بعد نحو أربعين عاما حفلت بلقاءات أجيال تعاقبت عليها أضحت ديوانية الرعيل الأول مكانا يجمع كبار السن مستذكرين ومجسدين الماضي الجميل في آن معا، لكن قطار الزمن يبدو أنه أراد ان يضع لهذه الديوانية نهاية لا يريدها روادها فهي بالنسبة لهم ذاكرة يريدون تنشيطها لا محوها، لذلك فإن صدمتهم كانت كبيرة والمفأجاة أذهلتهم امس الأول حيث فوجئوا بوفد من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة يطالبهم بتسليم الديوانية للهيئة لتحويلها الى مقر للألعاب الذهنية ولعبة الدامة ما جعلهم يرفضون تسليمها الا عن طريق كتاب رسمي من قبل رئيس مجلس ادارة المقاهي الشعبية وديوانية الرعيل الاول عبدالرحمن اامزروعى والتقت مجموعة من رواد الديوانية للتعرف اكثر على هذه المشكلة التي يواجهونها حيث اجمعوا على مناشدة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بسرعة التدخل ووقف قرار تحويل هذه الديوانية الى ناد للدامة.
ووصف خالد العصفور- وهو احد رواد الديوانية-: ما يتعرضون له بأنه «ظلم واجحاف «بحقنا كوننا من كبار السن ومن رواد هذه الديوانية، مشيرا الى ان باستطاعة الهيئة العامة للشباب والرياضة ايجاد مكان بديل عن هذه الديوانية في ارجاء البلاد من مراكز الشباب وغيرها من المراكز التابعة لها.
وقال العصفور اننا لا نملك مكانا اخر للترفيه عن انفسنا وعن همومنا الا هذه الديوانية، متسائلاً: لماذا الاصرار على ان يأخذوا هذا المكان الذي ليس لدينا مكان غيره نلجأ له؟ لافتا الى ان هذه المشكلة اصبحت مأساة لن تحل الا عن طريق التدخل من قبل صاحب السمو امير البلاد لوقف هذا القرار.
ويأخذ زمام الحديث محمد الروق قائلا بأسى «اننا نجتمع يوميا في هذه الديوانية صباحا ومساء وليس لدينا مكان غيرها نتزاور فيه»، مشيرا الى ان العديد من الناس صغارا كانوا ام كبارا، اناسا عاديين او ذوي مناصب وقياديين يزورون الديوانية، مبديا استغرابه من تبديلها لتصبح مقرا للدامة وقال من غير المعقول ان تؤخذ وتزال لتكون مقرا للعبة الدامة؟! مشيرا الى ان هنالك العديد من الاماكن يستطيعون الاستفاده منها لتكون مركزا ومقرا لهم.
40 سنة
من جانبه أوضح علي الخميس ان هذه الديوانية اسسها المغفور له الشيخ جابر الاحمد الصباح عندما شاهدنا نلعب الدامة والكوت وغيرهما من الالعاب، مضيفا لقد استمرت أكثر من اربعين سنة والآن تأتي الهيئة العامة للشباب والرياضة لتخرجنا منها، مبينا ان هذه الديوانية تجمعنا بكبار السن من اهل الكويت واذا تم حرماننا منها فلا نملك مكانا اخر للتنفيس عن انفسنا وسيجلس كل في منزله.
اما عايد سعد فقال اننا لا نستطيع ترك هذا المكان لأنه يعتبر المتنفس الوحيد لنا فنجلس فيه يوميا منذ الصباح الباكر وحتى اذان الظهر لنعود اليه مرة اخرى عقب صلاة العصر وحتى صلاة العشاء، مشيرا الى انها تعتبر بيتنا الثاني لنتسلى به ونلتقي بأصدقائنا ونتذكر الماضي ونلعب الدامة والبليارد والكوت وغيرها من الالعاب الشعبية التي ننفس فيها عن انفسنا، ونناشد المسؤولين العزوف عن هذا القرار الذي احبطنا.
بدوره قال سالم الكندري ان بقاء ديوانية الرعيل الاول امر مهم لأنها تعتبر معلما من معالم الكويت ومتنفسا لنا ككبار سن نتزاور فيها ونعرف اخبار اصدقائنا مضيفا من غير المعقول ان يتم تحويلها الى مقر للعبة معينة، مشيرا الى ان الديوانية تتبع وزارة الشؤون والعمل الاجتماعي فكيف يتم تحويلها الى الهيئة العامة للشباب والرياضة على الرغم من انها هبة من سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح ولا يحق للهيئة العامة للشباب والرياضة اخذ هذه الهبة التي اهدانا اياها سمو الامير الراحل لكي نستطيع استرجاع ذكرياتنا فيها وشغل وقت فراغنا.
ومن جهته قال صادق الفودري انه في هذه الديوانية يزورنا في كل سنة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح بالاضافة الى العديد من الوفود وسفراء الدول العربية والاجنبية وكان اخرهم السفراء القطري والامريكي والفرنسي بالاضافه الى زيارة العديد من الطلاب والطالبات للحديث عن تاريخ وماضي الكويت الجميل.
واستغرب الفودري هذا القرار المجحف بحق كبار السن بتحويل الديوانية الى مقر وناد للعبة الدامة وازالتها.
جدير بالذكر ان ديوانية الرعيل الأول معالم من معالم الكويت ومكان يذكرنا بعبق الماضي الجميل يجتمع فيه كبار السن من رجالات الكويت يوميا للتحدث والترفيه عن انفسهم وتعتبر ملتقى لهم لكي يتزاوروا ويستمتعوا فيه، ويحرص سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الصباح على زيارتهم سنويا ولقائهم والتحدث معهم واسترجاع ذكريات الماضي بالاضافة الى زيارات كبار الشخصيات.