أكد مترجم لغة الإشارة يوسف الراشد أن كثيراً من الأسر جميع أبنائها من فئات الصم، ويعاني أولياء الأمور كثيرا لتوفير النفقات والمستلزمات الضرورية، مشيراً إلى أن الدعم المخصص لا يكفي في ظل غلاء المعيشة وتضاعف الأعباء.
وقال الراشد لـــ القبس: لقد تلمّست معاناة أسر الصم، من خلال عملي في ترجمة الإشارة، حيث تعتبر هذه الإعاقة على رأس العلل الجسدية إرهاقاً، ويحتاج المعاق سمعياً إلى رعاية خاصة، ومجهود مضاعف في التعليم والتوجيه والتعايش مع المجتمع، لذا يجب على الجهات المعنية التحرّك لدعم هذه الفئات، والعمل على توفير كل ما يلزم لتحقيق الراحة للشخص الأصم، ومساندته.
وتابع بالقول: أهم ما تحتاجه هذه الفئات خلال شهر رمضان هو فتاوى الصم وإرشادهم إلى أحكام هذا الشهر، مشيرا إلى الحاجة الماسة لتوفير برامج رمضانية تعني بتثقيف الصم، مطالباً الجهات المختصة بتوفير مترجم وداعية يوميا في تلفزيون الكويت؛ لمراعاة احتياجاتهم ومتطلباتهم العلمية والشرعية.
واسترسل بالقول: إن الصم بحاجة إلى معلومات مبسطة ومصورة ومرئية ولغة إشارة احترافية، ملمحا إلى أن الأصم قد يعاني أمراضا مزمنة، مثل أي شخص خلال شهر رمضان، فلا يعرف التعامل معها، ولا توجد أفلام توعوية صحية للترجمة للصم حول كيفية التعامل مع مرض السكر مثلا ومتى يفطر والعادات الغذائية الصحية.
مرافق الدولة
وأشار إلى قلة عدد مترجمي لغة الاشارة في جميع مرافق الدولة، الأمر الذي يعيق التواصل مع الآخرين، مشيدا بتجربة بعض الدول الخليجية في توفير خدمة كول سنتر (مركز اتصال) للترجمة على مدار الساعة ومساعدة الأصم على تواصله مع الآخرين، لا سيما في حال تواجدهم في المستشفى أو المخفر أو أي جهة حكومية خدماتية.
وشدّد على حاجة الصم إلى مترجمي لغة إشارة في المساجد أيضا وفي البرامج التلفزيونية الدينية والاجتماعية المهمة، وتوفير كتيبات لتسهيل عملية متابعة القرآن الكريم ومعرفة تفسيره، لافتاً إلى أهمية مشاركتهم ودمجهم في الأنشطة الترويحية والتثقيفية والدينية وعدم عزلهم في مجتمعهم.
وذكر أن مجتمع الصم لا يخلو من الأسر المتعفّفة والمحتاجة، فهناك أسر محتاجة من الصم لديهم هموم وآلام وظروف معينة ويحتاجون إلى الالتفات إليهم، متسائلاً: فمن يسمع صوتهم؟
ولفت إلى ضرورة توفير برامج متخصصة للتوعية والتثقيف، والعمل على دمج هذه الفئات في المجتمع.
الحج للصم
من جانبه، أعلن الناشط الحقوقي في مجال الصم أسامة راشد عن انطلاق فريق تطوعي من الصم في شهر رمضان؛ لتوزيع وجبات الإفطار على العمال في الشركات والطرقات والمستشفيات؛ ليعزز لدى الأصم جانب الخير والعطاء، وأنه قادر على الأعمال التطوعية.
ولفت إلى رغبة بعض الصم الذين لم يذهبوا إلى الحج في حياتهم، في أداء مناسك الحج، متمنيا أن تتبنى وزارة الأوقاف أو غيرها من الوزارات موضوع الحج للصم، ولو كان لخمسة أشخاص في كل سنة.
المصدر : مى السكرى \ القبس