تجارب واقعية .. هموم وشجون.. رسائل وخبرات .. قصص حقيقية لنجاحات متنوعة، سطرها عدد من المؤلفين المهتمين بشؤون ذوي الإعاقة وأولياء أمور، الذين حرصوا على تدوين ونقل عصارة خبراتهم لتكون تجاربهم منارة تضيء درب ذوي الإعاقة والأسر الحديثة ودليلا إرشاديا لهم.
التقت عددا من المؤلفين في شؤون ذوي الإعاقة، وسلطت الضوء على مؤلفاتهم وأبرز المحاور التي ارتكزوا عليها في كتاباتهم، فضلاً عن الدوافع التي قادتهم الى انتهاج هذا الدرب، حيث استعرضوا تجاربهم وخبراتهم ورقياً، منتقدين عدم اهتمام القراء بمتابعة الكتب المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، مطالبين بالالتفات إليها لتعزيز الوعي المجتمعي بأمورهذه الشريحة، فضلاً عن التعرف على عالمهم عن قرب وكيفية التعامل معهم .
محطتنا الأولى كانت مع الإخصائية الاجتماعية أديبة ثامر الميان مؤلفة كتاب «درب الأمل»، الذي يأتي ليسد فراغاً في المكتبة العربية يحتاجه المجتمع كونه يأتي بصورة «دليل عملي» يرشد المتعاملين من ذوي الإعاقة من خلال توفير الدعم والتحفيز لهذه الفئة وأسرها من خلال إيراد قصص حقيقية لـ «نجاحات» لنخبة طيبة من ذوي الإعاقة والإطلاع على تجاربهم لتكون نوراً يتطلع اليه أبناء هذه الفئة وأسرهم لتضيء لهم الدرب وبأن لهم مكاناً في طريق النجاح.
وحرصت الميان، من خلال عملها في مدارس التربية الخاصة وتعاملها مع التلميذات بمختلف إعاقاتهن وأولياء أمورهن بدءاً من مرحلة الروضة حتى الثانوية، على مشاركة المجتمع والأسر التي لديها أفراد من ذوي الإعاقة حديثاً من خلال خبرتها التي اكتسبتها حول كيفية التعامل مع الحالة أينما كانت.
باكورة البرنامج
وفي هذا الصدد ، قالت الميان إن هذا الكتاب هو باكورة برنامج مجموعة الدنيا التي لاتزال بخير لرعاية إبداعات الخبراء والمتخصصين برعاية مشروع «بيت السفير» للمؤسس جمال عبد المنعم الدوسري، لافتةً إلى أن الكتاب يغطي ثلاثة فصول وهي، لمحة تاريخية عن معالم التربية الخاصة في الكويت وتطورها، إلى جانب تعريف أساليب وطرق التعامل مع مختلف الإعاقات، والفصل الأخير يسرد قصصاً وتجارب لبعض النماذج وأبرز الصعوبات التي واجهتهم.
تجارب
وتطرقت الميان بالحديث عن تجربتها في ميدان العمل التربوي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى بداية تعيينها كإخصائية اجتماعية في مدرسة النور والأمل(بنات) التابعة لإدارة مدارس التربية الخاصة التي ترعى فئة المكفوفين والصم من الطالبات، ومن ثم إخصائية اجتماعية أولى في هذه المدرسة عام 1989حيث استمرت في عملها قرابة عشرين عاماً.
تعاون
وزادت الميان بالقول بـ«التعاون مع زميلات العمل وإدارة المدرسة من خلال مجلس الأمهات والمعلمات حاولنا أن نسهل ونساعد من يواجه العديد من الضغوط في التعامل مع الطالبات وطريقة التعلم، فضلاً عن مشاركة أولياء الأمور في وضع برامج تدريبية لهم على طريقة برايل للكفيفات ولغة الإشارة للصم وغيرها من البرامج والمشروعات، مثنية على مهنة الخدمة الاجتماعية القائمة على مساعدة الطالبات في أن يكن أفراداً مستقلين في حياتهن قدر الإمكان والتواصل مع أسرهن والتدخل المبكر لتدريب الطفل المعاق.
أما لولوة حمادة فهي مؤلفة مجموعة كتب وعن ذلك تقول: المكتبة العربية تعاني فراغا في كتب ذوي الاحتياجات الخاصة.