استطاعت “سلوى حمزاوي” الشابة الطموحة ذات الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، أن تتجاوز إعاقتها الجسدية لتسمو بنفسها وتنقل أحلامها من عالم الخيال فتجسدها على أرض الواقع، فبالمثابرة والاجتهاد تمكنت من حصاد لقب بطلة للجزائر في ألعاب القوى، وشغل منصب في المجلس البلدي. “سلوى” زارت “الشروق” لتسرد حكاية تميزها كي تكون انطلاقة جديدة لآلاف القصص المشابهة.
سلوى” ابنة مدينة خنشلة، صاحبة 30 عاما، متحصلة على شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية، وهي بصدد التحضير للدراسات العليا، ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد بل التحقت بكلية الأدب العربي كطالبة في السنة الثالثة جامعي، وهي عضوٌ في المجلس الشعبي البلدي بعين الطويلة، وبطلة الجزائر لمرتين على التوالي في ألعاب القوى بالإضافة لكونها نائبة رئيس المنتدى الجزائري لذوي الإعاقة.
حدثونا كثيرا عنها فوجدناها تشع نشاطا وحيوية، وابتسامة أمل وتفاؤل تشرق على وجهها الضاحك الجميل، فراحت تحكي لنا بعفوية تحدِّيها لإعاقتها قائلة: ولدت في أسرة بسيطة ومتواضعة متكونة من 6 أفراد وكنت الوحيدة من بينهم التي تعاني من إعاقة حركية أصبتُ بها وأنا رضيعة إثر حمى قوية لم تُعالج على الفور، لكن ذلك لم يحبط من عزيمتي يوما، عندما بلغت سن التمدرس لم يكن لديَّ كرسي متحرك فكان إخوتي يضطرون لحملي يوميا إلى المدرسة، وأكثر ما كان يحز في نفسي هو رفض بعض المعلمين تواجدي في أقسامهم ومطالبتي باستمرار التوجه إلى مدرسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لكن مدير المدرسة ساندني كثيرا وساعدني في الحصول على كرسي متحرك وشجعني على مواصلة دراستي لأجتاز كل مراحلي التعليمية وحتى الجامعة بنجاح، وقد تلقيت الدعم المطلق والتشجيع من عائلتي فهم من حفزوني على ممارسة ألعاب القوى واستطعت إحراز اللقب منذ 2010 إلى غاية 2012، لكنني توقفت بسبب مشاكل مع رئيس النادي. كما شجعوني على دراسة الأدب العربي نظرا لميولي الأدبية وشغفي بكتابة الخواطر.
وتستطرد سلوى: لكنني وبرغم كل ما حققته من نجاحات إلا أنني لازلت أكابد الويلات من نظرة المجتمع لي فالجميع ينظر لإعاقتي ويعاملني بداعي الشفقة، إنهم يرفضونا كشريحة ويحرموننا من أبسط حقوقنا كالنقل مثلا، لتضيف حتى حلمنا في تكوين أسرة لا يزال موقوف التنفيذ. وتحلم “سلوى” وغيرها من المنتمين لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة حياة عادية مثل بقية الأصحاء، هو حلمٌ يراودهم باستمرار ويسعون للعمل على تحقيقه.