نزل الملعب فأشعله حماسًا، وبدأ بكرسيه المتحرك ينافس من معه من اللاعبين؛ ليتوج مجهوده ببطولات وميداليات ذهبية، رجب السنداوي البالغ من عمر (36 عامًا) متزوج ولديه ستة من الأبناء، يعاني إعاقة حركية في ساقه اليمنى، سببها خطأ طبي عن طريق حقنه بإبرة منذ أن أبصرت عيناه الحياة.
لم يتوقف به الحال عند هذا الحد، إذ أصيب إصابة طفيفة بقدمه اليسرى في الانتفاضة الأولى برصاص الاحتلال، نتج عنها سقوط بالقدم وضمور في العضلات وقصر بالطرف، إلا أن هذا لم يمنعه من العمل لتأمين مستلزمات أطفاله وبيته، فعمل في مهنة “مكوجي”.
وقال السنداوي: “دخلتُ في العالم الرياضي عام 2000م، فكانت بدايتي في خوض منافسة شديدة بالرغم من وضعي الصحي مع 64 لاعبًا من ألعاب القوى، جميعهم من ذوي الإعاقة الحركية أو الخلقية؛ ليفرز 12 لاعبًا منهم فقط لتشكيل منتخب، وبعد التدريب الطويل كانت أول مشاركة في عام 2002م في بطولة العالم لألعاب القوى بفرنسا”، مضيفًا: “في هذه المشاركة حصلت على المركز التاسع، لترفرف نفسيتي وإرادتي عاليًا”.
بعد هذه المشاركة التي تتوجت بالفوز والإنجاز، انفتحت شهية السنداوي على المشاركة في ممارسة رياضة من نوع آخر، فأحرز في نادي السلام للمعاقين ذهبية (ماراثون) المعاقين للكراسي المتحركة، وتمكن من الحصول على المرتبة الأولى بزمن قياسي، وبقي محافظًا على مرتبته الأولى مدة ثمانية أعوام على التوالي.
وبين أن ظروفه الصحية والاقتصادية وما يمر به قطاع غزة من ظروف منعته من المشاركة الرياضية في لبنان، وبعدها توجه إلى رياضة كرة الطائرة، ومن بين 26 لاعبًا اختير 12 لاعبًا كان واحدًا منهم لتمثيل منتخب فلسطين، وكانت البطولة في سوريا عام 2007م بمشاركة ثماني دول عربية، حصل فيها المنتخب على المركز السادس.
ولفت الشاب السنداوي إلى أنه بدأ مجددًا الخوض في رياضة السباحة على المستوى المحلي، فشارك في بطولة نادي الجمعية الإسلامية بـ50 مترًا حرة فاز بذهبيتها متقدمًا على لاعب نادي الهلال بـ10 ثواني، وحصل على المركز الأول بالرغم من إعاقته.
تابع حديثه: “إن سبب توجهي إلى مختلف أنواع الرياضة، وعدم التركيز على رياضة معينة مع عدم تعلقي بها في طفولتي؛ رغبتي بإثبات ذاتي في المجتمع، وأيضًا يبعث ذلك في نفسي روح التفاؤل والأمل والنشاط، ويعزز التنافس الشريف بين الفرق”.
وأشار الشاب السنداوي إلى أن أكثر المعوقات التي واجهته وجوده في مجتمع معيق لا يراعي احتياجات ومتطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة، حتى إنه عندما توجه إلى الحصول على وظيفة مرات متعددة لم ينجح، وبقي يعيش على الشؤون الاجتماعية و”الكوبونات”، وفق قوله.
ويأمل تحقيق إنجاز يسجل له في عالم الرياضة، مضيفًا: “نحن بحاجة ماسة إلى جيل مثقف وواعٍ، يستوعب ويتفهم جميع شرائح المجتمع”.