تقوم جمعية اغاثة اطفال فلسطين، وهي جمعية غير ربحية وغير سياسية تعمل على توفير الرعاية الطبية لاطفال الشرق الاوسط، بالتعاون مع سوزان الهوبي، اول امرأة عربية تصل الى قمة جبل افيريست، على تنظيم رحلة يتم فيها اصطحاب طفلين فقد كل منهما ساقا في رحلة خيرية تهدف للوصول الى قمة جبل كيليمينجارو، اعلى قمة في افريقيا. حيث ستقوم سوزان بقيادة فريق دولي من المتسلقين المتطوعين والهادفين لدعم وصول الطفلين الى القمة.
تحت مسمّى “رحلة الصعود من اجل الامل” ، تهدف الحملة الى تسليط الاضواء على الاحتياجات الطبية للاطفال ضحايا النزاعات المسلحة في العالم العربي. كما وتهدف الحملة الى التشديد على عزيمة وشجاعة الاطفال المصابين الذين يشاركون بهذا التحدي، والذين يأملون ببعث رسالة مليئة بالامل لاطفال المنطقة اضافة الى دعم الجهود والمشاريع الانسانية المتخصصة في علاج الاطفال.
هذا و يتضمن الفريق المشارك على طفلين مصابين باصابات ادت الى بتر ارجلهما، وقد قامت جمعية اغاثة اطفال فلسطين بعلاجهما وتركيب ارجل اصطناعية لهما، حيث يخضعان حاليا لبرنامج تدريب مكثف ضمن الامكانيات البسيطة المحيطة بهما، ويتضمن التدريب رحلات سير مطوّلة، وفحوصات واختبارات على الارجل الاصطناعية، وتعليمات سلامة بالاضافة تدريبات على اساليب التاقلم بالبرية. وبالرغم من الصعوبات الجسدية والنفسية التي مر بها الطفلان خلال حياتهما، الا وانهما عازمان على خوض التحدي المتمثل بتسلق جبل كليمينجارو والوصول الى قمته في رسالة امل لالاف الاطفال المصابين في الشرق الاوسط.
ياسمين النجار، ذات الـ16 عاما والتي فقدت ساقها جراء حادث تعرضت له بصغرها قالت “اود ان اتسلق جبل كليمينجارو تحت راية جمعية اغاثة اطفال فلسطين لانني اريد ان اوصل رسالة الى جميع الاطفال العرب المصابين مفادها ان يمكن لاي منهم ان يحقق احلامه بغض النظر عن ما قد حصل لهم، واهدف الى اعطاء الامل بمستقبل افضل للجميع وخاصة الشباب” ، واضافت “انا فخورة جدا بكوني عضوا من فريق الصعود، فذلك يثبت اننا جميعا جزء من عائلة انسانية واحدة، ولا تفصلنا ديانات او اصول، فقط الحدود هي ما تفصلنا. وامل ان ننتصر على هذه الحدود من خلال هذه الحملة”
وقالت سوزان الهوبي “ان هذه الرحلة عزيزة جدا علي، حيث اتطلع من خلالها لرد الجميل للدعم والتقدير الذي تلقيته شخصيا خلال رحلات التسلق السابقة والذي حظيت به من مختلف الناس حول العالم. اضافة الى ذلك، التقيت بافراد رائعين من خلال رحلات التسلق التي قمت بها اذهلوني والهموني، فهؤلاء الافراد لم تواجههم صعوبات الجبال فقط، بل كانوا فعليا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع ذلك استطاعوا تسلق الجبال. وبالتالي فان الاطفال الذين ساصعد معهم جبل كلينيمجارو قد اخذوا على عاتقهم ان يجعلوا المستحيل ممكنا، وان يلهموا الناس في شتى انحاء العالم”
وتجدر الاشارة الى ان جمعية اغاثة اطفال فلسطين تقوم وبشكل دائم على تنظيم بعثات طبية متخصصة بعلاج الاطفال وارسالها الى الشرق الاوسط، كما وتقوم بارسال الاطفال العرب الذين يصعب علاجهم في اماكن تواجدهم الى اوروبا و امريكا و دول الجوار لتلقي العلاج. حيث قامت الجمعية بعلاج اكثر من 1,000 طفل في الخارج منذ تاسيسها، بالاضافة الى الاف الاطفال الذين يتم علاجهم سنويا من خلال البعثات الطبية. كما وتساهم الجمعية بتحسين مستوى الخدمات الطبية من خلال ارسال المعدات واللوازم الطبية الى الضفة الغربية وقطاع غزة بالاضافة الى تدريب الكوادر الطبية المحلية بهدف تحسين الخدمات الصحية في القطاع العام في فلسطين.
واضاف ستيف سوسيبي المدير التنفيذي للجمعية “نامل ان تحقق هذه الحملة العديد من الاهداف المهمة مثل زيادة الوعي وجلب الدعم للمشاريع الانسانية التي نقدمها للمرضى والمصابين من الاطفال في الشرق الاوسط. حيث يوجد بين ايدينا حاليا الكثير من حالات الاطفال القادمين من مناطق النزاع مثل سوريا والعراق وغزّة والذي يحتاجون لرعاية طبية لا تستطيع اسرهم تحمل نفقاتها، وبالتالي علينا التزام بمحاولة مساعدتهم. هذا ونامل بارسال رسالة امل وشجاعة لشباب المنطقة والعالم من خلال مشاركة الطفلين المصابين في هذه الرحلة”
وستبدأ “رحلة الصعود من اجل الامل” بتسلق جبل كليمينجارو يوم 17/1/2014 على ان تنتهي يوم 27/1/2014