0 تعليق
784 المشاهدات

يمكن علاج التأتأة في أي عمر



التأتأة هي معاناة الشخص من نوع من التردد والاضطراب والانقطاع في سلاسة الكلام، ويحصل بشكل لاإرادي ومزمن. ويقدر أنها تحدث بشكل مؤقت وطبيعي لدى %90 من الأطفال، بيد أن التأتأة الحقيقية والمرضية تصيب %1 منهم فقط. وهي أكثر شيوعا في الاولاد مقارنة بالبنات. وبين د. محمد الامير، اختصاصي أمراض النطق والبلع قائلا «يصعب تشخيص التأتأة خلال سنوات الطفل الاولى. فمن الطبيعي ان تظهر اللزمة او (الحبسة) في الفئة العمرية التي بين 3 – 6 سنوات. فيلاحظ توقف الطفل فجأة في منتصف الحديث حتى يتمكن من نطق الكلمة وإتمام الجملة. لكن عادة ما يكون هذا عارضا مؤقتا وناتجا عن لخبطة الدماغ مع المخزون الهائل من الكلمات التي يكتسبها يوميا. لذا، لا ينصح ببدء علاج التأتأة في هذه المرحلة، وبخاصة لو لم يتوافر تاريخ وراثي بإصابة احد افراد العائلة بالتأتأة.
ومن المهم اعطاء الاهل ارشادات حتى لا يزيدوا الضغط النفسي الذي يتعرض له الطفل. مثل ألا يقطعوا عليه حديثه ويسكتوه او يسخروا من التأتأة، او يكملوا الحديث بالنيابة عنه او يوبخوه على التأتأة او اشعاره بأنه اقل من اقرانه».
◗ سبب التأتأة
لم تكتشف اي دراسة سبب اصابة البعض بالتأتأة دون الآخر، لكنها بينت ارتباطها بالعامل الوراثي. فغالبية الاطفال الذين يتأتئون لديهم قريب مصاب بها ايضا كالوالدين او الأعمام او الأخوال. وبين د. محمد خطأ الاعتقاد بأنها ناتجة عن تعرض الطفل للتخويف او الضرب او حتى الصدمة النفسية. وشرح قائلا «لا بد من وجود عامل وراثي أولا، ثم تأتي الازمة النفسية الشديدة كالطلاق او موت قريب او نقل الطفل من مدرسته الى اخرى، حتى تكون مثيرا ومنبها لبدء اعراضها. وهناك حالات اصيبت بالتأتأة بعد تعرضها لأزمة نفسية شديدة، لكنها تكون عارضا مؤقتا ويختفي تدريجيا مع تحسن الحالة النفسية».
◗ ليست عيباً في اللسان أو التنفس
نبه د. محمد الى خطأ الاعتقاد بأن سبب التأتأة هو ضعف في عضلة اللسان او زيادة ثقلها، أو المعاناة من مرض نفسي او تكون نتاجا لضعف في التنفس. وبين قائلا «بما أن المصاب يتمكن من لعب الرياضة والتنفس بشكل طبيعي، لذا فهو لا يعاني مشكلة في التنفس ولا يحتاج للخضوع لبرامج تعمل على تقوية نفسه. كما من الخطأ وصف عقاقير نفسية مثل مضادات اكتئاب له لأنه لا يعاني الاكتئاب او مشكلة نفسية. فالتأتأة ترجع الى اختلال في الاشارات الدماغية العصبية التي تتحكم باللغة، بيد أن العلم لم يتوصل الى تحديد الآلية المسببة للمرض بعد».
◗ أنواع التأتأة
التأتأة درجات وانواع، وأكثر انواعها شيوعا:
– القفلة او الحبسة، وهي التوقف فجأة عن الحديث في منتصف الكلام وقد يرافقها اختناق.
– المدة، وهي التوقف على حرف معين ومده مثل قول آآآآآآآآ.
– التكرار،  وهي ان يتم تكرار حرف او كلمة عدة مرات (مثل ب ب ب) لفترة معينة قبل نطق الكلمة كاملة.
◗ العلاج نفسي وتدريبي
تختلف طريقة العلاج وفق الحالة وشدتها، ولا بد ان يشمل ذلك التعامل مع الجانب النفسي المرتبط بالتأتأة؛ كالخوف والخجل والضغط النفسي وما يترتب على ذلك من مشكلات في العمل والاسرة وانخفاض الثقة في النفس والعزلة وفرط التوتر. حيث تزداد شدة التأتأة مع التوتر وزيادة الضغط النفسي. لذا، لا بد من التعامل مع المشكلات والحالة النفسية التي سببتها التأتأة حتى يتغلب الشخص على مخاوفه وتوتره، ويعرف كيف يتأقلم ويتعايش معها. على سبيل المثال، يعتقد البعض ان الناس يضحكون عليه او يحتقرونه لأنه يتأتئ، فيقوم المعالج والمريض بتجربة هذه الفكرة معا حتى يعرف بنفسه ان افكاره ليست صحيحة ويتغلب على هذه الفوبيا. ويتم ذلك إما عبر تشجيعه على طلب الطعام عبر الهاتف او بمواجهة الغرباء والتحدث معهم حتى يكتشف ان الامر ليس سيئا كما يعتقد. وبذلك تتغير قناعاته.
اما علاج طلاقة الحديث فيتم تحديده وفق ما تحتاجه الحالة. واغلب الحالات تحتاج الى جلسات تدريبية وجلسات نفسية. ولا توجد تقنية واحدة مناسبة للجميع، حيث يختار كل شخص ما يناسبه ويريحه بعد تعليمة عدة تدريبات وتقنيات. وأهم عامل هو ان يتحكم بقلقة وتوتره ويتأقلم مع الامر.
◗ مشكلات اللغة بعد السكتة الدماغية
سبب مشكلات النطق واللغة والبلع لدى المصاب بالجلطة الدماغية (او السكتة الدماغية) هو حدوث اضرار في مناطق الدماغ المسؤولة عن هذه العمليات. ومن الممكن ان تخلف الجلطة الدماغية عدة مضاعفات مثل:
– ان تكون لغة المصاب واضحة وسليمة، لكنه لا يتمكن من اتباع الارشادات الشفهية المركبة. فان طلب منه امران او ثلاثة امور وراء بعضها ستجده لا يفهم ولا يتمكن من القيام بأي منها. بينما لو قرأ الارشادات في ورقة سيفهمها ويقوم بها بشكل طبيعي. مما يدل على وجود مشكلة في فهمه وتحليله للمعلومات السمعية نتيجة تضرر منطقة الدماغ المسؤولة عن تحليل المعلومات السمعية. بيد ان نسبة ذكائه تكون طبيعية ولم تتأثر من الجلطة.
– ان يكون نطق المصاب وفهمه طبيعي، لكنه لا يتمكن من تذكر الكلمات. ويصف حالته بقوله ان “الكلمة على طرف لسانه” لكنه نسيها رغم انه متأكد من أنه يعرفها. وغالبا ما تسبب هذه الحالة فرط عصبية الشخص.
– لدى المصاب مشكلات في الادراك والفهم، فيكثر سرحانه وتشتته ويتحدث عن عدة امور غير مترابطة من دون أن يعي انه يقوم بذلك.
– يعاني المصاب صعوبات في النطق وتحريك اللسان والفم بشكل طبيعي.
– وجود مشكلات في البلع والنطق معا. (فيضطر الى التغذية عبر الانابيب والسوائل).
◗ العلاج في الفترة الحرجة
شدد د. محمد على أهمية العلاج المبكر لأنه سيحسن قدرات المصاب كثيرا، وقد يؤدي الى استعادته قدراته الطبيعية وخاصة لو بدأ العلاج خلال فترة النقاهة بعد الجلطة الدماغية. لذا، ينصح بتقييم حالة المصاب بالجلطة من قبل اختصاصي امراض النطق والبلع بعد استقرار حالته وخلال فترة النقاهة. فذلك يضمن اكتشاف المشاكل مبكرا وعلاجها سريعا والوصول الى افضل نتيجة.

علاج مشكلات البلع

من المهم توعية الاطباء وذوي المرضى المصابين بمشكلات في البلع بإمكانية علاج هذه المشكلات عبر الاستعانة باختصاصي النطق والبلع. وقال د. محمد «يعتبر علاج مشكلات البلع من أسهل وأسرع انواع العلاجات. فبعد تشخيص سبب عدم القدرة على البلع (عبر فحوصات تصويرية وقد يستعان بالمنظار) يقوم اختصاصي امراض النطق والبلع بتحديد خطة العلاج، التي تتطلب عادة عدة جلسات يتم خلالها تدريب المريض على كيفية التغلب على صعوباته. فيستعيد تدريجيا قدرته على البلع مرة ثانية. ونرغب في توعية الاطباء بأهمية الاستعانة بنا لعلاج من فقدوا قدرتهم على البلع حتى يستعيدوا قدرتهم على تناول الطعام من دون انابيب».

تتحسن.. ولكن لا تختفي تماماً
اشار د. محمد الأمير الى فائدة علاج التأتأة لجميع الفئات العمرية. وقال «يحسّن العلاج من الحالة كثيرا، ويعلم المصابين بها كيف يسيطرون على التأتأة، لكنه لن يؤدي الى اختفائها تماما. والكثير من المشاهير مصابون بالتأتأة وتعلموا كيف يسيطرون عليها، لكنها تظهر احيانا في حديثهم مثل الممثلة نيكول كيدمان والممثل بروس ويليس».

 

 

 

 

المصدر : القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3789 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4167 0
خالد العرافة
2017/07/05 4706 0