اختتمت أمس فعاليات ملتقى الطفولة الخليجي الأول، الذي نظمته ادارة التنمية الاسرية التابعة لوزارة الاوقاف تحت شعار «طفلي استثماري الناجح» برعاية وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شريدة المعوشرجي، بفندق ميسوني على مدى يومين.
وقد تمخض الملتقى الذي حضره 13 باحثاً ومعقباً من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، عن 16 توصية و5 مشروعات عملية.
ودعا الملتقون إلى تأسيس أكاديمية تعنى بالتنمية الشاملة للطفل المسلم في كافة المجالات تتبع إدارة التنمية الأسرية، وعمل ميثاق شرف إعلامي يحمي الأطفال من العنف والإساءة والمخاطر بما يحافظ على هوية الطفل ولغته وثقافته وحضارته، إضافة إلى تأسيس مركز إعلامي متخصص في دول مجلس التعاون الخليجي يقوم بإنتاج مواد إعلامية موجهة للطفل تحمي هويته وقيمه الدينية، وتسهم في تنمية مهارات الأطفال وتوجيههم، وتأسيس كيان مؤسسي يسهم في عملية التواصل والتعامل بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في مختلف دول العالم الإسلامي، ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصا، تعنى بالطفولة لتبادل الخبرات وتلاقح الأفكار يكون برعاية إدارة التنمية الأسرية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ودعا الملتقى الوالدين إلى القيام بدورهما بتنشئة الأطفال ورعايتهم وتربيتهم إيمانياً وخلقيا وجسديا وعقلياً وثقافياً واجتماعياً في جو من السعادة والحب والتفاهم والقدوة، وأن يلتزما بمعايير الزواج الناجح التي حددتها الشريعة الإسلامية مما يشجع على تطوير إمكاناتهم بالكامل، إضافة إلى أهمية التربية الإيمانية للطفل منذ لحظات الولادة الأولى إلى نهاية فترة الطفولة وتنمية وعيه بحقائق الوجود الكبرى من خالق مدبر، مشيرين إلى مطالبة مؤسسات المجتمع كافة ومنها الدولة تقديم المساعدة الملائمة للوالدين ولغيرهم من المسؤولين القانونيين عن الطفل في الاطلاع بمسؤوليات تربية الطفل واتخاذ جميع التدابير الاجتماعية والتشريعية والإعلامية والثقافية اللازمة لغرس مبادئ التربية الإيمانية وإقامة مجتمع فاضل ونبذ الموبقات والعادات المنكرة و التخلق بأقوم الأخلاق وأحسن السلوكيات.
وأكد الملتقى على أن الأسرة هي المؤسسة الأولى لاكتشاف المواهب والقدرات لدى الطفل، داعيا اياها الى القيام بدورها في اكتشاف موهبة الطفل وتشجيعه وتنميتها وتحفيزه على الإبداع، مع الحفاظ على هوية الطفل ولغته وثقافته وانتمائه الديني والحضاري وقيمه الخاصة، وتلبية الحاجات الفسيولوجية للطفل بشكل صحيح وحاجته إلى الأمن والحب وتقدير الذات، وغمره بالأمان النفسي واحتضانه ماديا ومعنويا وإشعاره بالحب والحنان وتعزيز ثقته بنفسه ورفع معنوياته وتشجيعه باستخدام مبدأ النجاحات المتتالية في توجيه سلوكه حتى يقترب من السلوك المرغوب.
ودعا الى تعليم الطفل كيف يفهم انفعالاته ويديرها جيدا ويتواصل بها، مع حمايته
من كافة أشكال العنف أو الضرر أو أي رأي متعسف ومن إساءة معاملته بدنياً أو عقلياً أو نفسيا، ومن الإهمال أو أي معاملة ماسة بالكرامة من أي شخص يتعهد الطفل أو يقوم برعايته، والبعد عن العنف والقسوة في التعامل مع الأبناء وعدم التفريق والتمييز بينهم، وحسن اختيار لغة مخاطبة الأبناء والبعد عن ألفاظ التحذير والتعنيف والتقريع من خلال وجود رؤية واضحة لأسلوب تربيتهم للأبناء لما للتردد في التربية من أثار سلبية على سلوكيات الأبناء تقود إلى التقلب في اتخاذ القرارات والازدواجية في التعامل مع المواقف الصعبة إلى غير ذلك.
وأشاروا الى التفاعل الإيجابي مع الأبناء من خلال الحوار والاستماع والنقاش وتوجيه الطفل لممارسة حقه في التعبير عن آرائه بحرية بطريقة سليمة تنسجم مع قراراته المتطورة ومصالحة الحقيقية وحقه في الحصول على المعلومات والأفكار القويمة وحقه في الاستمتاع بطفولته وبوقت فراغه بما يتناسب مع سنه ويحفظ هويته وتعويده على تكوين آرائه الخاصة، وعدم فضح المشكلات الانفعالية للطفل وعدم التركيز على الأخطاء السابقة لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على الطفل من عدم مبالاة والشعور بالقهر والانطواء، وأهمية التواصل البدني مع الطفل لإيصال مشاعر الحب والحنان له بشكل خاص مع التحذير من الحماية الزائدة للطفل لأنها تولد الشعور بالفشل السريع والإحباط وسرعة الاستسلام من جانب الأبناء. ولفتوا الى إقامة دورات تهتم بغرس الثقافة الوالدية للآباء حديث الزواج، ومسابقة بحثية في مجال الطفولة تخصص لها جوائز مالية تسهم في بناء الطفل المسلم بطريقة علمية سليمة.
وكان وكيل وزارة الأوقاف الدكتور عادل الفلاح بين أن الأطفال يشكلون نحو 20 في المئة من عدد السكان في الكويت في الفئة العمرية حتى سن 14 سنة، داعيا الى تنشئة الأطفال على قيم الوسطية والاعتدال والتسامح لأنها هي الخطوة الأولى نحو نشر ثقافة الوسطية في المجتمع.
بدورها قالت مدير إدارة التنمية الأسرية سعاد بوحمرا أن الطفل هو أغلى وأجل وأثمن هدية ربانية مؤكدة على دور الأخلاق في بناء شخصية الطفل السوية وإعداده للمواطنة الصالحة داعية الخبراء والأكاديميين والاختصاصيين من المهتمين بشؤون الطفل في دول مجلس.
التوصيات:
• ميثاق شرف إعلامي يحمي الأطفال من العنف والإساءة والمخاطر
• دعوة الوالدين للقيام بدورهما في تنشئة الأطفال وتربيتهم إيمانياً وخلقياً وجسدياً
• مطالبة الأسرة باكتشاف موهبة الطفل وتنميتها وتحفيزه على الإبداع