مع زيادة عدد السكان في البلاد خلال الأعوام الاخيرة، أعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن توقيع عقود لانشاء وانجاز وصيانة نحو 8 مستشفيات وأبراج طبية في مواقع متفرقة، لضمان توفير أفضل الخدمات العلاجية للمواطنين والمقيمين، وتقليص فترة المواعيد الممنوحة للمرضى، سواء للعمليات الجراحية أو حتى في العيادات الخارجية.
بيد أنه لم يتم تدشين أي مستشفى حتى الآن، باستثناء برج الرازي قبل عام ونصف العام، مما فاقم ظاهرة ندرة الأسرّة وطول المواعيد والزحام البشري امام العيادات في بعض المستشفيات العامة، وأقسام الطوارئ فيها.
إمكانات مادية
فالوقائع كثيرة في ما يتعلّق بندرة الأسرّة في بعض المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة، وما يترتب عليه من مخاطبة المريض بضرورة مغادرة المستشفى لحين تحديد موعد العملية الجراحية المقررة له من قبل الطواقم الطبية، مما يطرح أكثر من تساؤل حول أهمية بقاء المريض في المستشفى الذي يتعالج فيه حتى موعد العملية، وضرورة عدم مغادرته حتى يتماثل للشفاء بصورة كاملة، فضلا عن كيفية ترخيص المريض لخروجه، وضمان عدم حدوث أي أعراض صحية خطيرة في منزله قد تفاقم من متاعبه ومرضه تدريجيا.
والمستغرب عدم تزويد أقسام وأجنحة المستشفيات بأعداد أخرى من الأسرة، رغم الإمكانات المادية التي تتوافر لدى الوزارة.
انتكاسات ومضاعفات
ترخيص المريض لخروجه من المستشفى يجب أن يخضع لمزيد من التدقيق الطبي، لضمان سلامة المرضى، خصوصاً من لديهم مواعيد لعمليات جراحية قريبة، فندرة الأسرّة بالمستشفيات لا يتحملها أي مريض أنهكه المرض وأصبح بحاجة ماسة إلى رعاية صحية أفضل، بينما تحاول بعض الأقسام في المستشفيات إخلاء الأسرّة بشكل سريع ليستفيد منها مريض آخر، من دون الالتفات لمعاناة المريض وأوضاعه غير المستقرة أحياناً.
ومن التساؤلات المهمة، من يضمن عدم حدوث مضاعفات أو انتكاسات لصحة المريض في حال خروجه من المستشفى، نظراً لقلة الأسرّة في الأجنحة. وبالتالي، وصوله الى قسم الطوارئ مجددا في حالة يرثى لها، مما يضاعف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأطباء والممرضين في هذا الصدد، لا سيما في كيفية المحافظة على حياة المريض بقدر الإمكان، وبالتالي مِن الأنسب عدم ترخيص المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة غير المعدية، خصوصاً كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة.
مواسم محددة
مصادر مطلعة في وزارة الصحة أكدت لـ القبس أن ظاهرة قلة الأسرّة ليست بالأمر الجديد، إذ جرى العمل على إجراء مزيد من أعمال التوسعة لأقسام داخل مستشفيات عامة، لتوفير أفضل الخدمات الصحية لعموم المرضى والمراجعين، مع ضمان مكوث من يستحق البقاء في المستشفى لفترة أطول، وبحسب الوضع الصحي للمريض.
وأوضحت المصادر أن الطواقم الطبية حريصة على توفير أفضل الخدمات العلاجية للمرضى، ومن المستبعد السماح بخروج أي مريض حالته الصحية «حرجة» من المستشفى، مبيّنة أن بعض المرضى تكون حالتهم مستقرة، ولا ضرورة لبقائهم في المستشفى، مع منحهم توصيات طبية وعلاج حتى حلول موعد لقائهم بالطبيب المشرف على حالتهم الصحية، أو حتى موعد العملية.
ولفتت المصادر إلى أن أغلبية الأقسام الطبية في المستشفيات لا تعاني من قلة في عدد الأسرّة، مشيرة إلى وجود مواسم معينة تمتاز بكثرة الأمراض الموسمية، ويلجأ فيها المرضى لأقسام الطوارئ بكثرة، مما يترتب عليه زحام بين المراجعين، وندرة في الحصول على سرير، ولأوقات محددة، قبل تماثل المرضى للشفاء.
وأوضحت أن الوزارة تعمل حالياً على إنشاء وإنجاز عدد من المرافق الصحية التي يتوقع أن تخفف الضغط على المستشفيات الحالية، كمستشفى جابر الأحمد الذي سيشكل نقلة نوعية في مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، علاوة على توافر أقسام طبية تخصصية متفرقة فيه، لافتة إلى أنه يعتبر أكبر مستشفى في الشرق الأوسط وسادس أكبر مستشفى حول العالم، ويحتوي على 1168 سريرا.
وأكدت المصادر أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح عدد من المشاريع التنموية الصحية بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية المطلوبة فيها، بخلاف مستشفى جابر، كمستشفى الامراض السارية الجديد الذي يقع بالقرب من المبنى القديم، وبكلفة 53 مليوناً و894 ألف دينار، وبسعة 224 سريرا، موضحة أنه سيساهم في تخفيف الضغط على بعض الاقسام في المستشفيات العامة.
وذكرت أن من المشاريع التي كان يفترض تسليمها في الربع الاول من العام الجاري، مشروع المستشفى الاميري الجديد، الذي تصل كلفته الى نحو 100 مليون دينار، ويتضمن اقسام الباطنية ووحدة لغسل الكلى، وأخرى للقلب، وقسما خاصا بالعناية المركزة، والاشعة التخصصية، والطب النووي، والمختبر، والصيدلية المركزية، فضلا عن العيادات الخارجية، والعلاج الطبيعي، مبينة انه يحتوي على 415 سريرا.
مرضى على الأرض!
من اللافت لجوء بعض المرضى الى الجلوس على الارض في بعض الاقسام والعيادات الخارجية، بسبب عدم توافر أسرّة وكراسي، نظرا لكثرة أعداد المراجعين.
مشادات ومشاحنات
عدم توافر سرير للمريض فور وصوله إلى المستشفى يساهم في وقوع مشادات ومشاحنات بين المراجع والطواقم الطبية، وتنتهي احيانا بمغادرة المريض وعودته الى منزله من دون تلقي العلاج.
إنهاء المعاناة
أكدت المصادر ان تدشين عدد من المستشفيات الحديثة سينهي مسلسل المعاناة للمرضى، خصوصاً في ما يتعلّق بندرة الأسرّة المتوافرة أحيانا، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاحات لمشاريع صحية كبرى، لا سيما بعد الانتهاء من بعض الملاحظات الموجودة فيها حاليا.
مستشفيات الضمان
قالت المصادر إنه مع بدء الأعمال لإنشاء 3 مستشفيات من خلال شركة مستشفيات الضمان الصحي، يرجح أن تقدم خدماتها لنحو مليون و850 ألف وافد يعملون في القطاع الخاص، فور إنجازها خلال الاعوام المقبلة، مبينة أن المستشفيات ستكون في محافظات الأحمدي والجهراء والفروانية، حيث حصلت الشركة على مواقع في المحافظات المذكورة.
المصدر : عبدالرزاق المحسن \ القبس