كشف مدير إدارة الاحداث في قطاع الرعاية بوزارة الشؤون الاجتماعية حمد الخالدي ان نسبة السجناء الأحداث في الكويت لا تعتبر كبيرة أو خطيرة، مبينا أنها لا تتجاوز 1.5 في المئة، وأن اغلب قضاياهم تتمثل في السرقات والمشاجرات وقيادة السيارات من دون رخصة قيادة، منوها بعدم تسجيل أي قضية لحدث تتعلق بمخدرات أو سلاح خلال العامين الماضيين.
• ما الجديد في قانون الأحداث الجديد؟ قانون الاحداث الجديد ألزمنا بالتعامل المباشر مع المحكمة لعمل التقارير الخاصة بالحالات الموجودة، والتقارير الدورية، ففي القانون القديم كان تقرير القاضي الخاص بتقويم السلوك أو تعديل السلوك مفتوحا لنا نحدد من خلاله مدة التقييم او التعديل حسب استجابة كل حالة، أما القانون الجديد جعل القاضي يحدد مدة التقويم او التعديل في منطوق الحكم لكل قضية حسب طبيعة كل جُرم. كما ان القانون الجديد فرض حضور محام مع الحدث اثناء العرض على القاضي، وفي حال عدم وجود محام فان المحكمة توافر له محاميا للدفاع عنه.
• وماذا عن إدارة الأحداث ادارة الاحداث تقدم برامج وانشطة للحالات، وتتعاون مباشرة مع وزارة العدل، ونيابة الاحداث لمواجهة الاحداث ومشاكلهم، والقانون الجديد اقر دورات تدريبية وتوعوية لاولياء الامور لتثقيفهم بكيفية التعامل مع الاحداث كأسلوب وقائي للقضاء على مشاكل الاحداث وتجنيبهم المشاكل التي غالباً ما يقع فيها الحدث نتيجة عدم وعي الاباء والامهات. والادارة لديها خطة مستقبلية بعمل دورات في مدارس الكويت، والمجمعات التجارية في محافظات الكويت الـ 6 لعمل توعية لكافة أفراد المجتمع لحماية الشباب والمجتمع من مخاطر الجرائم وتعريفهم بطبيعة كل جرم وعقوبته». كما أن الادارة في طور الاستعداد لاقامة برامج توعوية في العطلة الصيفية بالتعاون مع وزارة الشباب والجمعيات الاهلية، هذا العام خصوصاً وان اجازة هذا العام كبيرة مقارنة بالاعوام السابقة». ونعمل الان استعداداً لنشر القانون على اعداد بروشورات توعوية وتثقيف للمجتمع بالقانون الجديد، وسيكون هناك ربط بين الجهات التي تعمل مع فئات الاحداث في الدولة لسهولة استخراج المعلومة لخدمة اولياء الامور. والادارة ستنقل إلى الصليبية بعد الانتهاء من انشاء المبنى الخاص بها والذي سينفذ وفقاًَ للمعايير العالمية، والادارة ستظل تابعة لوزارة الشؤون كون رعاية الاحداث في الدستور تابعة للشؤون. وعن احتياجات العاملين في الادارة، فإقرار كادر خاص بالعاملين في ادارة الاحداث ضرورة ملحة.
• وما نسبة الأحداث وجرائمهم في الكويت؟ نسبة الاحداث في الكويت سواء كانت ايوائية، أو زيارة مكاتب المراقب الاجتماعي غير مخيفة حيث انها لم تتجاوز الـ 1.5 في المئة. والان اصبحنا في تعاون مع عدد من الجهات منها الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي للاستفادة من باحثي الجامعة وورش التعليم التطبيقي لتأهيل الاحداث. وبخصوص طبيعة جرائم الاحداث، فغالبية جرائم الاحداث في الكويت تنحصر في السرقات والمشاجرات وقيادة السيارات من دون رخص القيادة. أما بالنسبة لجرائم تعاطي المخدرات وحيازتها وجرائم السلاح فلا وجود لهما خلال العامين الماضيين. وعن احتساب جريمة الحدث كسابقة في صحيفته الجنائية بالقانون الجديد، فالقانون الجديد لم يعتبر جريمة الحدث سابقة، ولن تسجل في صحيفته الجنائية، بل ان القانون اعتبر جريمة الحدث حالة طارئة مرتبطة بفترة زمنية وعمرية للشخص، يجب الا تعيقه في المستقبل سواء بالعمل او بحياته الاجتماعية.
• وماذا عن موازنة إدارتكم وبالنسبة لموازنة إدارة الاحداث، فنحن نخاطب وزارة الشؤون بطلباتنا واحتياجاتنا وهي توفر كل ذلك من موازنتها، والقانون الجديد اقر مصروف جيب لنزلاء الاحداث بمعدل نصف دينار يوميا، إضافة إلى توفير مصروف نشاط (تميز)، بجانب التزام الوزارة بتوفير المأكل والملبس، والمسكن، والرعاية الصحية. وهناك توجه لبيع مشغولات الاحداث لصالحهم.
• هل هناك استجابة من النزلاء للتقويم؟ كثير من حالات الاحداث تستجيب بسرعة للتقويم ويتعدل سلوكها، كما ان هناك حالات لا تستجيب اطلاقاً خصوصاً وانه محكوم بالايداع لدينا شهر او اكثر واقام مع اسرته 15 أو 16 عاماً فكيف يتغير ما اكتسبه من سلوك في تلك المدة القصيرة جداً. ومشاكل الاحداث ما هي الا انعكاس للاسرة ومشاكلها من تصدع اسري وعدم متابعة وتقويم الى اخره، ان اكثر من 50 في المئة من مشاكل الاحداث سببها الرئيسي انفصال الابوين، والباقي يأتي نتيجة عدم متابعة الاسرة لابنائها وتقويمهم. ومن امثلة أغرب حالات الاحداث، هناك حدث دائماً ما أستذكر حالته تتمثل في ابن رجل اعمال ثري واودع لدينا في قضية سرقة هاتف نقال، علماً بانك عندما تراه تستدل على مستوى ثرائه من شكله العام وملابسه. وعن اكثر الحالات التي تفتخر بها ادارة الاحداث، كان يوجد لدينا شاب في الدار محكوم لمدة عامين ختم القرآن الكريم بأحكامه وفوجئت به مكرماً في مسابقة لبيت الزكاة.
• هل تستقبل دار الرعاية المتشبهين؟ هذه الحالات من الاحداث تحول إلى مستشفى الطب النفسي، وفي حال ارتكابهم جريمة وصدور حكم بحقه يتم ايداعهم بعد الفحص الطبي من قبل اللجنة في مكان معزول، او تحويله إلى جهات نفسية واجتماعية لتكثيف الدورات لهم. والقانون الجديد فرض على الوزارة بعمل دورات تدريبية وتثقيفية وتبصيرهم بالجديد من الاجراءات والقرارات والقوانين لجعلهم على اتم استعداد في التعامل مع الحدث.
• ما أصعب الحالات التي واجهتك خلال عملك في ادارة الاحداث؟ لا يوجد بين الحالات ما يوصف بالصعب، حيث ان الحدث حينما يودع لدينا سواء كان إيواءً او مراقبة سلوك فان ما ارتكبه له حلول علمية ودائماً ما تمر علينا ولدينا القدرة على معاملتها وفق الاطر العلمية والنفسية والاجتماعية. ومن نوادر الحالات التي مرت علينا بعض الاحداث يثيرون الشغب ويفتعلون المشاكل خلال فترة ايداعه بدار الاحداث كلما اقترب موعد انقضاء عقوبته، هروباً من العودة لأسرته خشية عقابهم، ولكن تلك الحالات استطعنا التعامل معها بعد اكتشافها، من خلال الجلوس مع الاهل وشرح ابعاد حالة ابنهم او بنتهم من الاحداث واخذ تعهدات من الاهل بعدم التعرض للحدث بعد خروجه، وتكثيف الدورات الاجتماعية للحدث لتلافي الحالة.