أكد اختصاصي أول علاج نفسي في مركز الكويت للصحة النفسية، د. سعيد السعدني، أن حضارات الأمم تقاس بمدى تقديم الخدمات النفسية والإنسانية.
وبيّن أن مرحلة المراهقة تعد أول صراع مع مصادر السلطة، في إشارة إلى الوالدين، لذلك لابد من تبني طريقة احتواء أبنائهم وتقدير أنهم دخلوا في مرحلة «الندية»، مشيراً إلى أن المراهق من ذوي الإعاقة الذهنية يحتاج إلى الاحتواء والإرشاد من قبل والديه، فضلاً عن تفهم طبيعة هذه المرحلة، لا سيما أن المعاق الذهني غير مدرك لأبعاد وقيم المجتمع.
وتابع: «ان استخدام العنف يُحدث إغراقاً لهم فيما يشعرون به، وليس بما يتعاملون به، ويعيش المراهق في عمق مع مشاعره، فلا تكون هناك أي نتيجة إيجابية للعقاب في هذه المرحلة»، لافتاً إلى أهمية الثواب والمصاحبة والإرشاد بطريقة ميسرة ولطف، ليشعر المعاق الذهني بشكل حسي بقيم المجتمع.
وأشار السعدني إلى أن المراهق من ذوي الإعاقة الحركية يواجه معضلة في هذه المرحلة العمرية، وتتمثل بالعدوان العام وفكرة الرفض لإعاقته وذاته، أما الإعاقات الحسية (الصم والمكفوفون) فنجد أن أهمية توفير مرافقين لهم يقلل من درجة إحساسهم بالإعاقة، ويتولد لديهم شعور بالتوافق الداخلي بينهم وبين المجتمع، مبينا أن المراهق الحسي والحركي لديه القدرة على الفهم والتجريد للمعاني، بخلاف العقلي فمفاهيمه حسية بحتة.
وشدد السعدني على أهمية تمهيد الآباء لأبنائهم من الجنسين مبدئياً بأنهم مقبلون على مرحلة جديدة، تتضمن تغيرات جسمانية حتى لا يصطدم أبناؤهم، مفضلاً لجوء أولياء الأمور للمتخصصين في هذا المجال، وذلك لتيسير عملية التربية والتعامل مع أبنائهم وفقاً لكل إعاقة.