أكد عضو مجلس الإدارة ومفوض عام المجلس التأسيسي في مركز 21 لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة فوزي العبد الجادر دعم الكويت واهتمامها بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، وذوي الإعاقات الذهنية على وجه الخصوص، فضلاً عن إصدار قانون واضح وداعم لحقوقهم على حد قوله، اعتبر أن قنوات التفعيل لما هو في مصلحة هذه الفئة شبه معدومة.
وأبدى العبد الجادر أسفه من عدم وجود مراكز متخصصة في الكويت لاستقبال ذوي الإعاقات الذهنية، وعمل برامج تتناسب مع احتياجاتهم مما يؤدي إلى العزلة، مؤكداً أهمية وجودها لخدمة هذه الشريحة وتعزيز ثقتهم بذاتهم.
تحديات
واستعرض العبد الجادر أبرز التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة وأسرهم، وفي مقدمتها انعدام الوعي المجتمعي، فيما يتعلق بالحقوق القانونية أو الاجتماعية لهذه الفئة وأسرهم، فضلا عن محدودية النظرة المجتمعية تجاه هذه الفئة، وإن كان هناك نوع من الوعي بشأن حقوقهم لدى المجتمع وأفراده، مستشهداً باختطاف وانتهاك مواقف ذوي الإعاقة كمثال على ذلك.
وفي السياق ذاته، اشتكى العبد الجادر من نقص العيادات الصحية المتخصصة في علاج ذوي الإعاقات الذهنية، خاصة ممن يعانون من التوحد والشلل الدماغي بالإضافة إلى عدم وجود متخصصين يجيدون التعامل مع هذه الفئة من الناحية الطبية، منتقداً عدم وجود كفاءات وطنية تتعامل مع أفراد ذوي الإعاقة الذهنية الأمر الذي يدفع أولياء الأمور إلى إرسال أبنائهم خارج البلاد، سواء للتشخيص أو للمتابعة أو للدراسة بالنسبة لبعض الحالات القابلة للتعليم من ذوي الإعاقة الذهنية.
وشدد على أهمية دمج ذوي الإعاقات الذهنية، مشيراً إلى تزايد أعدادهم ولاسيما الأفراد من فئة التوحد، وذلك وفقاً لإحصائية صادرة حول هذا الأمر، حيث تبين نمو الإعاقات الذهنية بمعدل طفل لكل 800 طفل بعد أن كان طفلا لكل 10 آلاف طفل في السابق.
معاناة
وبالحديث عن مركز 21، أشار العبد الجادر إلى أن المركز متخصص لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من إعاقات ذهنية وجسدية فوق سن 21 عاماً، معللاً سبب اختيار هذه الفئة العمرية بانتهاء البرامج الدراسية المخصصة لذوي الإعاقة عند هذه المرحلة العمرية، حيث يتوقف الدعم الحكومي لهم لاستكمال ومواصلة مسيرتهم التعليمية، ولاسيما عقب إتمامهم جميع مراحل التعليم الإلزامي.
وزاد بالقول «في معظم الأوقات يعاني ذوو الإعاقات الذهنية، وخاصة فئة التوحد من عدم القدرة على الاعتماد على النفس، وينتهي بهم الأمر للانزواء بالمنزل والعزلة، لتبدأ بعد ذلك المعاناة النفسية له ولأسرته».
وأوضح العبد الجادر أن المركز يستقبل الإعاقات الذهنية أو المزدوجة (الذهنية والجسدية)، بالإضافة إلى حالات الشلل الدماغي وأي إعاقة ذهنية أخرى، سواء بسيطة أو متوسطة أو شديدة، لافتاً إلى أنه يعد المركز الأول في الكويت الحاصل على موافقة الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، كما أن حال العمل به سيكون تحت إشراف المجلس الأعلى للمعاقين، والعامل تحت الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة.
فكرة المركز
وأشار إلى أن فكرة المركز تبلورت من معاناة ولية أمر، حيث بلغ ابنها 21 عاما، ولم تجد جهة تستقبله، كما أرسلته مدرسته التي كان يلتحق بها للمنزل، تلبية لأوامر إدارة التعليم الخاص في وزارة التربية، الأمر الذي دفعها وإحدى أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة للبحث عن بديل آخر، مشيرا إلى أن المركز يسعى إلى تنظيم حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون من الإعاقات الذهنية والجسدية المزدوجة، بالإضافة إلى دعم أسرة المعاق من خلال توصيات وضعت من قبل مختصين في مجالات التعامل مع هذه الشريحة.
مقر دائم
وأشار إلى أن المركز قام بعمل جرد لمخرجات المدارس المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وجد تزايدا ملحوظاً في أعداد ذوي الإعاقات الذهنية الأمر الذي يستدعي ضرورة توفير مراكز تحتضن هذه الشريحة، لافتاً إلى أن المركز يسعى حالياً إلى افتتاح المقر في منطقة السلام مع بداية يناير الجاري 2014، وكذلك استئجار مواقع أخرى في المحافظات المختلفة،، مثل الجهراء والأحمدي لحين تسلم المقر الدائم الذي طالبنا به وزارة التربية من خلال طلب رسمي من قبل الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، لتسليمنا موقع مدرسة لإنشاء المقر الدائم للمركز.
مركز إنساني.. وليس ربحياً
أوضح العبد الجادر أن المركز لا يهدف للربح، وإذا كان هناك فوائض مالية فسوف يُعاد استخدامها من أجل توسعة أنشطة المركز وتطويرها، مبينا أنه في حال تصفية المركز، فهناك اتفاقية بأن تؤول جميع أموال وممتلكات المركز لجهات أخرى عاملة لا تهدف للربح وتعمل في المجال نفسه، أو مجال إنساني مجتمعي آخر.
التدخل المبكر
شدد العبد الجادر على أهمية التدخل المبكر وتعديل السلوك، خاصة في أوائل مراحل التشخيص لما لها من تأثير كبير مستقبلا على طريقة التعامل مع المعاق.
خدمات بمعايير عالمية
أشار العبد الجادر إلى أن المركز يمثل تحركا اجتماعيا تجاه قضية حضارية إنسانية بحتة والجمع جزء منها، لافتاً إلى أنه يقدم خدمات وأنشطة تطويرية وترفيهية ورياضية بمعايير عالمية من قبل الاختصاصيين والخبراء من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.