سأتحدث عن مرض غير معروف عند الكثير من الناس وأيضا قليل من تحدث فيه رغم أنه أكتشف منذ عدة سنوات ومع تطور العلم أصبحت وسائل التشخيص الطبي متقدمة جدا، والتي ساعدت في التمكن من معرفة هذا المرض فور حدوثه، وذلك ساعد على انتشار ومعرفة عدد كبير من الحالات المصابة بهذا المرض. وهذا المرض يسمى التصلب المتعدد ويعرف بأسماء كثيرة ، منها التصلب اللويحي المتعدد والتصلب المتناثر أو التهاب الدماغ والنخاع المنتثر.
يعتبر مرض التصلب المتعدد (Multiple sclerosis ) من أمراض المناعة الذاتية وهو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي أي الدماغ والنخاع الشوكي ويسبب تلفا للمادة البيضاء التي تحمي الخلايا العصبية وتسمى المايلين، فعند فقد هذه المادة فإن الرسالة العصبية لا تصل لهدفها أوتضعف وتبطئ التواصل بين المخ وبعض الأعضاء حسب مكان الإصابة. ومازال السبب الحقيقى لحدوث هذا المرض مجهولا ولكن هناك عوامل عديد تؤثر وتؤدي إلى حدوث المرض ومنها الالتهابات الفيروسية والتي تؤثر على الجهاز المناعي والذي يقوم بمهاجمة غشاء المايلين في الجهاز العصبي المركزي وتدميره. وان هذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال ويصيب بين عمر (20-40 سنه).
وان أخطر شيء في هذا المرض هو ان اعراضه مؤقتة تأخذ من ساعة إلى 48 ساعة ثم تختفي ولان العرض اختفى قد لا يلجئ إلى استشاره الطبيب وقد تحدث النوبة الثانية بعد فتره طويلة ولكن بتوالي النوبات يحدث فقدان للمادة البيضاء ويحدث ضمور في خلايا الاعصاب وإلى ان يشخص بأن هذه أعرض مرض التصلب المتعدد يكون قد مضى سنوات من المعاناة التدمير في الجهاز العصبي وأيضا ما يميز هذا المرض بأن أعراض متنوعة جدا وكثيرة.
من الاعراض التي يشكو منها المريض:
فقد الرؤيا بالعين الواحدة – ازدواجية في الرؤية – التنميل في الجسم – دوخه عند المشي – ثقل في اليد أو الرجل – سلس في البول – احتباس في البول – عدم القدره على التركيز- معدل الذكاء والأداء المهني بدأ يقل – صعوبة بالكلام – يصاب بالاكتئاب – الإرهاق الشديد.
يتم تشخيص المرض عن طريق:
(أخذ التاريخ المرض + الفحص السريري+ فحص الجهد المثار+الرنين المغناطيسي+فحص سائل النخاع.)
وهناك الكثير من المرضي من تدهورت حالتهم لتأخرهم في التشخيص والعلاج.
فأرجو عزيزي القارئ بأنك اخذت فكرة عن هذا المرض وتكون سبب في توعية من لديهم مريض يحمل نفس الاعراض والمتاعب. وانصح أيضا من لديه بعض هذه الاعراض ان يراجع طبيب المخ والأعصاب لأنه الطبيب المتخصص لهذا المرض.
فكلما كان التشخيص مبكرا كلما استطعنا تجنب ضمور الاعصاب في الجهاز المركزي.
بقلم: أ. نوره العدواني
معهد التمريض
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب