كرسي متحرك يجتذب الأنظار، على مسرح بيلاسكو ببرودواي، فيما كرسي متحرك آخر لا يبعد كثيراً عن الأول في مسرح صغير، لا يسترعي انتباه أحد. وفي هذا الفارق بين الاثنين ما ينبئ بالكثير عن نظرة برودواي والعالم الى أصحاب الاحتياجات الخاصة.
الكرسي المتحرك الأول في بيلاسكو، هو واحد من التصاميم البارزة التي استقدمها المخرج سام غولد في انتاجه لمسرحية تنيسي وليامز الدرامية «الوحوش الزجاجية»، الكرسي في المسرحية ضرورة ملحة للممثلة المصابة بمرض ضمور العضلات ماديسون فريس، التي تلعب دور لورا، الفتاة الخجولة المضطربة العرجاء في مسرحية وليامز.
ولا مجال للشك في أن فريس ليست ممثلة تتظاهر بان لديها إعاقة، فالمخرج يستهل المسرحية بمشهد تسلقها للسلالم بصعوبة، وهي واحدة من مرات عدة سيخرجها فيها من الكرسي المتحرك، ليشاهد الجمهور الصعوبات التي تواجه أي شخص يصعب عليه التحرك بسهولة.
اعتراض
النقاد اعترضوا على تحويل مسرحية وليم الرصينة عن عائلة يكتنفها النكران، الى شيء أكثر قسوة.
بعضهم اعترض على تفسيره للمسرحية قائلين إنه لا يتماشى جيدا مع النص، أما الاعتراضات الأشد فكانت على طريقة استخدامه لفريس، واصفين ما قام به بانه استغلالي، وهم ربما يركزون على اللحظات عندما تقول اماندا والدة لورا لها: «لست مشلولة، لديك عيب صغير، بالكاد حتى يمكن ملاحظته !».
تفسير
ويقول المدافعون عن المسرحية إن سردها يجري أصلاً من الذاكرة عبر ذكريات أخيها توم الذي يقوم بدوره جو مانتيلو، وفي الذاكرة يوجد تفسير للماضي وليس عودة حرفية إليه. والمفارقة أنه على بعد أمتار من برودواي هناك مجموعة مسارح «إي أر تي / نيويورك».
حيث يجري إنتاج مسرحيات مع ممثلين مصابين بإعاقات، لكن تلك المسرحيات جمهورها محدود ..وتبدو بعيدة ألف ميل عن التيار السائد الذي يمثله مسرح بيلاسكو، حيث يصل سعر البطاقة إلى 200 دولار.
وبالتالي، ربما تكون لمسة غولد الأكثر قسوة مساهمة منه في سد الفجوة، وفي أخذ عالم مسرحي موجود على الهامش ووضعه في وسط برودواي مع أسماء ممثلين معروفين مثل سالي فيلد.
المصدر : جريدة البيان الاماراتية