قالت الاستاذة في علم النفس الاكلينيكي بجامعة الكويت د.فاطمة عياد ان مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة تعتمد على نوع الاعاقة، فالمعاق حركيا يحتاج الى تهيئة البيئة له في المباني والحمامات، علما ان بيئتنا غير مهيأة للاسف لاستقبال هذه الفئة من المواطنين.
واضافت د.فاطمة عياد في حوارها ان «النزلة» التي تخصصها بعض المباني لنزول الكراسي المتحركة تكون منحدرة جدا وتهدد بانزلاق أو سقوط وانقلاب المعاق بكرسيه منها.
واشارت الى ان الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من الناحية التاريخية بدأ منذ فترة وجيزة، منوهة بأن الكويت مقارنة بالدول العربية الاخرى تعتبر الافضل والاسبق.
وبالنسبة لانواع الاعاقات تقول بأن هناك انواعا كثيرة وخصوصا في الاعاقات العقلية والتخلف العقلي، فـ%75 من مرضى التوحد لديهم تخلف عقلي، وهناك ما يسمى بالطفرة الوراثية، والحقيقة ان التخلف العقلي مظلة كبيرة للعديد من حالات الاعاقة، فـ%40 من حالات التخلف العقلي غير محددة السبب، وهناك نسبة كبيرة من المصابين بالشلل الدماغي لديهم تخلف عقلي.
اعاقة عامة
وتوضح بان التخلف العقلي اعاقة عامة والمصابين به لا يمكنهم الاعتناء بانفسهم، وبالتالي فهم يحتاجون الى تدريب ومهارات كثيرة كي يتعلموا كيفية الاعتماد على انفسهم، ولكي نؤهلهم لمواجهة الحياة.
تأهيل وعلاج
ونوهت د.فاطمة عياد الى ان التشخيص السليم لنوع الاعاقة يساعد في تأهيلها وعلاجها، فالمصاب بشلل دماغي يحتاج الى رعاية كاملة لان قلة الحركة من الممكن ان تصيبه بالتهاب رئوي، وعادة ما يكون صدرهم ضعيفا، والمصابون بـ«متلازمة داون» يحتاجون الى علاج ومتابعة للاذن وفحص للبصر، وتحليلات دائمة للغدد، وتخطيطات للقلب، وهذا كله بخلاف حالة التخلف العقلي، كما ان بعض الاطفال يعانون من الامساك ويحتاجون الى تمشيتهم.
واكدت استاذة علم النفس الاكلينيكي د.فاطمة عياد أن المجتمع ليس جاهزا لاستقبال المعاقين من الناحية النفسية والبيئية، فنحن إذا ما أردنا دمجهم في صفوف المدارس مع الأطفال العاديين فإن المدرس الذي يدرس لأكثر من 30 طفلا ليس لديه وقت للتعامل أساسا مع من لديه، فكيف سيتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن المناهج غير معدة لهم، والأهم أن فلسفة الدمج ليس فيها وعي بحاجات المعاق، فمن الممكن دمجهم في أشياء حركية مثل اللعب والكومبيوتر لكن أن تدرس لهم العربي والانجليزي والعلوم فلا بد أن تضعهم في فصل خاص وأن يكون التعليم موجها إليهم، وبالأسلوب الذي يناسب إعاقتهم.
وحول الكوادر التربوية والصحية المخصصة للمعاقين تقول د.فاطمة عياد إن الكثير من العاملين في مراكز المعاقين واحتياجاتهم غير متخصصين، وربما عملوا في هذه المراكز بالواسطة أو بالنية الطيبة أو حبا في المعاقين.
وتؤكد أن إحدى أهم مشكلات المعاقين هي أن الدراسات والأبحاث المتعلقة بنمو الإنسان تجري على الأصحاء فحسب، وبالتالي فإن النمو النفسي والحركي والاجتماعي والإدراكي عند ذوي الاحتياجات الخاصة شبه مجهول وفي أحسن الأحوال قليل المعلومات ومن ثم لا أستطيع أن أضع مناهج تربوية أو غيرها لهم.
وتنبه د.عياد إلى أن البعض يستغل حاجة المعاق ويتاجر بها كالمدارس التي رفعت رسومها السنوية وضاعفتها وغيرها من الأمور.
ودعت إلى توسيع دليل أسماء وعناوين وتليفونات المدارس والمؤسسات الخاصة والحكومية التي تستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، وحسب نوع الإعاقة والخدمات المقدمة.