من الأمراض التى قد تصيب الأطفال، ولا يتم الانتباه إليها، أنه مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث يصبح الطفل أكثر شقاوة من أقرانه، ويتم وصف الطفل بأنه “مش متربى”، فيما يؤدى الجهل بهذا المرض إلى مضاعفات ومشاكل كثيرة.
أوضح الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن الأم قد تجد أن الطفل كثير الحركة أكثر من اللازم، ولكنه فى نفس الوقت قليل الانتباه، مضيفا إن عند ملاحظة الأم لطفل هكذا يجب عرضه على مختص فورا، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى أسباب لتلك الحالة، إلا أن كثيرا من العلماء أرجعوا تلك الإصابة إلى وجود اضطراب فى إفرازات المخ، تجعل الطفل يعجز عن أن يكون طبيعيًا.
وأضاف هارون، إن اضطراب الحركة هو سلوك شاذ ينتج عن الطفل أو المراهق، نتيجة وجود حالة مرضية، تسفر عن ظهور عدد من الأعراض المرضية، ومنها تغير مزاج الطفل أو المراهق، والنشاط الزائد عن اللزوم لدى الأطفال، وقد يصل الأمر إلى القفز فى المكان والصراخ، إذا طلب منه البقاء ساكنًا، وتختلف تلك الأعراض عن المراهقين، حيث تظهر عليهم فى هيئة الاندفاع فى التصرف، لا يفكرون قبل الرد، لا يجدون أى ميل للقراءة أو مشاهدة التلفاز.
وتظهر أعراض هذا المرض على البالغين من هؤلاء الأشخاص من خلال عدم القدرة على التواصل فى عمل أو استمرار فى وظيفة، مشيرا إلى أن العقاب البدنى الذى قد يتبعه الوالدان لعلاج شقاوة الطفل لا يفيد فى أحيان كثيرة، مضيفا أنه يجب على الأسرة محاولة استثمار طاقة الطفل من خلال إشراك الطفل فى الأنشطة الرياضية كالجرى لمسافات طويلة، وتخصيص مكان أكبر للعب، ثم يأتى دور تنشيط الذاكرة من خلال الكتب الدراسية، ومحاولة إعطائه صور لتلوينها ومطابقتها.
وأشار هارون، أن المدرس له دور هام فى علاج الطفل المصاب بهذا المرض، حيث يجب أن يكون المعلم على علاقة طيبة بالطالب، وتشجيعه على ممارسة الأنشطة التى تحتاج إلى تركيز من خلال مبدأ الثواب والعقاب، واحترام خصوصية الطفل، وعدم إفشاء أمر مرضه بين زملائه حتى لا يصير موضعا للسخرية، وتزداد حالته سوءًا.
ونوَّه هارون، إلى أن وضع برنامج تأهيلى يهدف إلى علاج الطفل المصاب باضطراب الحركة، يتكون من عدة مراحل، وتعتمد كل مرحلة على تحفيز الطفل على الجلوس، وإنهاء نشاط يوضع له كأن يطلب منه تلوين مجموعة من الأشكال، وكل مرة تصعب المرحلة مع تحفيز الطفل أكثر على التواجد سواء بالحلوى، أو بإحضار العاب جديدة.
وأضاف هارون، أنه يتم قياس الزمن الذى أنهى فيه الطفل كل مرحلة، ويتم اختيار التى سيمر بها الطفل حسب حالته، مضيفًا أن من شأن هذا البرنامج أن ينظم مستوى ذكاء الأطفال الذين لديهم ذكاء يفوق أعمارهم بكثير، والذى قد يسبب لهم على المدى الطويل غرور وثقة زائدة بالنفس.