لم تكن الإعاقة في يوم من الأيام تعوق المصابين بالإعاقة في أي عضو من أجسامهم ما دامت هناك الإرادة والعزيمة والتصميم على مواكبة الحياة المعيشية كل حسب قدراته الجسمانية التي يسخرها للتغلب على الإعاقة المصاب بها والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى .
ولقد ذكرنا في موضوع سابق كيف كان معاق مصاب بالشلل الدماغي ومع ذلك استطاع بتحريك أصبع واحد بتأليف 16 كتاب شارك فيهم في معارض الكتاب. وهناك مصاب بالإعاقة بشلل الأطفال في قدمه اليسرى نتيجة عدم تطعيمه في صغره ومع ذلك قاوم هذه الإعاقة وتسلق قمة سلسلة جبال الألب (4810 أمتار) كما قام بتسلق جبل موسى وبمشاركة كفيف وأصم ومصاب بمتلازمة داون وغيرهم من ممثلي الإعاقة داخل جمهورية مصر العربية الشقيقة لاندماجهم في الحياة خارج إطار الصور النمطية لحدود قدرات المعوق وقد أطلق هذا المصاب بالإعاقة مبادرة (فاعل خير للسياحة الداخلية لذوي الإعاقة) . ويضيف هذا الإنسان الذي كله ثقة بنفسه بتغلبه على إعاقته عندما صعد للمرة الأولى إلى قمة هرم خوفو حاملاً لافتة مكتوب عليها (أين حقوق ذوي الإعاقة) ولقد ازداد شعوره بمعاناة ذوي الإعاقة ولم يجد وسيلة للتعبير عما بداخله غير صعود قمة الهرم رغم التحذيرات والصعوبات التي واجهته . ولقد تأهل هذا الإنسان إلى المرحلة النهائية في صعود قمة جبال الألب وفاز فيها بعد مجهود كبير وهو يحض الناس المتواجدين على التصويت له . وكما أنني شاهدت في إحدى الفضائيات العربية فرقة من المصابين بإعاقة (البكم) وكانوا يؤدون حركات إيقاعية في (الدبكة) والتي تمرسوا فيها وشاركوا في مهرجانات كثيرة كانت هذه (الدبكة) التي يؤدونها محل الإعجاب والإشادة من الحاضرين والمشاهدين بحركات إيقاعية فنية وبملابس مميزة تتماشى مع حركاتهم الإيقاعية وهم يؤدون بامتياز (الدبكة) مع الإشارة أن هذه الفرقة مضى عليها أكثر من خمسة وعشرون عاماً وهم لا يزالون في قوة نشاطاتهم وإبداعاتهم رغم إعاقة (البكم) التي لم تمنعهم من ممارسة الرقصة الشعبية (الدبكة) بإيقاع جميل وراقي. آخر الكلام : لم تكن الإعاقة لأي إنسان حائلاً بينه وبين اندماجه في المجتمع وتحقق ما يصبو إليه من ممارسة لمواهبه وهواياته وعلى أفراد المجتمع أن يقفوا بجانبه ويشجعوه في أي نشاط يقوم به وأي مسابقة يشترك فيها فالمواهب نعمة وميزة وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده منذ ولادتهم لذلك تظل الموهبة مع الإنسان تساير حياته ما دام عنده العزم والتصميم على تسخير موهبته سواء بكامل صحته أو معاق بأي إعاقة لذلك برز الكثيرون من المعاقين ووصلت شهرتهم العالمية في مختلف دول العالم بممارساتهم للأنشطة المختلفة وكانوا في مقدمة الفائزين بأي مشاركة أو مسابقة يشتركون فيها . يبقى القول أن الإعاقة التي تُلقي الكثيرين إلى الانطواء خاصة مع الأسف الشديد في ظل بعض المجتمعات العربية العاجزة عن دمجهم في المجتمع ولكن بعض المعاقين كان لديهم التحدي بالخوض بأفعال غير عادية لمن في مثل حالتهم لافتين الانتباه إلى حقوق فئتهم من جهة وقدراتهم من جهة أخرى . وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس |