تسمى حالة «الصعوبات في تعلم القراءة» بالديسلكسيا، وهي حالة مزمنة تستمر طول العمر، وتجري في العائلة (أي أن لها أساساً وراثياً). وتظهر الإحصائيات البريطانية شيوع هذه الحالة، فهي تصيب شخصاً واحداً من بين كل 10 أشخاص.
وكشف بحث جديد لباحثين من معهد ماساشوستس التكنولوجي أن سبب الإصابة بالديسلكسيا هو ضعف النشاط في بعض مناطق الدماغ، حيث بينت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي اختلافا مميزا في نشاط دماغ من لديهم ديسلكسيا مقارنة بأقرانهم غير المصابين. وأكدت افتقار دماغ المصابين بالديسلكسيا للمرونة والقدرة على التأقلم العصبي، وهي أمور يجب توفرها لامتلاك مهارة تعلم الأمور الجديدة، حيث أظهرت نتائج الأبحاث أن تكرار رؤية مصاب الديسلكسيا لذات الكلمة مرة تلو الأخرى، لا ترافقه تغيرات كيماوية في مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة بشكل مشابه لما يحدث في أدمغة القادرين على القراءة بشكل طبيعي. فقد كانت هذه التغيرات ضعيفة أو غير ملحوظة في المصابين بالديسلكسيا.
ووجد الباحثين أن لديهم ضعفاً في التعرف وتذكر الكلمات والصور والوجوه أيضا. ويؤمن د. جون جابري، البروفيسور في الدماغ والقوى العقلية، أن صعوبة تعلم القراءة سببها هو الضعف في عمليات ذهنية معينة.
وأوضح جابري أن «التغيرات الكيماوية الدماغية مهمة، لأنها تعد الخلايا العصبية الدماغية للاستجابة إلى المثيرات المعروفة في المرة القادمة، التي تراها أو تسمعها، أي تؤهله إلى امتلاك «مهارة التعلم».
وتوجد عدة مهام ذهنية تتطلب نشاطاً دماغياً مماثلاً لما تتطلبه مهارة تعلم القراءة، وهي ذاتها التي تصعب عدة عمليات ذهنية، مثل التعلم والتذكر لما يراه ويسمعه الشخص. ورغم أن هذه الأمور تجعل التعلم صعبا، فإن ليس لها علاقة بمعدل الذكاء.
المصدر : د. خلود البارون \ القبس