0 تعليق
514 المشاهدات

في بيتنا مراهق.. من ذوي الاحتياجات الخاصة



لاشك في أن مرحلة المراهقة تمثل مرحلة عمرية مصيرية فاصلة، وهي مرحلة التحول والبناء لتكوين شخصية الفرد، حيث إنها تحتاج إلى جهد متواصل من قبل أولياء الأمور للتعامل مع أبنائهم المراهقين وتعليمهم القواعد السلوكية والقيم الاجتماعية المقبولة.

وتعد مخاوف هذه المرحلة عند الأسر التي لديها أبناء من ذوي الإعاقة تحدياً وهاجساً كبيرين، ولاسيما لعدم تفهم الغالبية منهم لكيفية التعامل مع الإعاقات باختلاف طبيعتها وأنواعها في هذه المرحلة العمرية، فضلاً عن غياب المراكز الإرشادية التي تسهم في توعيتهم بكل ما يتعلق بالبلوغ وتغيراته.

القبس حرصت على نقل نماذج وتجارب أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم المراهقين من ذوي الإعاقة، فضلاً عن تسليط الضوء على أبزر التحديات التي تواجههم وأبناءهم.

في البداية، اعتبر بادي الدوسري (ولي أمر مراهق من ذوي الإعاقات الذهنية من فئة الداون) أن مرحلة البلوغ تعد فاصلة ومصيرية، مطالباً جمعيات النفع العام بتوعية أولياء الأمور وتهيئتهم حول كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة في جميع مراحلهم، ولا سيما في هذه المرحلة الحرجة (المراهقة) والتعايش مع ظروفهم واحتياجاتهم.

وأشار الدوسري إلى أنه التحق بدورات تدريبية حول كيفية التعامل مع المراهقين من ذوي الإعاقة، حيث استفاد منه ونجح في تخطي هذه المرحلة من دون الشعور بها وبصعوباتها، لافتاً إلى أن مرحلة المراهقة عند ذوي الإعاقة لا تختلف عن الأسوياء، حيث يتولد لديهم ميول للتعرف على الجنس الآخر، وحلم تكوين أسرة مثل أقرانهم.

ووجد الدوسري أن عدم تفهم الأسرة والمجتمع الخارجي لهذه المرحلة العمرية وكيفية التعاطي معها تمثل أبرز الصعوبات والتحديات في هذه المرحلة، لذلك نجدهم يعبرون بتلقائية مقابل تصدي المجتمع والبيئة المحيطة لهم.

تجارب

وروى أحد أولياء الأمور- رفض الإفصاح عن نفسه – تجربته مع ابنته من ذوي الإعاقة البصرية، لافتا إلى أنه لم يواجه وزوجته أي صعوبات أو مشاكل في التعامل مع ابنتهما الكفيفة في مرحلة البلوغ، وذلك نظراً إلى تفهم الأسرة لطبيعة الإعاقة وكيفية التعامل معها، ولإيمانهم بأن الإعاقة بركة وليست عبئاً على كاهل الأسرة.

وحرصا منه على نقل خبرته وتجربته الشخصية، وجه ولي الأمر جملة من النصائح لنظرائه أهمها ضرورة اتباع مبدأ الثواب والعقاب في تربية الأبناء ومعاملة ابنائهم من ذوي الإعاقة على أنهم أبناء أسوياء لهم حقوق وعليهم واجبات من دون سلك وسيلة التمييز أو المعاملة الخاصة، مشدداً على أهمية توعية أولياء الأمور وثقيفهم بالمعلومات الكافية حول كيفية التعامل مع أبنائهم، وفقاً لطبيعة الإعاقة وأبعادها وتفهم احتياجاتهم.

ومن واقع حالة ابنته، لفت إلى أنه لا يوجد أي اختلاف بين المراهق العادي والمراهق من ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أهمية تفهم أبعاد مرحلة المراهقة التي تصل إلى ثلاث سنوات، واستيعاب احتياجات هذه المرحلة العمرية وتطوراتها، إلى جانب المتابعة الدورية المتواصلة له.

وأشار إلى أنه لم يلجأ إلى اختصاصيين واستشاريين نفسيين واجتماعيين في هذه المرحلة العمرية حول كيفية التعامل مع ابنتهم، مبيناً أهمية تواصل أولياء الأمور مع الاختصاصيين الاجتماعيين في المدرسة التي يلتحق بها أبناؤهم الذين يؤدون دورهم بشكل مهني، وليس من منطلق تأدية الواجب حتى يتمكن أولياء الأمور من تخطي هذه المرحلة بصعوباتها.

بوح الأمهات

ولم يخل الحديث من مشاركة أمهات المراهقين والمراهقات من ذوي الإعاقة، حيث شددن على دور الأسرة البالغ في مواجهة مرحلة البلوغ عند ذوي الإعاقة من خلال مواصلتهم الدائمة وتعليمهم القواعد السلوكية وتفهم حالتهم للتعامل معهم بلطف.

وأشارت الأمهات إلى أهمية توعية الأسر لأبنائهم حول تكون الرغبة الجنسية عند الأولاد من ذوي الإعاقة، وعملية الحيض عند الفتيات من هذه الفئة، وذلك لتخفيف المخاطر التي قد تنجم عن أي سلوك للمراهق مخالف لمعايير المجتمع وأخلاقياته ومنع ممارسة الأعمال غير مقبولة اجتماعيا، لافتة في السياق ذاته إلى ضرورة تهيئة ذوي الإعاقة بهذه المرحلة للتميز بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة اجتماعياً.

مراكز للدمج

طالب أولياء الأمور بضرورة فتح أبواب جميع المراكز المعنية بتنظيم الأنشطة

الاجتماعية لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم والتفاعل معهم، فضلاً عن تقديم كل الخدمات لهم من دون تمييز بينهم وبين الآخرين.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0