فريق السلام الداخلي من الفرق التي ظهرت على الساحة في الفترة الأخيرة ضمن الفرق التطوعية الفعالة التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وقد قام الفريق بالعديد من الأنشطة داخل الكويت والعديد من الرحلات الخيرية خارج الكويت، حول التعرف على الفريق كان لنا هذا اللقاء مع رئيسة الفريق ابتهال الرقم.
ما الدافع الذي دفعك الى العمل التطوعي؟ وكيف انضممت الى فريق السلام الداخلي؟
٭ بعيدا عن التطوع فأنا خريجة جامعة الكويت قسم الحاسب الآلي، وأعمل منذ سنوات الى الآن في الوزارة محللة نظم إلكترونية أي في مجال البرمجة والحاسب الآلي، وكان لا بد من كسر روتين الحياة العملية بممارسة الهوايات، وقد كانت وما زالت لدي عدة هوايات أمارسها في أوقات الفراغ مثل الرياضة والقراءة، كما انني أهوى السفر وقد قمت بزيارة العديد من الدول ولدي خبرة وخلفية جيدة في هذا المجال، وقد جمعت بعضا من خبرتي في كتاب صدر عام 2015 واسمه «أفضل 50 مكانا في العالم تستحق الزيارة»، وعلى الرغم من تعدد الأعمال التي أقوم بها والهوايات التي مارستها فإن العمل التطوعي وعملي مع الفريق بشكل خاص هو أجمل مرحلة في حياتي، فالقيام بتلك الأعمال يستنفد الكثير من الجهد والوقت، وكان هذا لي تحديا بدأته منذ عام 2012 عندما انضممت الى الفريق عن طريق ابنة خالتي نوف المنصور ومع استاذتي حنان القطان مؤسسة ومشرفة الفريق والأب الروحي للفريق واخواتي باقي عضوات الفريق، فنحن معا بدأنا مشوار الخير.
من فريق السلام الداخلي؟
٭ نحن فريق تطوعي نعمل تحت مظلة الهيئة الخيرية العالمية بدأنا مشوار التطوع عام 2012 لدينا أنشطة متعددة نسعى فيها للمساهمة في نشر وتحقيق السلام الداخلي إيمانا منا بان السلام لا يعم المجتمعات ما لم يتمتع الإنسان بسلام داخلي واستقرار نفسي، وان الإنسان لا يصبح منتجا ونافعا لمجتمعه ما لم يكن متسامحا مع نفسه ومع من حوله وحتى نحقق هدفنا كان لا بد من ان نبدأ بأنفسنا فبدأنا بتطوير ذاتنا وإعداد فريقنا واخذنا العديد من الدورات في التنمية البشرية والارشاد النفسي، وبحمد الله حصلنا على شهادة في الإرشاد النفسي من خلال نظرية العلاج السلوكي الانفعالي ومن ثم القيام بأنشطة تساهم في غرس مفاهيم السلام والرضا والتناغم مع المحيط الخارجي، وحتى تكون لنا بصمة في المجتمع كان لا بد ان نساهم في أي قضية تستجد على المجتمع سواء محلية أو عالمية، ولنا رؤية في أن تكون لنا الريادة في نشر السلام الداخلي.
ما أبرز إنجازات الفريق؟
٭ نزور دور الأيتام والعجزة ومرضى السرطان بصفة دورية وفي كل زيارة نسعى الى ان نترك أثرا لدى هؤلاء ولو كان بسيطا، ونقوم بمساعدة الأسر المتعففة عن طريق الدعم المادي والمعنوي والمشاركة في إعادة بناء وصيانة منازلهم المتهالكة اذا احتاج الأمر، ولدينا لجنة خاصة تتابع احتياجاتهم النفسية والمادية باستمرار بقيادة م. فاطمة الراشد والعديد من عضوات اللجنة اللاتي يعمل كخلية نحل بلا توقف وبلا مقابل، كما قدمنا 19 دورة تدريبية بأسعار رمزية تقدمها مدربات من داخل الفريق وخارجه، وكان ريع هذه الدورات إغاثة للاجئين السوريين ولمشروع مركز السلام الداخلي الذي قمنا بإنشائه بإشراف جمعية الرحمة العالمية، وهو مركز تربوي متكامل للأيتام والأرامل وهو الأول من نوعه في منطقة الزرقاء بالأردن، كما نقوم بزيارات للمدارس والمؤسسات لتقديم ورش عمل للطالبات والمعلمات أو الموظفات، كما نشارك في المعارض والملتقيات للتعريف عن الفريق وللمساهمة في غرس المفاهيم التي نؤمن بها، حيث قمنا بتقديم تجربة صوتية نفسية في تقدير الذات سميناها «مشروع رفع التقدير للذات» عن طريق جهاز سمعي أمام مرآة يقدم فيها حوار عميق للنفس للكشف عن محاسنها وتحفيزها، وبحمد الله كانت تجربة ناجحة ومؤثرة جدا على الحضور حتى انه تمت الاستعانة بها من قبل جهات تعليمية معروفة.
ما إنجازات الفريق خارج الكويت؟
٭ قمنا بعمل عدة رحلات خيرية، فكونا فريقا نفسيا، فنحن نحرص على ترك اثر نفسي على من نزورهم في رحلاتنا الخيرية، لذلك نجد ان التحضير لأي رحلة خيرية يحتاج الى جهد كبير ويلزمنا وقت طويل كي نقوم بجمع التبرعات من الجمهور عن طريق الهيئة الخيرية العالمية أو عن طريق جمعية الرحمة العالمية، بالإضافة الى الإعداد المسبق للدورات التدريبية التي نقدمها هناك والتي تكون لعدة فئات منها فئة المسؤولات عن الأيتام وفئة المربيات، حيث نقوم بتقسيم الفريق كل حسب تخصصه وخبرته لتقديم دورات تنمية ذاتية إلى أناس هم بأمس الحاجة لهذا النوع من الدعم، حيث ان النهوض بالنفس البشرية وانتشالها من اليأس والحزن يساهم بشكل كبير في تخفيف آلامهم وفي دفعهم للإنجاز مهما كانت الظروف التي يعيشون فيها، ونحن نتواصل مع من دربناهم من الفتيات السوريات والمربيات وبعضهن قمن بإنشاء فريق تطوعي يساعدن فيه الآخرين. وقد قمنا برحلات الى اللاجئين السوريين الى الأردن ورحلة الى اندونيسيا والى قرقيزيا مع جمعية السلام الخيرية.
ما رحلتكم القادمة؟
٭ قريبا سنذهب الى اللاجئين السوريين في لبنان ونقوم بالإعداد لدورات تدريبية ستقدمها نخبة من المتطوعات المتخصصات، وستقدمها كل من د. زكية البورسعيدي من عُمان، ونورة الأخزمي، وباسمة سعيد، ود. رفيدة المجدلي من الكويت، ود. أمينة كميش من المغرب، بالإضافة الى الكثير ولكل فرد منهم في هذه الرحلة دور خاص سواء للأطفال اليتامى أوالمحتاجين أو الأرامل أو المربين أو المشرفين على الأيتام.
كلمة أخيرة تحبين ان تضيفيها؟
٭ من خلال لقائي هذا أحب أن ادعو كل شاب وشابة لديه الوقت والمقدرة الى ان يجرب العمل التطوعي، فمن خلاله وجدنا متعة كبيرة واستغلالا نافعا وبركة في الوقت والجهد، والتطوع يشعر الفرد بأهميته في المجتمع ويكسبه خبرة كبيرة من خلال احتكاكه بالناس ومساعدته للآخرين مع أشخاص آخرين قد يصبحون فيما بعد كالاخوة بمحبتهم وترابطهم وهذه هي الاخوة في الله، وقد وجدنا اثر التطوع في حياتنا ولمسنا السعادة على وجوه الآخرين والتي هي في الحقيقة سعادة لنا نحن، كما أحب ان أقول لمن لا يملك الوقت للمساهمة بنفسه وجهده ان يساهم بماله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة»، وأنا ادعو الجمهور الكريم للمساهمة معنا في أنشطتنا الخيرية ومنها رحلتنا القادمة الى لبنان وستجدون تفاصيل الرحلة وغيرها في حسابنا في الانستغرام: Group alsalam.
المصدر : ليلى لشافعى \ جريدة الانباء