بعد تطبيق بطاقة «عافية» للتأمين الصحي على المتقاعدين ورغم المثالب التي شابت هذا القانون حين تطبيقه واقتصاره على بعض الخدمات مقابل المبالغ الكبيرة المخصصة له من قبل الدولة، إلا أن وزير الصحة د. جمال الحربي ومنذ أن تسلم زمام أمور الوزارة، أخذ على عاتقه مراجعة الخدمات المقدمة في «عافية» وتقييمها إضافة إلى التوجه لشمول جميع المواطنين تحت مظلة التأمين الصحي وإعادة الثقة في الخدمات الصحية.
بالفعل الأمور تشير إلى أن الوزارة قدمت دراسة وافية بشأن شمول عدد أكبر لبوليصة التأمين، وقريبا كخطوة أولى سيتم ضم فئة المعاقين وربات المنازل إلى المنظومة، وبعد مرور أشهر من تطبيق التأمين الصحي.
الوزارة بعد المراجعة للخدمات الطبية المقدمة للمراجعين رأت إضافة العديد من الخدمات الجديدة وشمولها بالبوليصة التأمينية للمستفيدين منها، وعلى سبيل المثال زراعة الأسنان وكذلك علاج الأورام السرطانية إضافة إلى عمليات القلب وتركيب الدعامات وعمليات تبديل المفاصل.
الخطوة التي بادر بها الوزير ودراسته المستفيضة في إدخال تلك الخدمات تسجل له في حال إقرارها لأن العديد من المتقاعدين وغيرهم بحاجة إلى تلك الخدمات الطبية المهمة بذلك ستصبح بوليصة التأمين بوليصة ذهبية حيث تمكن حاملها من الانتفاع من كل الخدمات الطبية العلاجية دون استثناء.
باستطاعة الوزارة أيضا بعد تسليم مستشفى جابر إلى مستثمر أجنبي لإدارته الاستفادة من هذا الاستثمار وشمول كل الخدمات المقدمة فيه للمواطنين وإلزام المستثمر بابتعاث الحالات التي بحاجة إلى العلاج بالخارج من خلال البوليصة الدولية المقدمة بالتعاون ما بين الحكومة والمستثمر للمواطنين.
هذا التوجه على ما أعتقد الوزارة تدفع باتجاهه وفي حال الموافقة عليه سيوفر على الدولة ووزارة الصحة مبالغ كبيرة تصرف على بند العلاج، حيث خلال الفترة الماضية صرفت الوزارة ما يقارب المليار دينار على الحالات المبتعثة للخارج والذي أثر سلبا على ميزانية الوزارة حيث ما زالت آثاره مستمرة في استنزاف الميزانية إلى الآن بسبب الديون السابقة على المكاتب الصحية بالخارج خلال الأعوام الماضية.
كلمة حق: سبق أن تطرقت سابقا في مقالتي إلى الوزراء والمسؤولين بالدولة والدعوة لفتح أبوابهم للاستماع إلى هموم المواطنين وحل مشاكلهم دون دخول أي واسطة في إيصال المواطن إلى هذا أو ذاك القيادي حقيقة وجدنا هذا الوزير الذي طالما طالبنا من سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك اختيارهم في كل حكومة يفتح أبوابه ويتقبل الشكاوى بكل رحابة صدر هو وزير الصحة د. جمال الحربي الذي خصص جزءا من وقته لمقابلة المواطنين للاستماع عن قرب إلى مشاكلهم وحلها بنفسه سواء كانت بسيطة أو متابعتها مع الجهات المعنية تمهيدا لإيجاد الحلول المناسبة لها، متمنيا أن يحذو جميع الوزراء حذوه وأن يكون شعارهم سياسة الباب المفتوح للجميع.