لابد من التكيف مع الوضع الجديد واستخدام الأجزاء السليمة بفعالية بدلاً من الاستسلام لليأس
إن الذي يحرك أجسامنا هو مجموعة من العضلات تعمل بالتعاون والتآزر المشترك فيما بينها، بعضها يشد وبعضها يرتخي لكي تأخذ الحركة شكلها النهائي والمسؤول عن هذا التنسيق هو الجهاز العصبي، ولابد من القيام بمجموعة من الحسابات بعضها إرادي وندركه وبعضها يتم دون أن نحس به ويتم خلاله تقدير الحركة قبل وبعد وأثناء القيام بها، وتجري التعديلات اللازمة عليها وذلك بفضل المخ والمخيخ والنخاع الشوكي وما يربط بينهم وما يرتبط بهم.
ويعتبر القيام بخطوة واحدة فقط، عملاً معقداً جداً لا يستطيع الروبوت ـ الإنسان الآلي القيام به بنفس البساطة التي يؤديها الطفل الصغير عندما يتقن الخطوة الأولى في حياته.
تعريف الخذل والشلل والفالج
الخذل هو نقص الحركة الناتج عن اعتلال في مراكز نشوء أوامر الحركة في القشرة المخية أو اعتلال في الطرق الحركية في الدماغ وفي النخاع الشوكي، أو اعتلال في الأعصاب الحركية المحيطية؛ أي أنه في حالة الخذل يشعر المصاب بالضعف، ونقص القوة العضلية ولكنه يستطيع الحركة.
والشلل هو فقد كامل الحركة في عضلة أو في مجموعة عضلات في طرف أو في طرفين.
ويقال الشلل الشقي أو الفالج: عندما يشمل الشلل جميع عضلات اليد والرجل ونصف الجسم ويكون عادة في الجهة المقابلة للإصابة الدماغية (أي إصابة على مستوى الرأس) وذلك ينتج إما عن تكدم دماغي أو انضغاط الدماغ بكتلة دمية أو ورمية أو خراجة انتانية. أو عن نقص تروية الدماغ نتيجة تضيق أو تشنج أو انسداد (جلطة) أحد الأوعية السباتية أو الفقارية التي تزود الدماغ بالدم المحمل بالمواد الغذائية (سكر الغلوكوز) والأكسجين اللازم.
وإذا وقعت العلة في نصف الكرة المخية الأيمن فإنها تؤدي إلى خذل أو شلل في القسم الأيسر من الجسم، وكذلك فإن اعتلال النصف الأيسر من المخ يؤدي إلى اختلال وظيفة النصف الأيمن من الجسم.
والشلل الرباعي (شلل الأطراف الأربعة) يحدث عند إصابة النخاع الشوكي الرقبي وتتعطل الحركة في جميع أجزاء الجسم عدا الرقبة والرأس، وهؤلاء المرضى قد يصابون باضطرابات تنفسية ودورانية (حركة القلب والدم) فيموتون في الأيام الأولى للإصابة أو بعد بضعة أشهر أو سنة نتيجة لإصابتهم باختلاطات انتانية (التهاب رئة، تقرحات الفراش وتجرثم البول أو الدم).
وشلل الطرفين السفليين (الرجلين) ويحدث عند إصابة النخاع الشوكي تحت المستوى الرقبي، أي في الظهر (كسور الفقرات الظهرية وتخرب النخاع الشوكي في هذا المستوى).
تقدر نسبة الذين يعانون من نوع ما من الخذل أو الشلل بـ 13 ـ 18 ضمن كل ألف شخص. ومن الأمراض التي تؤدي إلى الخذل أو الشلل يمكن أن نذكر الأمراض الفيروسية والأمراض الانتانية الجرثومية (كالتهاب السحايا والدماغ ومرض شلل الأطفال) والأمراض الاستقلابية (أمراض التبادل الغذائي على مستوى الخلية العصبية مثل التصلب اللويحي) والأورام والكتل (الحميدة أو الخبيثة) المختلفة والأمراض الوعائية (ارتفاع الضغط الشرياني، التشوهات الوعائية ـ أمهات الدم، النزوف والكتل الدمية، الجلطة والتشنجات الوعائية ونقص التروية).
كما وينتج الشلل عن التخرب الناتج عن تأذ ميكانيكي بفعل الإصابة بمواد صلبة (الصدمات: حوادث السيارات ـ السقوط) أو المشاجرات بيد خالية أو بالأسلحة الباردة أو النارية، وقد تؤدي هذه الإصابات إلى كسور في الجمجمة أو في العمود الفقري وتضغط الشظايا العظمية على النسيج العصبي وتخربه خراباً مميتاً تؤدي إلى فقد وظيفته نهائياً (قطع كامل النخاع الشوكي) أو تؤذيه وتعطل وظيفته تعطيلاً جزئياً أو مؤقتاً.
ويتم التأكد من تشخيص هذه الأمراض بواسطة الفحص العصبي السريري، وبمساعدة الأجهزة الحديثة والمتطورة كالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي المحوري المحسب والتخطيط الكهربائي للدماغ وللعضلات والأعصاب ومجموعة من الاختبارات الفيزيائية (الفيزيولوجية والكيميائية) والدراسات المخبرية المختلفة تمكن الطبيب من تقدير نوع وحجم الإصابة والتنبوء بمستقبلها بدرجة عالية الدقة والحساسية يمكن الوثوق فيها. وبالنتيجة يمكن اختيار نوع العلاج اللازم وتقدير نسبة الفائدة منه واحتمالات التحسن من عدمه أو البوح للمريض المصاب أو لذويه عن مقدار العجز واحتمالات استقرار الوضع أو تدهوره.
امكانية الشفاء من الشلل
إذا كان الشلل وظيفياً فقط، يعني تعطلاً في وظيفة العصب دون وجود أي تغير فيه، فإن الحركة تعود بكاملها بعد زوال السبب الذي يكمن وراء ذلك ويمكن المساعدة باستخدام وسائل الطب النفسي والشعبي.
وإذا كان الشلل ناجماً عن تعطل عضوي مؤقت في أحد عناصر الجهاز العصبي كوجود وذمة أو وجود انضغاط أو تكدم أو ارتجاج بدون تلف أو تخرب كامل فيه فإن الوظيفة تعود للعصب والعضلة إذا تم التخلص من السبب قبل انتقال هذه التغيرات العضوية المؤقتة إلى تغيرات دائمة وقبل نشوء تخرب في المادة العصبية ذاتها. ويتم العلاج بإعطاء الأدوية المناسبة وإجراء العمل الجراحي المناسب ويمكن وفق ذلك أن يستعيد المصاب قدرته على الحركة بنسبة عالية تتناسب مع شدة الإصابة وصحة العلاج المطبق من حيث التوقيت والكفاءة.
أما إذا كان الشلل ناتجاً عن تخرب كامل في الخلايا العصبية الحركية المركزية في قشرة الدماغ أو في الطرق الرئيسية للحركة التي تبدأ منها وتؤلف الجزء الأمامي من النخاع الشوكي فإن العضلة المصابة تفقد قدرتها على الحركة فقداً نهائياً يتناسب وحجم التخرب أو التلف العصبي الحاصل (وهذا هو الخط الأحمر لقدراتنا العلاجية) فكما قال أبو الطب هيبوقراط: الشلل الناتج عن تخرب النخاع الشوكي لا شفاء منه، وكالقول الدارج: فالج لا تعالج، فإن الأبحاث والدراسات الجارية وإلى يومنا هذا لا تزال تؤكد مرة تلو مرة أن هذا لا يزال صحيحاً جداً في جميع حالات تخرب النسيج العصبي المركزي في النخاع الشوكي أو الدماغ. ففي مثل هذه الحالات نجد أن درجة التخرب التي تمت هي التي تحدد مستقبل المريض بشكل أساسي. وكل ما يفعله الأطباء وما هو بوسعهم هو إنقاذ ما لم يتم خرابه بعد من تلك الخلايا العصبية (العصبونات) التي أصيبت ولكنها لم تمت بعد، أما ما مات فقد مات ولا سبيل لإحيائه.
وهناك خط علاجي آخر وهو تنشيط الخلايا المجاورة لتأخذ على عاتقها القيام بوظيفة الخلايا الميتة وهذا كله نسبي ومردوده قليل جداً قد يحسن من بعض العلامات ولكن الذي يقرر وضع المريض النهائي هو نسبة التخرب المميت الذي أصاب الخلايا العصبية ذات الأهمية الوظيفية أي يعني كمية أو درجة التلف الناجم عن الإصابة وملحقاتها.
ومهما يكن من أمر فإن إعادة التغذية بالدم أو دعم التروية الوعائية (في مكان التلف في الدماغ أو النخاع) عن طريق مفاغرة الشريان الصدغي السطحي أو غيره من شرايين فروة الرأس مع شرايين قشرة الدماغ أو زرع خلايا جنينية أو نقل الثرب الذي يحتوي على عناصر منشطة للنمو الوعائي والعصبي لن تستطيع أن تغير لا في الصورة الرئيسية للإصابة ولا في تطور الوضع النهائي للمريض. ويمكن لها أن تفيد لو أجريت قبل أو فور حدوث الإصابة مباشرة أو بعدها بفترات قصيرة فقط.
وعلى حين أن مثل هذه العمليات تفيد في حالات نقص تروية العضلة القلبية فهي لا تفيد في حالات نقص التروية في الدماغ ولا في النخاع وذلك ببساطة لاختلاف الطبيعة النسيجية الفيزيولوجية بين الخليتين العصبية والعضلية، إذ أن الخلية العصبية خلية راقية، ذات مستوى عال في الأداء الوظيفي، حساسة جداً ولا تستطيع أن تتحمل نقص التغذية أو الأكسجة إلا لبضع دقائق محدودة (5 للقشرة ـ 20 لجذع الدماغ)، بينما وظيفة العضلة القلبية هي فقط التقلص والانبساط بالتناوب.
وهكذا فقد تمت عدة عمليات زرع قلب سليم مكان آخر معتل ولكن لا أحد يتكلم عن زرع دماغ. ويمكن نقل وزرع أي عضو أو جهاز عدا الجهاز العصبي المركزي فلا الدماغ قابلاً للنقل والزرع ولا النخاع الشوكي بينما يمكن زرع مخ العظام، والكبد والكلية والرئتين أيضاً. والفروق أكثر من أن تحصى ويكفي هنا أن نذكر أن تعرض الدماغ لانعدام الأكسجة لفترة 5 ـ 7 دقائق يعني أن القشرة المخية لدى المصاب قد توفيت على أقل تقدير وأنه لن يستعيد وعيه أبداً فيما بعد وإن كتبت له الحياة فهي حياة نباتية أي يعيش كالنبات، إن وضعت له الطعام في معدته فهو يمتصه، وهو قد يفتح عينيه ولكن لا يوجد أي اتصال منه إلى ما يحيط به. ولقد قام العلماء بفصل خلايا عصبية من مخ الجنين البشري السليم، والمسقط لأسباب تهم الأم الحامل فقط وتم المحافظة عليها حية في أوساط تغذية صنعية مهيئة لذلك ثم قاموا بزرعها كـ طعم في (وتحت) القشرة المخية لأطفال مصابين بشلل، وكذلك في مناطق التلف في النخاع الشوكي على أمل أن يحصلوا على نتائج أفضل من النتائج التي وصلت إليها تجارب هذه البحوث على الحيوانات إلا أن ما حصل إلى اليوم هو نمو خلايا عصبية بينية لا تقوم بأي وظيفة بل كالندبة فقط.
أما الأعصاب المحيطية فيمكن خياطتها إذا قطعت ولكن يجب أن نذكر أن نمو العصب يتم من المركز إلى المحيط ولا ينمو أكثر من واحد مليميتر في اليوم الواحد حتى عندما نوفر له أفضل شروط النمو والالتئام والتعويض من تغذية عن طريق الدم ومع التنشيط الكيميائي أو الفيزيائي أو الكهربائي أو الهرموني أو عوامل النمو ذاتها، إذ أن التخرب التنكسي يبدأ من لحظة الإصابة ليشمل جميع العصبونات والمحاور العصبية التي تنتقل السيالة العصبية إليها عبر مكان التخرب الناتج عن العلة الأولية. ولنوضح الصورة نضرب مثلاً: لو أن عصباً واحداً قطع على بعد ثلاثين سنتيمتراً عن العضو الذي هو مسؤول عن حركته، ولو أن أمهر الجراحين قام بخياطته ووصله وباستخدام أفضل الأدوات والأدوية وبعد قطعه مباشرة فإن العصب لا يؤدي وظيفته إلا بعد (تسعين يوماً على الأقل) أي بعد اكتمال نمو المحاور العصبية من مكان القطع حتى تصل مكان التعصيب أما الجزء المحيطي من العصب (والذي تم تخييطه) فما هو غير دليل أو نفق يمر وينمو به العصب ليصل إلى مكانه الطبيعي إذ أن ما فيه من محاور تموت ولا يبقى منه إلا غلافه الذي يشبه الأنبوب تمر منه المحاور النامية من المركز وفي حال عدم خياطته فإن هذه المحاور تنمو نمواً عشوائياً مشكلة كتلة عصبونية لا تبتعد عن مكان القطع أكثر من 2 ـ 3 سم. ولو أننا قطعنا جزءاً من عصب وزرعناه كطعم بين طرفي عصب آخر فإن هذا الطعم سيصيبه ما أصاب الجزء المحيطي من العصب المستقبل للطعم، أي سيكون ممراً فقط، ولذا فإن زرع الأعصاب غير وارد أيضاً، أو أنه مفهوم غير سليم.
وكما أن التلف يصيب العضلات بسبب من عدم استخدامها ومن غياب التعصيب التغذوي (النباتي) السليم عنها، ونتيجة لإصابتها بما يسمى التكلس وهو ضمور العضلة بسبب تحول النسيج العضلي فيها إلى نسيج ضام لا يستطيع القيام بأي وظيفة حركية ومع مرور الوقت يبقى من الطرف المشلول الجلد والعظم فقط، ويمكن للعلاج الفيزيائي المكثف المحافظة عليها لفترات لا يمكن أن تكون طويلة ما دامت أعصابها غير سليمة. ويبقى علينا أن نشير إلى أنه هناك بعض المحاولات المناسبة التي تقوم على أسس الفهم الفيزيولوجي السليم للطبيعة النسيجية العصبية مثل محاولات نقل مجموعات عضلية ـ عصبية سليمة (من جدار البطن والظهر مثلاً) مع المحافظة على صلتها بالمراكز العصبية وقد يتمكن المريض من التعلم على استخدامها للقيام ببعض الحركات المفيدة كحركات المشي كما أن هناك محاولات لاستبدال السيالة العصبية بإشارة كهربائية يصدرها جهاز كهربائي يتحكم به المريض ويتم تثبيت نواقل كهربائية (الكترودات) على الجذور العصبية المنفصلة عن المراكز، ولكن الصعوبة في تحديد درجة وشدة وفترة وزمن بداية وانتهاء كل إشارة مخصصة لكل لييف (مصغر ليف) عصبي وعضلي بحيث نحصل على حركة مفيدة لا تقلص أو انبساط كرد على التحريض الكهربائي فقط وهذا الحساب اللازم لا يزال بعيد المنال، إذ أنه من الصعب جداً أن نقدر تقديراً حقيقياً وأن نجري حساباً كاملاً للوظيفة المطلوبة من كل لييف عند كل حركة نحتاج أن نقوم بها وهذا الوضع شبيه بمقارنة خطوة الطفل الأولى وخطوة الروبوت التي أشرنا إليها في بداية الحديث.
وبشكل عام فإن العلماء يبحثون في شتى الاتجاهات آملين أن يصلوا في يوم ما إلى طريقة ما تساعد المصابين بالشلل على تحريك أجزائهم المشلولة، رغم أن بعضهم مقتنع اليوم وبفضل قطع الجزء المشلول إذا كان قطعه لا يضر بالجسم ككل وبالتالي إعفاء الجسم من هم حاملها كوزن وتغذيتها باستمرار.
وبالمجمل فإن أكثر المتفائلين من علماء الأعصاب يعتبرون أن التقييم الأولي لدرجة الإصابة النخاعية أو الدماغية وتقرير مستقبلها يبدو واضحاً بعد مرور مرحلة الصدمة الأولى وهي لا تتجاوز فترة الشهر ونصف والتقرير النهائي لا يتجاوز السنة الواحدة وأما ما وراء ذلك فقد يحدث تغير طفيف غير مجد وغير نافع مهما اتخذت من اجراءات، كالشجرة مثلاً يكفي أن تموت مرة واحدة لعدم وجود الماء الكافي لها وبعدها فلو أنك سكبت عليها كل المياه العذبة في الدنيا فإنها لن تورق بعد أن ماتت جذورها وأغصانها.
ونحن هنا لا نعني أن ينعي كل مصاب نفسه ولا نعني أن نندب الحظ بل كل ما نريد أن نقوله هو أن على المريض نفسه وعلى ذويه ومعالجيه أن يعرف الوضع كما هو وأن يتقبل أن ينعي الوظيفة العصبية المعنية التي فقدها، كمن قطعت أصابع من يده فهو يقبل الوضع ويتعامل مع ما بقي منها. وإن أكبر وأهم مساعدة طبية يمكن أن تفيد المصاب هي ما يقدم له في الساعات الأولى للإصابة وتتناقص قيمة هذه المساعدة بمرور الوقت. وهكذا فليس هناك لا سحر ولا أحلام وعلى كل من وصل به الحال إلى فقدان عصبي معين أن يسعى لاستخدام ما هو قابل للاستخدام وأن يحاول أن يكتشف مقدرات جديدة في نفسه وأن يدرب ويعلم ما هو سليم على القيام بدور ما هو معطوب ومعطل، مثلاً من كان يستخدم يدين يتعود كيف يستغني عن اليد التي شلت ويستخدم يداً واحدة ويتعلم مهارات استخدام باقي عضلاته ذات الأعصاب السليمة ويستفيد مما رزقه الله، ولنتذكر جميعً أن الموسيقار العظيم بيتهوفن كان أصماً ومع ذلك كتب ولحن أروع السيمفونيات العالمية رغم أنه لم يسمعها قط.. وكم من الأشخاص ذوي الإعاقة جابوا العالم على كراسيهم بينما عجز من له ساقان عن القيام بذلك… وإن هناك من الكتاب والرسامين من استخدم رجليه أو أسنانه بدل يديه للكشف عن موهبته.. المهم أن نفهم الحياة كما هي ونضيف عليها من أنفسنا مسحة أمل وحب وجمال وطموح ونسعى لاثبات ذواتنا والقيام بدورنا بما نملك وبما نحن قادرين عليه والباقي على الله.