0 تعليق
1064 المشاهدات

رعشة اليدين… مشكلة مزعجة وحلها يسير



أستاذ علاج طبيعي: بالتمارين البسيطة كالمشي السريع والوثب المنتظم والحركات المفاجئة المنتظمة وتمارين اليوغا، يمكن التخلص منها
أستاذ تغذية علاجية: من أهم أسبابها، شرب الكحوليات والمسكرات، الافراط في تناول المنبهات، ادمان الأفيون والحبوب المخدرة
أستاذ الطب النفسي: علاجها بالنوم المبكر والتخلص من التوترات النفسية والعصبية والاسترخاء
«رعشة اليدين»، حركة لا ارادية تحدث نتيجة أسباب متعددة يجهلها الكثيرون، منها، التدخين، شرب الكحوليات، ضغوطات العمل، الاجهاد النفسي والعصبي، الانخراط في الملذات، علاوة على أسباب أخرى تؤدي إلى الاصابة بهذه الحركة التي وصفها أطباء وخبراء لـ «السياسة» بأنها قد تكون «أمر غير مقلق» لسهولة ايجاد الحلول العلاجية لها بأسهل الطرق وأبسط الأدوات، وأحيانا تكون مؤشر خطير وهو ما يكشف عنه هذا التحقيق.

يؤكد الدكتور أحمد لطفي، استشاري المخ والأعصاب، مستشفي الساحل التعليمي، أن الرعشة أو الرعاش هي عملية انقباض متقطع بالعضلات نتيجة اضطراب هرموني وراثي أو خارجي، يسبب خللا بالدماغ والأعصاب، متسببا في تهيج بالعضلات، ولا تعد الرعشات أمرا مقلقا لأن أغلبها يكون مؤقتا يزول تدريجيا بعدد من الوسائل والطرق الطبية، موضحا أنها لا تصيب بالضرورة الفئة التي تقدم العمر بها، بل تصيب الجميع.
يتابع: للحيلولة دون حدوث تلك الرعشة، لابد من التفرقة بين أنواعها، منها، رعاش باركنسون الذي يعد الأكثر شهرة وهو حالة مرضية يصاب بها الانسان نتيجة الخلل في منطقة الدماغ، حيث يفقد الجسم خلايا عصبية صبغية في المادة السوداء وسط الدماغ، النواة القاعدية بالدماغ، ومن يصاب بهذا النوع، تتشنج لديه الأطراف، يعاني من عدم القدرة على الحركة الا ببطء شديد مع وجود رعشة خفيفة بالجسم.
والنوع الآخر هو الرعاش الفسيولوجي، وهو بسيط، غير مؤثر على المدى الطويل، يصاب به المريض بشكل مؤقت، سرعان ما يزول، يصيب اليدين والأرجل، نتيجة التعب والاجهاد وعوامل خارجية، بينما النوع الثالث وهو الرعاش المخيخي القصدي الذي يأتي نتيجة الخلل بالمخيخ، مثل الاصابة بالتصلب المتعدد، أما الرابع فهو رعش التثبيت، يصيب الرأس والجسم، يطلق عليه أيضا رعاش الرنح، والرابع هو الرعاش الوراثي، يصيب الرأس، اليدين، الصوت، يزداد حدته مع الحركة والتقدم في العمر، يختفي تدريجيا مع الراحة والاسترخاء، أما الخامس فهو رعاش التنبيب، يكون فيه اضطراب عضلي نتيجة حمل الأوزان الثقيلة أو الحركة المفاجئة من وضع الثبات ويصيب العضلات الدانية، مشيرا إلى أن من بين أسباب الرعشات، فرط نشاط الغدة الدرقية، التهاب الأعصاب، قصور شرايين القلب، تخبط الأداء الوظيفي للكبد، تلف خلايا وأنسجة المخ، الاصابات الفيروسية بالجهاز العصبي.
عن العلاج يؤكد أنه ينحصر في علاج الجهاز العصبي من الخلل، العمل على تقليل أسباب الاصابات العصبية مع تناول منتجات طبيعية تحتوي على مضادات الأكسدة والمعادن بكميات كبيرة، لأنها تمنح الأعصاب الاسترخاء، ممارسة عدد من الرياضات المختلفة مثل السباحة، التنس، كرة القدم، تمارين العضلات.
التمارين البسيطة
فيما يؤكد الدكتور علاء بلبع، أستاذ العلاج الطبيعي، جامعة القاهرة، أن الرعاش من الأمراض بسيطة العلاج، لا تتطلب في كثير من الأحيان التدخل الجراحي أو تناول عقاقير طبية، بل يمكن الاكتفاء بعدد من التمارين البسيطة للقضاء عليه تماما، مؤكدا أن الكثير ينتبه إلى أن الاسترخاء هو أفضل اسلوب لتجنب تلك الرعشات، بينما أكدت دراسة علمية أن التمارين السريعة، تعد طوق النجاة للعديد من الرعشات، فالمشي السريع، الوثب المنتظم، الحركات المفاجئة المنتظمة غير المجهدة لها تأثير «مثالي» في القضاء على عدد من الرعشات، كذلك تمارين اليوغا مع أخذ نفس عميق، تنقية الذهن، الخروج بالنفس عن ضغوطات المرض بالتفكير الايجابي، فرط الحركة البطيئة لليدين لأعلى لأكثر من 5 دقائق له تأثير قوي في القضاء على رعشة اليدين.
يكمل: من بين الأسباب، انقباض العضلات وانبساطها بشكل مضطرب، لذلك يجب العمل على تهدئة العضلات، عمل استرخاء لها بالشكل الذي يحد من نشاط الاضطراب المتسبب في ظهور الرعشات، كذلك عبر جلسات مساج طبيعي لتلك العضلات، يستحسن استخدام زيت الزيتون الدافئ لتقليل حدة توتر تلك العضلات، تهدئة نشاطها. لابد أيضا من التفرقة بين رعشة اليدين والشلل الرعاش، فرعشة اليدين عرض مؤقت يصيب يد واحدة أو يتضاعف لاصابة اليدين، لا ترتبط بأي مرض داخلي أو بانهيار داخلي للجسم، أنما هو عرض نتيجة خلل بالمخ والخلايا العصبية أو نتيجة لعوامل خارجية، حيث يكون تأثيره لفترة ما بين ثواني وساعات بل أيام، بينما يكون الشلل الرعاش أكثر خطورة لأنه لا يصيب اليدين فقط بل يصيب الرقبة، الذقن، الأرجل، الكتفين، أي منطقة بالجسم، فيتسبب في بطء الحركة، اضطرابات بالمشي، مما يلزم المريض بالمتابعة الفورية والمستمرة مع الطبيب المعالج، عكس رعشة اليدين التي يمكن علاجها منزليا، لأن الاصابة هنا تكون مرتبطة بالجهاز العصبي وغالبا تكون الاصابة به في المراحل المتقدمة للعمر. موضحا أن هذه الرعشة بعيدة عن العامل الوراثي، ويمكن التغلب عليها بثني القدمين في وضعية السجود ومن ثم مد الذراعين للأمام مع مراعاة أن يكون اتجاه الوجه للأرض بجانب فرد الأصابع، العمل على اطالة الجسم قدر المستطاع والوقوف مرة أخرى، ثم تكرار الأمر ولمدة 20 قيقة أو 50 حركة بحيث لا يسبب أي اجهاد للجسم.
العقاقير الطبية
يقول الدكتور محمد بدير، أستاذ التغذية العلاجية، شعبة بحوث الصناعات الغذائية والتغذية، المركز القومي للبحوث هناك عوامل أخرى تلعب دورا كبيرا في الاصابة برعشة اليدين منها الادمان، شرب الكحوليات والمسكرات، الافراط في تناول المنبهات من القهوة ومشتقاتها، ادمان الحبوب المخدرة من أنواع الجدول المحظورة، ادمان الأفيون، غيرها من العادات التي لا تؤثر وحسب على أحداث رعشة باليدين، بل تسبب انهيارا تاما بالجهاز العصبي، ضعف كبير بالعظام، تدهور بالصحة العامة.
يتابع: من بين أسبابها أيضا الافراط في تناول العقاقير الطبية خصوصا التي ترتبط بالضغط والسكر، الأدوية التي تساعد في تزايد حدة التوترات، لذلك يجب الابتعاد عن أية مركبات كيميائية واللجوء إلى منتجات الطبيعة للقضاء على تلك الرعشات مثل المشروبات الدافئة والمستحلبات ولبخات تلك المنتجات، مشيرا إلى أن اللبن، مغلي اليانسون، العسل مع الخميرة، منقوع الزيتون، حبة البركة، له تأثير ايجابي وقدرات شفائية في تقليل التهيجات العصبية ورعشة اليدين أيضا. كما أن تناول الخضروات والمنتجات التي تحتوي على الألياف أمر ضروري للقضاء على السمنة التي تعد مصدرا كبيرا للعديد من الأمراض، منها الأمراض العصبية، كذلك الفيتامينات لها تأثير على معالجة التوترات النفسية واصلاح الجهاز العصبي كاملا، ناصحا بالحرص على تناول أطعمة بها فيتامين ب، ب1، ب2، ب6، ب9، ب12، لا تسبب أية اضرار عصبية. كذلك يضمن تناول الفول السوداني، الحمص، عين الجمل، الكاجو، اللوز، الأفوكاتو، الجوز، الشوفان، الطماطم، اليقطين، الهيليون، السبانخ، فيتامين هـ، البوتاسيوم، الماغنسيوم، الكالسيوم، أيضا تناول البرتقال، البيض، السمك، الموز، الكيوي، العدس، عدم الاصابة بالتشنجات العصبية، اضطرابات العضلات، الخلل في الأعصاب.

الضغط النفسي
يقول الدكتور فيكتور سامي ميخائيل، أستاذ الطب النفسي، عضو الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين، أن رعشة اليدين تأتي نتيجة للعديد من العوامل الخارجية، منها، ضغوطات العمل، تأمين المستقبل، اكتساب الرزق، السعى نحو الشهرة، هوس المال، مشاكل عائلية مع الزوج أو الزوجة، سوء التواصل مع الأطفال، أعباء توفير متطلبات الحياة الاسرية، البطالة، العنوسة، التقدم في العمر، تلك العوامل كفيلة بأن تكسب الشخص توترا نفسيا وعصبيا، مما يؤثر على العضلات فينتج عن ذلك هزات متقطعة باليدين. وحينما يتعرض شخص لضغط، حادث، تأنيب ضمير، تكليفات، ضغط العمل، يلاحظ أن يده تهتز، بل تمتد الرعشة إلى الفكين، في تلك الحالات لابد من اتباع عدد من النصائح للحيلولة دون حدوث ذلك، بتصفية الذهن، البعد عن مكان الحادث به ذلك الضغط النفسي والتأثير العصبي، ناصحا بضرورة تناول أي من المشروبات التي من شأنها العمل على تهدئة الأعصاب، مع أخذ نفس عميق من الأنف، اللجوء إلى غرفة بها هدوء سمعي وبصري، اضاءة هادئة، الاستلقاء في مكان به وسادات تمنح الراحة للوصول سريعا لتهدئة عصبية وتقليل حدة التوترات النفسية وازالة الضغوط الاجتماعية. مضيفا بأن العمل على حل كل المشاكل بطرق ناجحة له تأثير ايجابي في تقليل حدة التوترات التي تصيب الانسان، فضلا عن النوم المبكر بشكل طبيعي وبعدد الساعات التي يحتاجها الجسم يوميا بحيث لا تقل عن 8 ساعات ولا تزيد عن 11 ساعة لاكساب الجسم الراحة التامة ضد الاجهاد والوهن.
يتابع : هناك عدة أبحاث طالبت باستغلال الحواس بشكل مثالي لمنع رعشة الأيدي، عدم التحدث بصوت مرتفع أو سماع الأخرى المحيطة المرتفعة، عدم التعرض للأدخنة وعوادم السيارات والمصانع التي تسبب شتاتا بالجهاز العصبي وتضعفه، بالتالي تؤثر على الأطراف، ناصحا بضرورة الحفاظ على أداء تلك الحواس بشكل منتظم لا يؤثر على نشاطها ولا يحدث بها اضطرابا أو تهيجا غير طبيعي، موضحا بأنه لابد للمصاب أن يكون أكثر اجتماعية، أن ينخرط في الأمور الايجابية، اكتساب علاقات اجتماعية غير نمطية عن طريق الابتسامة، الثقة في النفس، تصديق الآخرين، اكتساب ودهم، مع تعزيز الجوانب الايجابية وابرازها، الاتسام بالأخلاق الحميدة، السيطرة على القلق وضيق النفس، التخلص من الذكريات الأليمة الماضية مع تعزيز الأخرى الايجابية الجميلة لأن ذلك يعود عليه نفسيا، مما يعني القضاء على كافة الأمراض والتوترات النفسية والعصبية ومنها رعشة اليدين.

* طرق علاج رعشة اليد بالأعشاب الطبيعية:

– غلي مسحوق أوراق الخطمي مع مقدار كوب ماء لمدة ربع ساعة، ثم يتم تصفيتها وتناولها صباحا ومساء
– اضافة مقدار ملعقة من مسحوق أوراق السذاب لكوب ماء مغلي، وما أن يبرد يتم تصفيته وشربه صباحا ومساء.
– خلط ملعقة صغيرة من خميرة البيرة مع ملعقة صغيرة من العسل، ومن ثم تذويبهما بكوب من الماء وتناولها مرة في الصباح ومرة في المساء.
– أخذ حمام دافئ بشكل يومي أو نقع القدمين في الماء والملح مدة ربع ساعة للتخلص من كهرباء الجسم.
– تناول الأطعمة المفيدة للجسم التي تحتوي على الفيتامينات والبروتينات والمعادن التي يحتاجها الجسم بشكل أساسي.

 

المصدر : احمد القعب – القاهرة \ جريدة السياسة

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3773 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4150 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0