونهم بذلوا جهداً مضاعفاً للوصول إلى هذا التميز .
واستذكر السليمي الصعوبات التي اعترضته خلال مسيرته العملية وتدرجه الوظيفي، حيث ذكر أنه حاصل على مؤهل دكتوراه عام 1991 وعمل في الشؤون منذ عام 1981 ومن ثم انتقل للعمل في القطاع القانوني ولم يكن هناك من يحمل هذا المؤهل سواه، غير أنه نتيجة للعلاقات والمحسوبيات السياسية والتي أدت إلى استخدام آخرين للمناصب الإشرافية في الوزارة وحرمانه منها إلى أن جاءت مساعي الوزير الشؤون السابق محمد العفاسي وهو أول من تبنى ترقيتي إلى وظيفية قيادي غير أن جهوده لم تكن مثمرة، مثمنا إصدار قرار وزاري بتكليفي في هذا المنصب القيادي الذي لم يصدر مرسوم بتعييني في هذا المنصب إلى حد الآن.

نائب رئيس نادي المعاقين منصور السرهيد:
إعاقتي الحركية حفّزتني على النجاح
طالب نائب رئيس نادي المعاقين وأمين سر جمعية الصليبخات والدوحة التعاونية منصور السرهيد الحكومة بتوفير مزيد من الاهتمام بحقوق ذوي الإعاقة، فيما يتعلق بالتوظيف في المناصب القيادية، مؤكدا أن إعاقته الحركطية كانت حافزا لنجاحه وتفوقه.
وطالب السرهيد الحكومة بتعيين أحد أفراد ذوي الإعاقة في المجلس البلدي، نظراً لحاجتهم إلى بيئة خاصة ومهيأة لهم من حيث المباني والطرق والمجمعات المناسبة وظروفهم الصحية، لافتاً إلى حقهم في الترقيات والحصول على الامتيازات المالية التي كفلها لهم قانون المعاقين الجديد.
وأشار إلى اختلاف نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة وقصرها على التأمل والترقب بما سيقدمه فقط من دون النظر إلى الإنجازات التي يمكن أن يحققها ويتفوق بها عن قرينه السوي، وهي النظرة الغائبة في المجتمعات المتقدمة، مبينا أن هذه الفئة قادرة على العطاء والإنجاز وإدارة المناصب القيادية، والدليل على ذلك قيادتهم لجمعيات النفع العام المعنية بحقوقهم وتحقيق الإنجازات العديدة والبصمات الواضحة.

حق مشروع
منصور السرهيد لم يواجه أي صعوبات للوصول إلى منصبه القيادي في نادي المعاقين على حد قوله لاقتناعه بأن هذا المنصب حق لهذه الفئة ولا يمكن أن يديره غير ذوي الإعاقة لكونهم الأكثر إلماماً ودراية بظروف ومتطلبات هذه الفئة في النادي.

ظلم لأسباب مجهولة!
قالت عواطف العنزي «مديرتي رشحتني ثلاث مرات في تكريم المعلم المتميز كما حصلت على دورات تدريبية في مدارس التربية الخاصة وشاركت في حلقات نقاشية عديدة بالإضافة إلى ورش العمل والإشراف على المعارض، غير أنه تم استبعادي من الترشح من هذا التكريم لأسباب مجهولة». واشتكت العنزي من تهميش المعلمين من ذوي الإعاقة في مدارس التربية الخاصة، حيث لا يوجد من يسمع همومهم ومتطلباتهم، كما أن المباني غير مناسبة وظروفهم الصحية علاوة على أن المعدات قديمة ومتهالكة.

إنسانية ومواطنة
طالب الوكيل المساعد في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل د. زكي السليمي بضرورة تغيير ثقافة المجتمع وقناعاته تجاه ذوي الإعاقة، ويجب ألا تكون إعاقتهم سببا للتمييز، فالإنسانية والمواطنة هما القاسم المشترك بيننا جميعا.

[IMG]http://im32.gulfup.com/E5HHM.jpg[/IMG]
زكي السليمي

[IMG]http://im32.gulfup.com/4uc0W.jpg[/IMG]
عواطف العنزي خلال عملها في مطبعة المكفوفين

[IMG]http://im32.gulfup.com/qXJXn.jpg[/IMG]
منصور السرهيد

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0