[B]
بالعزم والإرادة، تحدى الطالب الكفيف عبدالله عوض إعاقته البصرية بتحويله جهاز الباروميتر الذي يستخدمه المبصرون إلى جهاز يمّكن المكفوفين من التمييز بين الأجسام والمحاليل الكيميائية الموصلة للتيار الكهربائي أو العازلة، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام المكفوفين لدخول المختبر كأقرانهم المبصرين.
وقال عبدالله، وهو في الصف الثاني عشر أدبي من مدرسة الدهماء النموذجية للتعليم الثانوي، إن الجهاز يصدر صوتاً إذا ما كانت الأجسام موصلة للكهرباء، عبر تركيب قطعة صوتية في الجهاز تصدر صوتاً يعطي مؤشراً للمكفوف أن المادة موصلة للكهرباء، وبما يتيح للمكفوفين دخول المختبر والتعامل مع المواد الكيميائية.
وتمنى عبدالله، الذي عرض مشروعه أمس إلى جانب 96 مشروعاً وابتكاراً علمياً في إطار معرض المسابقات العلمية الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، أن تنشر الفكرة على جميع مدارس المكفوفين ليبدعوا في مجال المختبرات.
ويؤكد عبدالله أن المكفوفين لديهم قدرات وبإمكانهم أن يبدعوا إذا ما أتيحت لهم الفرصة والإمكانات.
وتمكن مواطنون ومقيمون لا يزالون على مقاعد الدراسة من اختراع مشاريع علمية في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، وتدوير الزيوت ومياه الصرف الصحي، والتي ما إن رأت النور حتى لقيت الدعم من الجهات الداعمة لها لتطويرها وتطبيقها على أرض الواقع، فهي تسهم في عجلة التنمية الاقتصادية وتقلل من استهلاك المياه والطاقة.
وتم الكشف عن هذه الطاقات الإبداعية من خلال المشاركات التي عرضت في معرض الإمارات الثاني للمسابقات العلمية الذي بدأ أعماله أمس في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، حيث كان أرضية خصبة لعرض نماذج لـ 96 مشروعاً تأهلت من أصل 205 مشروعات مقترحة من 30 مدرسة من مدارس إمارة أبوظبي، حيث يعمل على المشروع الواحد مجموعة من الطلاب لا يتجاوز عددهم الثلاثة بحد أقصى.
وبعيون ملأها الفرح بما حققه مع زميليه حمد أحمد وسلطان الفرطاسي من إنجاز، أوضح الطالب المواطن معضد الكعبي من الصف الثاني عشر من مدرسة الزايدية في العين، أن فكرة المشروع تقوم على تدوير الزيوت النباتية التي تستخدم في إعداد الأطعمة، وتحويلها إلى مواد تنظيف عوضاً عن إلقائها في شبكات الصرف الصحي، وتكليفها الدولة نفقات أعلى للتخلص منها.
وقال إن تدوير الزيوت في المنزل يتطلب تعديل الزيوت بمادة حمضية قاعدية كهيدروكسيد الصوديوم لتستخدم في تنظيف السيارات بعد تدويرها.
ويعرض الطالب عبدالله القحطان ومبارك الشامسي في المعرض، الذي سيعلن اليوم عن نتائج المشاريع الفائزة فيه، مشروع المحرك المغناطيسي الذي يستخدم في التجارب الكيميائية، خاصة في المواد التي تتطلب التحريك لفترات طويلة، وبالاختراع الذي أنجزه الطالبان أصبح من الممكن تحريك هذه المواد باستخدام تقنية التحريك المغناطيسي.
وتمكن الطالب علي الشامسي وهو في الصف الثاني عشر من مدرسة الزايدية من تنقية مياه الصرف الصحي مستخدما في ذلك خلية التخثر الكهربائي لتنقية مياه الصرف الصحي، وبعد تفاعلات الأكسدة والاختزال تترسب المواد الملوثة، ويتم فصلها عن طريق الفلاتر واستخدام المياه في ري الحدائق والغابات.
وقدم الطالبان يوسف خوري ومحمد الهنائي عرضا لفلتر قادر على امتصاص النواتج الضارة في المختبرات الكيميائية، إضافة إلى تنقية الهواء في المطبخ والغرف الصفية عبر تكوينهم فلتراً مكوناً من صندوقين الأول يحتوي على فلتر الكربون والثاني مروحة تعمل على امتصاص الكربون والروائح.
ولم تغب عناصر الأمان أثناء الحرائق عن أذهان الطلبة، حيث تمكن طلاب مدرسة خليفة بن زايد للتعليم الثانوي من اختراع المصعد المنقذ الذي يستخدم أثناء الحرائق في الأبراج العالية، حيث يعمل المصعد بمصدر طاقة مستقل ومخرج خاص للطوارئ.
ومن المدرسة نفسها تمكن كل من الطالب حسني العشي، ومحمد طشطا، وسلطان الشيلي من اختراع جهاز لتوفير الطاقة باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، عبر تخزين التيار المتولد من هاتين الطاقتين في بطاريات موضوعة في دوائر إلكترونية، يمكن استغلال الطاقة المنبثقة عنها في تشغيل ألعاب الأطفال.
ونجح طلاب مدرسة غلينغ أبوظبي في توليد الطاقة من المساحة بين سطحين بارد وساخن، باستخدام جهاز الازدواج الحراري.
وأوضح علي أبو رحمة فني مختبر الفيزياء في المدرسة أن فكرة المشروع تقوم على وضع نوعين من الأسلاك وعمل وصلتين واحدة للجهة الحارة وأخرى للجهة الباردة، ويحول الفرق في درجات الحرارة من السطحين الحار والبارد إلى طاقة كهربائية.
وذكر أبو رحمة أن هناك توجهاً لحصول المشروع على براءة الاختراع، حيث اشترك في إعداده كل من الطالب عبدالله الهاشمي، سيف العتيقي وفارس الواحدي من الصف الثاني عشر، بمساعدة هزار كبارة فني مختبر الكيمياء.
وأكد أبو رحمة أن هناك توجهاً لتنفيذ نسخة ثانية من المشروع توفر 4 أضعاف من الطاقة التي تم توفيرها من النسخة الأولى للمشروع.
وستقوم اليوم لجنة تحكيم المسابقة والتي تضم في عضويتها ممثلين عن مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، باختيار خمسة مشاريع فقط لتفوز بمسابقة المعرض لهذا العام، والمقرر الإعلان عنها اليوم، كما سيتم خلال الحفل الإعلان عن جائزة خاصة للطالب المتميز.
ويشترط في المشاريع المقدمة أن تكون عملية وتفاعلية، تهدف إلى حل مشكلة أو قضية ما تخص المجتمع الإماراتي مثل السلامة المرورية، توليد الطاقة، أو مشاريع تسهل الحياة على ذوي الإعاقة، وهو ما يساعد في الكشف عن المواهب العلمية المواطنة، ويفتح المجال أمام مختلف الجهات والمؤسسات المهتمة بأصحابها كي يعملوا على تبني هذه الطاقات الوطنية وتنميتها وتطويرها بما يخدم الوطن على المدى البعيد.[/B]