وممرضتين او خادمين وسايق، شوفي چم معاشاتهم، وبعد بعطيچ صورة اوضح لشدة الاعاقة والشعور بالالم والحرمان.. عندچ بنتي تشوفنا نعرمش اللحم المشوي وتشم ريحته وما تقدر تاكله.. منو يقاوم ريحة الشوي؟ ونتلمظ بالحلاوة ونقرمط المكسرات وهي تتصدد لأنها ما تقدر تاكلهم بسبب صعوبات البلع، مصبرها الكريم بإيمانها ورضاها بقسمة رب العالمين.. ولما يصير الليل تشتكي لي همها وتقول بغيت اقول كذا وبغيت اشترك بالمناقشة اللي صارت، تدرين ليش؟ لأنها ما تتكلم، تصوري شنو احساسها وتصوري الحسرة اللي بقلبي، ولما تشوف الناس تقوم وتقعد وهي محرومة لأنها ما تمشي، فهي جليسة الكرسي المتحرك ومزدوجة الاعاقة، شوفي احتياجاتنا للخدم.. لا والسايق يتميلح ويقولچ: «ماما، أنا ما يبي يشتغل هذي سيارة كبير واصنصير انا خوف يخترب»، هني نضطر نزيد الراتب علشان يقعد لأننا محتاجين له، والكفيف المحروم ما يشوف الدنيا الحلوة اللي نشوفها.. والاصم والابكم، اذا عنده مشكلة حركية ما يقدر يستخدم لغة الاشارة، وصاحب الطرف الصناعي و خوفه وقلقه الدايم لا يخترب، لا ينكسر طرفه الصناعي.. هل اكمل يا صفاء ولا يكفي؟! وأنا ما اذكر هالكلام استدرارا لعطف او شفقة، وللعلم بنتي ما تاخذ راتب معاق ولا انا مستفيدة من قانون التقاعد لمن يرعى معاقا، لأني تقاعدت قبل صدور قانون المعاق وخسرت اللي خسرت ومو حسافة علشان ارعى بنتي واحسن تربيتها، اردت فقط ان اضم صوتي لصوت عيالي المعاقين واولياء امورهم واحساسي بمعاناتهم واحتياجاتهم لأني مريت في هذا كله وعشته من زمان قبل لا يصير راتب ولا تسهيل بالتقاعد ولا دراسة على حساب الدولة حتى المنحة مالة الاصنصير من 10 سنوات وانا ما اخذتها، قوانينهم يبون بنيان جديد ولازم احط اصنصير وانا بنيت لها كل اللي يريحها بالارضي، يعني شيصير اذا عطوها المنحة يمكن تشتري سيارة معاقين مع اصنصيرها، وشيصير لو دخل المبلغ حسابها علشان تروح بيت الله وتحج وتؤدي فريضتها اللي تتمناها يوم راحت العمرة قبل شهر حطت مصاريف خادمات، يعني غرفة زايدة وتذاكر زايدة، مو مثل اي شخص يدفع عن نفسه وبس.
وليش ما تسافر فيهم سفرة تغسل قلبها من اي هم؟ هذول اصحاب الشديدة.. تراهم وايد مو بس بنتي، والله تمنيت ونتمنى يا صفاء يا بنتي لو انچ نزلتي ساحتنا ودخلتي حياة المعاقين علشان تكون الصورة واضحة، عدل مو مثل اللي هذيله السنة طلعوا بالاعلام! منهم بيجربون معاناة المعاق، قعدوا على كراسي متحركة وتصوروا وكانت القاضية جرايد واعلام وبس، ليش ما دخلوا بالكراسي الجمعية وحاولوا يتطاولون شي من الرف وما يقدرون مهما تطاولوا وتقاصروا، ليش ما عصبوا عيونهم ونزلوا الشارع ويحسون بمعاناة الكفيف؟ أكمل يا صفاء يا بنتي ولا يكفي؟ ترى هناك صور اعظم عند اولياء الامور تمثل معاناتهم الصحية والنفسية والمالية والاجتماعية، هذي هي الشديدة.. نتمنى يا صفاء انچ تضمين صوتچ مع صوت المعاق وخصوصا ان لچ اسلوب وجرأة خطابية وشخصية جميلة.. حياچ دخلي حياتنا ونحطچ بعيونا احنا اصحاب الشديدة وغير الشديدة (اعتبري هذه دعوة).
والله لو اني شاعرة چان قصدت قصيدة بالشديدة مو اصطناع الكلام بل كلمات من القلب تعكس الواقع، والله واخلي اللي ماله دموع يصير عنده سيل من الدموع، ورجاء اللي بيقصد عن الشديدة يهديها لي ويسميها «دموع سبيچة»، وعلى فكرة هي ليست دموع تماسيح كما يقولون بل وجع وألم لأن كل أولياء الأمور الذين عندهم معاقين لا يعلم حالهم إلا الله يا صفاء!
مع تحيات سبيچة الغيص، ام عايشة الحشاش، وحالتها شلل دماغي وحركات لاإرادية، ما تمشي ولا تتكلم ولا تستخدم اليدين، ومثلها امثال واسوأ من حالتها، بس لأن عيالنا صناع الارادة، بنتي ووايد مثلها تخرجت من الجامعة بالتصميم والارادة.
كانت هذه رسالة أم قلبها محروق، فماذا ترى تقول النائبة صفاء الهاشم؟
رسالة مفتوحة للتواصل الاجتماعي أيضا.. فهل تناصرونا؟!