قال باحثون بريطانيون، إنهم «طوروا اختبارًا جديدًا يمكنه رصد المياه الزرقاء أو «جلوكوما» قبل ظهور أعراضه بنحو 10 سنوات»، ما يسهم فى علاج السبب الرئيسي للعمى حول العالم قبل تفاقم أعراضه.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة كوليدج لندن البريطانية، ونشروا نتائجها، اليوم السبت، في دورية «Brain» الطبية.
وأوضح الباحثون، أن «الاختبار الجديد يستخدم صبغة فلورية تلتصق بالخلايا التي أشرفت على الموت داخل الشبكية».
واختبر الفريق فاعلية الاختبار على 16 شخصا في تجارب أولية، حيث استعان الباحثون بثمانية أشخاص لا يعانون من أمراض العيون، وثمانية آخرين تم رصد المياه الزرقاء لديهم في المستشفى.
وقام الباحثون بحقن المشاركين بالصبغة الفلورية التي تلتصق بالخلايا التي أشرفت على الموت داخل الشبكية، قبل فحص أعينهم في منظار العين بالأشعة تحت الحمراء.
وقالوا إن «الخلايا المصابة، تظهر خلال الفحص على أنها بقعة بيضاء حتى بعد 6 ساعات من الحقن».
وفي المرحلة الأولى من التجارب السريرية، تمكن هذا الاختبار الجديد من رصد الاختلاف بين المرضى الأصحاء وأولئك المصابين بالجلوكوما.
وينجم المرض عادة بسبب تغييرات في معدلات الضغط داخل العين، ما يؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية داخل الشبكية.
وبينما تتعرض تلك الخلايا العصبية للضغط وتصبح أكثر ضعفا، تبدأ في تغيير تركيبتها الكيميائية، ما يؤدي إلى تحرك هياكل أكثر دهنية خارج الخلية، وهذا هو الجزء الذي تلتصق به الصبغة الفلورية التي تُحقن في مجرى الدم.
وقالت قائد فريق البحث بمعهد طب العيون بكوليدج لندن، فرانسيسكا كوردير: «هذه هي المرة الأولى في تاريخ البشرية نمتلك فيها اختبارا يمكنه كشف نشاط مرض الجلوكوما قبل تطوره».
وأضافت: «نحن نتحدث عن خمس إلى عشر سنوات قبل اكتشاف المرض بالطرق المعتادة».
والجلوكوما هو مرض يصيب العين عند التقدم في السن بسبب تلف العصب البصري في العين، ما ينتج عنه ارتفاع ضغط العين ومشكلات في الرؤية والإجهاد العيني.
ويعتبر المرض السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص كبار السن، ويمكن منع الإصابة بالعمى بسببه لو بدأ العلاج مبكرا بما فيه الكفاية.
ووفقا لفريق البحث، تصيب الجلوكوما 60 مليون شخص حول العالم ويفقد غالبيتهم نحو ثلث درجة الرؤية عند تشخيص حالاتهم.
المصدر : القبس