استمراراً لمسلسل الحوادث الجسيمة والحرائق المروّعة الناجمة عن إهمال اشتراطات الأمن والسلامة وتكدس العمالة الوافدة في مساكن، لا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة الآدمية، لقيت امرأة مُسنّة وابنها المعاق مصرعهما، وأصيب 79 آخرون، بينهم 11 إطفائياً في حريق هائل، التهم سرداباً يمتد على مساحة ألف متر، ويُستغل في تخزين الفحم والخيم والتجهيزات الغذائية بشكل خطأ وعشوائي في بناية مكونة من 13 طابقاً، يقطنها 400 وافد في منطقة الفروانية .
وفور تلقي البلاغ هرع إلى الموقع 4 مراكز إطفاء، وواجه الإطفائيون صعوبات كبيرة في عملهم، بسبب التخزين الخطأ في سرداب البناية وإغلاق مخارج الطوارئ وعدم التقيد بالشروط الوقائية.
وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الإطفاء العقيد خليل الأمير ان غرفة عمليات الإدارة تلقت بلاغاً في التاسعة مساء امس الأول بنشوب حريق في سرداب بناية بمنطقة الفروانية، واحتجاز 230 وافداً من السكان حاصرتهم النيران في الطوابق العليا، فتم تحريك 4 مراكز إطفاء هي: الفروانية والعارضية والإنقاذ الفني، والإسناد، بقيادة المدير العام اللواء يوسف الأنصاري ونائبه لشؤون المكافحة وتنمية الموارد البشرية – بالإنابة – العقيد وليد الأنصاري، ومدير إطفاء محافظة الفروانية العقيد حسين أسد الى البناية.
واضاف العقيد الأمير ان رجال الإطفاء وفور وصولهم اكتشفوا ان سرداب البناية يستغل في التخزين الخطأ والعشوائي للفحم والخيم والتجهيزات الغذائية، وان الدخان الكثيف تصاعد بسرعة كبيرة جدّاً الى الطوابق العليا، الأمر الذي أدى الى احتجاز 230 وافداً من السكان في شققهم، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، فتم استدعاء 3 فرق إطفاء أخرى، هي: صبحان والمدينة، والشويخ الصناعي لمساندتهم.
واشار الى ان عمليات المكافحة استمرت نحو 7 ساعات متواصلة، بسبب طبيعة المواد المخزنة التي ساعدت على سرعة انتشار النيران في السرداب، ومن ثم انتقلت الى الطوابق العليا، حيث تم إنقاذ نحو 230 وافداً من السكان ووضعهم في سطح البناية ومن ثم إنزالهم عن طريق السلم الهيدروليكي.
واوضح ان امرأة مُسنّة من الجنسية المصرية وابنها المعاق لقيا حتفهما، فضلاً عن إصابة 79 آخرين، من بينهم 11 إطفائياً.
20 سيارة إسعاف
تواجد في موقع الحريق 20 سيارة إسعاف، و30 فنيا من الطوارئ الطبية عالجوا 79 مصاباً، أغلبهم أصيبوا بحالات اختناق.
أضخم حريق سكني في 2013
أكد مدير عام الإدارة العامة للإطفاء اللواء يوسف الأنصاري ان هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ولكنها أضخم حادث حريق في المباني السكنية الاستثمارية خلال 2013، لافتاً الى أن رجال الإطفاء تعاملوا مع الحادث بكل القدرات والمقومات المتاحة، حيث تم استدعاء آليات خاصة لأجهزة التنفس، بسبب خطورة الأجواء الممتلئة بالأدخنة، وتقيدهم بتنفيذ جميع عناصر الخطة الموضوعة من إنقاذ ومكافحة وإمداد وتمويل بشكل متوازٍ ومتناسق.